[ماذا فعل الشيخ الددو - حفظه الله - عندما أشكلت عليه مسألة في اللغة؟]
ـ[عبد السلام بن محمد - أبو ندى]ــــــــ[13 - 02 - 07, 01:00 ص]ـ
السلام عليكم
قرأت هذه الفائدة في شرح الشيخ الددو حفظه الله في شرحه على نخبة الفكر فأحببت نقلها هنا
ألف ابن مالك كتابا مستقلا وهو (التصحيح والتوضيح لحل مشكلات الجامع الصحيح)، وقد طبع عدة طبعات، وإليه المرجع في مشكلات صحيح البخاري فيما يتعلق باللغة،
ومن أمثلة هذ ا ما حصل لي قديما فقد كنت أقرأ في شروح الموطإ في كتاب الوصية في حديث سعد بن أبي وقاص فوجدت نسخ شرح الزرقاني متفقة على خطإ غريب، وهو أن الزرقاني- رحمه الله - لما ذكر حديث سعد ذكر أن رواية من روايات صحيح البخاري فيها «إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس» والرواية المشهورة هي «إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس» و (أن تذر) هذا مصدر مؤول من أن وصلتها، معناه: تركك ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس، والجملة اسمية وهي خبر إنك، ولكن الرواية الأخرى وهي: إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس فيها إشكال لغوي وهو أن فعل الشرط هنا (إن تذر) جوابه لا يصلح لمباشرة الشرط والجواب إذا لم يصلح لمباشرة الشرط يجب اقترانه بالفاء أو إذا الفجائية كما قال ابن مالك رحمه الله في الألفية:
واقرن بفا حتما جوابا لو جعل** شرطا لإن أو غيرها لم ينجعل
وتخلف الفاء إذا المفاجأه ** كإن تجد إذا لنا مكافأة
فالجواب هنا لا يصلح لمباشرة الشرط لأنه جملة اسمية وهو (خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس)، فذكر الزرقاني أن هذا يوجد في لغة العرب وأن له أمثلة فذكر منها قال في قراءة طاوس ?ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير? وهذا الذي حكاه وهو في جميع نسخه المطبوعة هكذا (قل إصلاح لهم خير) هذه قراءة جمهور العلماء وليس فيها أي إشكال ولا ترد على هذا الوجه، فأشكل علي الأمر فكتبت أسأل عنه بعض العلماء، وسألت عنه كثيرا من المشايخ، فلم يعرفوه، فأرسلت سؤالا عنه للشيخين محمد سالم ومحمد يحيى فجاء جواب الشيخ محمد يحيى أنه يمكن أن يكون المقصود ما تركه من الآية وهو: ?قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم إخوانكم? بحذف الفاء لعل قراءة طاوس إخوانكم بحذف الفاء فتكون شاهدا على هذا، وجاء جواب الشيخ محمد سالم لعل قراءة طاوس ?ويسألونك عن اليتامى قل أصلحْ لهم خير? فيكون هذا بفعل الأمر وهو في قوة الشرط وجوابه مثل جواب الشرط، فالأصل (أصلح لهم فهو خير) فحذفت الفاء والمبتدأ معها، فبحثت أنا بعد ذلك في كتاب ابن مالك فوجدت فيه هذه الرواية وتوجيهاتها فذكر قراءة طاوس وهي موافقة لما أجاب به الشيخ محمد سالم، قراءة طاوس (ويسألونك عن اليتامى قل أصلح لهم خير)، فجاء جواب الشيخ موافقا لما ذكره ابن مالك عن قراءة طاوس بن كيسان، وهذا النوع هو من لغة العرب ولكنه نادر فيها ومن شواهده في اللغة:
من يفعل الحسنات الله يشكرها ** والشر بالشر عند الله مقرون
من يفعل الحسنات هذا شرط، الله يشكرها هذه جملة اسمية وهي لا تصلح لمباشرة الشرط ومع ذلك لم تقترن بالفاء، وهكذا فهذا النوع يسمى مشكل الحديث.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[13 - 02 - 07, 01:17 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ذكرتنا بهمة العلماء الأوائل!
وصدق من قال عن الشيخ (محمد سالم): بحر العلوم!
ـ[عبد الله الشافعي]ــــــــ[17 - 02 - 07, 04:46 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وبارك الله فى الشيخ العلامة محمد بن الحسن ونفع به
ـ[صخر]ــــــــ[17 - 02 - 07, 10:55 ص]ـ
اللهم امين