[هل إذا احتملت الكلمة في القرآن أكثر من معنى أن يكون كلاهما مقصودا؟]
ـ[طارق أبو عبد الله]ــــــــ[02 - 08 - 08, 08:47 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
قد تأتي الكلمة القرآنية أو الجملة محتملة معنيين مختلفين غير متناقضين فهل يمكن أن يكون كلا المعنيين مقصودا أم علينا البحث عن المعنى الراجح؟ وأضرب على ذلك مثالا:
في قوله تعالى
" وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ"
في تفسير كلمة يضار وجهان قويان تحتملهما اللغة وهما البناء للمعلوم ويكون المعنى لا يضارر كاتب ولا شهيد صاحب الدين أو الدائن بأن يغشا أحدهما أو يغيرا في قيمة الدين والوجه الآخر هو البناء للمجهول بأن يضارر الدائن أو المدين الكاتب أو الشاهد بأن يلزمه مثلا أن يأتي من مسافة بعيدة ولا يعطيه أجرة ركوبه أو يعمدا إلى كاتب مشغول ويلزماه بالكتابة لهما مع وجود غيره من الكتاب.
قال الطاهر بن عاشور في تفسيره: " ولعلّ اختيار هذه المادة هنا مقصود، لاحتمالها حكمين، ليكون الكلام موجّهاً فيحمل على كلا معنييه لعدم تنافيهما، وهذا من وجه الإعجاز."
بينما قال الألوسي: "وحمل بعضهم الصيغة على المعنيين وليس بشيء كما لا يخفى"
ونجد الطبري رجح بين المعنيين ترجيحا جميلا فليرجع إليه.
فهل اتضح السؤال؟
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[02 - 08 - 08, 10:15 م]ـ
أخي الكريم طارق وفقه الله
هذا من مباحث المشترك والمجمل؛
مالك والشافعي وأبو حنيفة على حمل المشترك على جميع معانيه احتياطا للحكم، بناء على القول بأن الحق واحد لا يتعدد
والطبري رحمه الله من أشهر الذين يأخذون به، كما أنه يحمل القراءتين على معنييهما إذا لم يتعارضا قياسا على الحديث، والله أعلم
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[02 - 08 - 08, 10:42 م]ـ
ما عليه المحققون من أهل العلم أنّ المشترك اللفظي بين عدة معانٍ يتناولُ كلّ المعاني المرادة متى ناسبَ المقامُ ذلك كالقرء في إرادة الطهر والحيض به وكفعل عسعس في إرادة إقبال الليل وإدباره به, وقالوا إنّ قصره على أحد معانيه في القرآن دون غيرها إذا رجحتها القرائن وناسبها المقامُ دون غيرها لا يعني منع إطلاقه على معانٍ أخَر في اللغة , وإلا لما كان في اللغة اشتراكٌ أصلاً, إذْ انتفى الاشتراك بقصر اللفظ على أحد المعاني والجزم بعدم تناوله غيرها.
ولي عودة إن شاء الله
ـ[أبو إسحاق المالكي]ــــــــ[15 - 08 - 08, 09:10 م]ـ
انظر أخي ما كتبه الإمام الطاهر بن عاشور في بعض مُقدِّماته العشر، التي صدَّر بها تفسيرَه "التَحرير والتنوير"، حيثُ تناول هذه المسألة باستيعاب مُعْجِب ..