[فاء السرعة ..]
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[08 - 02 - 07, 09:03 ص]ـ
اللغة العربية ... لغة القرآن الكريم ... شرفها الله وخصها بكتابه الخالد
وشرفها باصطفاء النبي الخاتم من أهلها بل خير الناطقين بها
وشرفها بأنها اللغة الخالدة بخلود أهل الجنة الذين يتكلمون بها
ترى أنشعر بلذة في قراءة القرآن؟
ترى أنشعر بمعاني القرآن تطرق أبواب قلوبنا بشدة لتوقظنا أو تنساب عبر شغاف القلوب برفق تبعا للأسلوب المستعمل؟
ترى أنشعر بدقة اختيار القرآن للكلمة، فتارة يقدمها وتارة يؤخرها؟
أنشعر بفزع الجاهلي عندما تقرع سمعه كلمة (كلا)؟
أنشعر برقة المسلم وتحليقه في أجواء الرحمة، وتجري دموعنا حبا وطمعا وأملا عندما نسمع قوله عز وجل: " إن رحمة الله قريب من المحسنين "
هي محاولة للوصول إلى شيء من ذلك عبر باب واسع للفهم والتدبر هو باب اللغة العربية
نسمع كثيرا عن حروف العطف التي تعني الجمع بين أمرين أو أكثر يشتركان في حكم، إضافة إلى معاني أخرى، ولكن هل تأملنا في هذه المعاني؟
سنكون اليوم مع حرف واحد هو حرف الفاء
الفاء العاطفة تفيد الجمع بين أمرين مع الترتيب والتعقيب
هذا هو التعريف الذي نسمعه في علم النحو فهيا بنا نحاول أن نطبقه في بعض آيات القرآن
ولكن فلنبدأ بشرح المعنى: لافاء تعني أن أمرين حدثا ونحن نذكرهما معا في كلامنا ولكننا نراعي أن يكون الثاني منهما قد حدث بعد الأول مباشرة، أي لم تكن هناك مدة زمنية طويلة بينهما
ومن أبرز المواضع في القرآن الكريم التي نجد فيها هذه الفاء التي تشعرنا بالسرعة هي
* استجابة الدعاء
فمن أكثر المواضع التي نرى فيها ورود هذه الفاء لتدل على سرعة الحدوث هي مواطن الدعاء، فيأتي الرد عليها بالعطف بالفاء، لتدلنا على سرعة تحقق ذلك، ولنزداد يقينا وإيمانا ونستشعر قرب الله ورحمته منا
ـ قال تعالى عن نوح عليه السلام وقومه: " كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر. فدعا ربه أني مغلوب فانتصر. ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر. وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر. وحملناه على ذات ألواح ودسر. تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر " القمر 9 ــ 14
ـ وقال عز وجل على لسان موسى عليه السلام: " قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له، إنه هو الغفور الرحيم " القصص 16
وقال عن يونس عليه السلام: " وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين " الأنبياء 87 ـ 88
ـ وعن أيوب عليه السلام: " وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين. فاستجبنا له فكشفنا مما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للصابرين " الأنبياء 83 ـ 84
ـ وعن زكريا عليه السلام: " هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء. فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين " آل عمران 39
* عقاب الظالمين
الموضع الآخر الذي تظهر فيه هذه السرعة هو مواضع إنزال العقاب بالظالمين والكافرين والمكذبين
ـ قال تعالى عن بني إسرائيل: " وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون " البقرة 55
ـ وقال تعالى: " ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون " الأعراف 96
ـ وقال عز وجل عن قوم صالح: " فعقروا الناقة فعتوا عن أمر ربهم وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين. فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين " الأعراف 77 ـ 78
ـ وعن قوم لوط: " وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون. فأنجيناه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين " الأعراف 82 ـ 83
منقول بتنسيقي للفائدة