تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[رحمة الله على ذاك الجسد (بن باز) رحمه الله ..]

ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[17 - 12 - 06, 10:31 ص]ـ

ما بال دمعكِ فوق الخدِّ ينسكبُ

والنفسُ نائحةٌ والقلبُ ينتحبُ

ما بالُ دمعكما عينيَّ منهمرٌ

كالغيثِ كَمًّا إذا جادت به السحُبُ

أجابتِ العينُ لمّا جفَّ مدمعُها

وبالدِّمَا صارَ منها الوجهُ يختضبُ

إنَّ المصَابَ الذي أبكيهِ نائحةً

الكونُ يبكيه محزوناً ولا عجبُ

فكيفَ تصبرُ والأكوانُ نائحةٌ .. !!

أم كيفَ تصبرُ والآجالُ تقتربُ

...

كفاكِ ياعينُ كُفي عن معاتبتي

أقولُها وحروفُ الشعرِ تضطرِبُ

فخامرَ الحزنُ نفسي ثمّ خامرها

والقلبُ حلّتْ به الأكدارُ والوصبُ

حتى كتبتُ وأركاني مُزَعْزَعةٌ

باكٍ, وتملؤني الأحزانُ والكُرَبُ

عبدُ العزيزِ ابنُ بازٍ ماتَ!! وا أسفي

فهلْ ستنفعني الأشعارُ والخُطَبُ

ماتَ الذي كانَ مصباحاً يضاءُ به

إن عاينتهُ شموسُ العلمِ تحْتجِبُ

في العلمِ داهيةٌ , للهِ داعيةٌ

في الحفظِ معجزةٌ , ما مثلهُ النُّجُبُ

هو ابنُ بازٍ, فهلْ حيٌّ يماثلُهُ

منه المكارمُ والأمجادُ تُكْتَسبُ

قضى الحياةَ ونصرُ الدينِ ديْدَنُه

وليسَ يثنيهِ إن ما ناصرَ الرَّهَبُ

كم جاهلٍ يصطلي بالجهلِ أخرجهُ

إلى جنانِ الهدى تسمو به الرُّتَبُ

وكم حسيرٍ يرى الأبوابَ موصدةً

لفقرهِ, صاحِباهُ الغمُّ والنَّصَبُ

ترى ابنَ بازٍ يواسيهِ ويجلسهُ

وإن تكلّمَ , منهُ الشيخُ يقتربُ

وكمْ يتامىَ أصابَ اليتْمُ مقتَلهم

والبؤسُ ليس له في غيرهمْ أرَبُ

جادَ الإمامُ لهم, فانزاحَ ما وجدوا

من المآسي, ونالوا منهُ ما رغبُوا

فعُدَّ ما اسطعتَ تُحصي من مكارمه

عليه رحمتُ ربي ما بدتْ شهُبُ

وصلِّ دوماً على الهادي وعترته

وصحبهِ, والأُلى من مائهم شربوا

حتى ارتوتْ بالهدى أكبادهم فغدوا

على المحجّةِ لا زيغٌ ولا عطَبُ

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير