تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هذا الذي تعرف البطحاء وطأته ... قيلت في الحسين بن علي؟!!]

ـ[السدوسي]ــــــــ[25 - 12 - 06, 09:21 ص]ـ

المشتهر أن الفرزدق قالها يمدح علي بن الحسين بن علي، لكن روى الطبراني في المعجم الكبير [جزء 3 - صفحة 101] فقال:

حدثنا أبو حنيفة محمد بن حنيفة الواسطي ثنا يزيد بن عمرو بن البراء الغنوي: ثنا سليمان بن الهيثم قال: كان الحسين بن علي رضي الله عنه يطوف بالبيت فأراد أن يستلم الحجر فأوسع الناس له و الفرزدق بن غالب ينظر إليه فقال رجل: يا أبا فراس من هذا فقال الفرزدق:

(هذا الذي تعرف البطحاء وطأته ... والبيت يعرفه والحل والحرم)

وشيخ الطبراني هنا قال عنه الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد - (ج 2 / ص 302)

محمد بن حنيفة الواسطي وهو ضعيف ليس بالقوى

قلت: ويزيد بن عمرو مجهول ولعله لذلك قال الهيثمي لما أورد الحديث في المجمع رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه

وقد ذكر الحافظ ابن كثير هذا الأثر في البداية والنهاية [جزء 8 - صفحة 208] وعلق عقبه بقوله:

هكذا أوردها الطبرانى فى ترجمة الحسين فى معجمه الكبير وهو غريب فان المشهور أنها من قيل الفرزدق فى على بن الحسين لا فى أبيه وهو أشبه فان الفرزدق لم ير الحسين إلا وهو مقبل إلى الحج والحسين ذاهب إلى العراق فسأل الحسين الفرزدق عن الناس فذكر له ما تقدم ثم أن الحسين قتل بعد مفارقته له بأيام يسيرة فمتى رآه يطوف بالبيت والله أعلم.

قلت: يقابل قول الحافظ ابن كثير هنا قول ابن عبدالبر في بهجة المجالس كما سيأتي بعد قليل.

وذكره أبونعيم في حلية الأولياء [جزء 3 - صفحة 139]

حدثنا احمد بن محمد بن سنان قال ثنا محمد بن اسحاق الثقفي قال سمعت محمد بن زكريا قال أخبرنا ابن عائشة عن أبيه قال حج هشام بن عبدالملك قبل أن يلي الخلافة فاجتهد أن يستلم الحجر فلم يمكنه وجاء علي بن الحسين فوقف له الناس وتنحوا حتى استلمه قال ونصب لهشام منبر فقعد عليه فقال له أهل الشام من هذا يا أمير المؤمنين فقال لا أعرفه فقال الفرزدق لكني أعرفه هذا علي بن الحسين رضي الله تعالى عنهما ... هذا ابن خير عباد الله كلهم ... هذا التقي النقي الطاهر العلم ... هذا الذي تعرف البطحاء وطأته ... والبيت يعرفه والحل والحرم ... إلخ وفيه الغلابي وسيأتي بيانه.

وقال ابن كثير في البداية والنهاية [جزء 9 - صفحة 108]

وقد روى من طرق ذكرها الصولي والجريري وغير واحد أن هشام بن عبد الملك حج في خلافة أبيه وأخيه الوليد فطاف بالبيت فلما أراد أن يستلم الحجر لم يتمكن حتى نصب له منبر فاستلم وجلس عليه وقام أهل الشام حوله فبينما هو كذلك إذا أقبل علي بن الحسين فلما دنا من الحجر ليستلمه تنحى عنه الناس إجلالا له وهيبة واحتراما وهو في بزة حسنة وشكل مليح فقال أهل الشام لهشام من هذا فقال لا أعرفه استنقاصا به واحتقارا لئلا يرغب فيه أهل الشام فقال الفرزدق وكان حاضرا أنا أعرفه فقالوا ومن هو فأشار الفرزدق يقول ... هذا الذي تعرف البطحاء وطأته ... * والبيت يعرفه والحل والحرم ... هذا ابن خير عباد الله كلهم ... * هذا التقي النقي الطاهر العلم.

قلت الطرق هذه مدارها على محمد بن زكريا الغلابي وهو كذاب

قال في الكشف الحثيث [جزء 1 - صفحة 229]

محمد بن زكريا الغلابي بفتح العين المعجمة وتخفيف اللام وبعد الألف موحدة ثم ياء النسبة البصري الأنصاري أبو جعفر قال الدارقطني ويحيى يضع الحديث ذكر الذهبي في ترجمته حديثا عن أبي الزبير قال كنا عند جابر فدخل علي بن الحسين فقال دخل الحسين فضمه النبي صلى الله عليه وسلم وقال يولد لابني هذا بن يقال له علي إذا كان يوم القيامة ينادي مناد ليقم سيد العابدين فيقوم هذا ويولد له محمد إذا رأيته يا جابر فاقرأ عليه مني السلام فهذا من كذب الغلابي انتهى ذكر بن الجوزي حديثا في موضوعاته في خطبته عليه السلام على تزويج فاطمة من علي ثم قال وضعه محمد بن زكريا وذكر بن الجوزي الحديث ذكره بن الجوزي في مكان آخر من الموضوعات في ذكر حديث موضوع على معاوية ثم قال وذاك من فعل الغلابي.

ومما يدل على أن هذه الأبيات منحولة تضارب أقوال المصنفين في قائلها وفيمن قيلت فيه فقد جاء في بهجة المجالس وأنس المجالس - (ج 1 / ص 112)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير