تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وتنبع أهمية مناقشة هذه المسألة وبسطها - إلى حد قد يمل القارئ – من أهمية القرآن ذاته، لأنه يمس تاريخ المصحف الشريف وتاريخ لغته المكرمة ..

) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) فصلت - 3

) إِنَّآ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (يوسف – 2

فأنا لا أرضى أن يتعلم الطلاب في مدارسهم ومعاهدهم أن القرآن جمع وهو ناقص ولو نقطة واحدة على حرف واحد من حروفه لأي تعليل كان .. ولا أحب أن نأخذ تاريخ المصحف الشريف من أحاديث واهية لا زمام لها ولا خطام، لمجرد ورودها في كتاب على لسان عالم نحترمه ونجله .. فالحق لا يعرف بالرجال وإنما يعرف الرجال بالحق .. وتحيز كل فئة إلى شيوخها – سواء أهل الحديث أو الفقه أو القراء أو علماء الأصول – هو ما جلب العار والشنار والحيف والزيف على أمتنا العظيمة وشريعتنا الكريمة، وتشويه تاريخ علمائنا الأفاضل ..

وأذكر أن أحد الدكاترة المتخصصين في القراآت ناقشني في هذه المسألة واحتج بقصة حمزة الزيات في قراءته لقوله تعالى: لا ريب فيه .. وانه قرأها: لا زيت فيه .. وأنه سمي حمزة الزيات لذلك .. والقصة على سذاجتها مقطوعة السند ولا تصح ألبتة ..

واعلم جيداً أن ما قررته في هذه المسألة قد يكون شاذاً على بعض الأذهان .. وهو وإن كان يحتمل الخطأً فهو دعوة للعلماء أن يبحثوا هذه المسألة بحثاً دقيقاً بمعاونة لجنة من المتخصصين في علوم القرآن واللغة العربية لتقرر نتيجة علمية مؤكدة ترضي المفكر العربي والمتدين بشكل عام .. وليعلم، أن المنقول عن الصحابة والتابعين الأول إن لم يكن في كتب الحديث المعتمدة، ففتش عن صحتها وتحري الدقة فيها، فكتب الأدب والتاريخ والرقائق والفقه والقراءات .. جمعت معظمها الأباطيل والإفتراءات ..

وقد سمعت بأذني من عالم ثقة أحبه في الله، وأدعو الله له بالشفاء، قوله حكاية عن عالم بالقرآن زار قرية فسأله إمام هذه القرية عن مسألة في سورة الحمد أشكلت عليه – زعم – فقال له في الفاتحة إياك تسعين أم إياك ستين؟ فقال ذلك العالم: أنا آخذ بالأحوط فأقرأها إياك تسعين؟

انظر إلى تلك الحكاية المضحكة الساقطة والتي يستدل بها على تأخر الإعجام إلى هذا الحد الذي جعل العالم بالقرآن وشيخ القرية يجهلان الفاتحة؟ ألمثل هذه الترهات نميل وندعو؟

- من هنا كان القول بتأخر نقط الإعجام في الحروف العربية - إلى ما بعد انتهاء خلافة الأربعة- دليلاً على أن الكتابة العربية لم تكن مشتهرة وقتها في العرب وبالتالي تروج لجهل العرب بالكتابة عموماً ..

وهو الرأي الذي نحاربه هنا وسنكمل الحرب عليه في المقال القادم إن شاء الله .. والله أعلى وأعلم ... وهو الهادي إلى سواء السبيل.

ـ[أم معين]ــــــــ[22 - 03 - 07, 12:08 ص]ـ

للرفع

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير