وجمعت للقاضي الجرجاني (671) بيتاً بزيادة أكثر من (230) بيتاً على نشرة د. " سامي جبار "، وبزيادة أكثر من (58) بيتاً تقريباً للقاضي الجرجاني لم ترد في نشرة الأستاذ " سميح صالح ".
وقبل سردي ملحوظاتي وإضافاتي على ما نُشر من شعر " القاضي الجرجاني " أصرح بما صرح به الآخرون من أن مهمة جمع الدواوين التي فقدت أصولها المخطوطة مهمة عسيرة تتطلب مِمَّن يتحمل أعباءها جهداً جهيداً، وزمناً في البحث والتنقيب طويلاً، ويتوزع هذا الجهد في ملاحقة جميع ما نسب للشاعر من أبيات في المصادر التي لا تحصي كثرة، ثم يتولى ترتيب وتنسيق ما تجمَّع لديه من أبيات بعد التأكد من سلامة وزنها، واستقامة لغتها، وصواب ضبطها، وصحة نسبتها لشاعره، فقد تنسب إليه بعض الأبيات في مصدر، ويتلقفها من هذا المصدر على أنها خالصة النسبة إليه، ثم يفاجأ بعد ذلك أن الأبيات بعينها منسوبة لشاعر آخر في مصدر آخر، وقد يدرك ذلك بعد فوات الأوان إما بصعوبة بالغة، وإما على سبيل المصادفة!
ومن هنا أقر أن مهمة جمع الدواوين التي ضاعت أصولها المخطوطة مهمة شاقة وعسيرة، فهي أصعب بكثير من تحقيق الديوان المخطوط، ولكنها على قدر صعوبتها ومشقتها مثمرة، تعطي نتائج طيبة، إذ تنفخ الروح في ديوان عبثت به أظافر الإهمال، وألقت به أيادي الضياع في مكان سحيق، فضاع منا، ونَدَّ عنا، ومن هنا يقبل الباحث على تلك المهمة العسيرة بعزيمة جبارة، وتصميم أكيد، وضمير راض.
أما ما سبق لي أن نشرته في التعقيب والاستدراك على ما نشرته " للقاضي الجرجاني " فقد تبين لي بعد الوقوف على المحاولتين الأخريين أنه يصلح لأن يكون تعقيباً واستدراكاً عليهما أيضاً، إذ فيه من الإضافات ما لم ترد فيهما.
وأثبت الآن في السطور التالية المادة العلمية التي استدركتها على كل نشرات القاضي الجرجاني مضيفاً إليها ما عَنَّ لي إضافته، ومنها الأبيات التسعة التي انفرد بها عمل الأستاذ." سميح صالح "، فإضافة الأبيات التسعة في نظري أيسر من إضافة الأبيات الثمانية والخمسين التي انفرد بها عملي، هذا غير الروايات والتخريجات. وسأرمز إلى نشرة د. "سامي جبار" بحرف (ج)، وإلى نشرة الأستاذ " سميح صالح بحرف (س)، وإلى نشرتي بحرف (ع) إثر رقم المقطعة. وما تجمع لدي من إضافات وملحوظات يتوزع على النحو التالي:
أولاً: ما يجب إخراجه من نشرات شعر " القاضي الجرجاني "
ثانياً: ما يجب إضافته إلى نشرات شعر القاضي الجرجاني.
ثالثاً: زيادات في التخريج.
(أولاً): ما يجب إخراجه من نشرات شعر "القاضي الجرجاني":
تم إدراج بعض المقطعات الشعرية في نشرات شعر "القاضي الجرجاني" على أنها خالصة النسبة إليه، وليس الأمر كذلك،فعلينا إذن أن نبادر إلى إخراج هذه المقطعات من الصحيح من شعره إلى أن يثبت عكس ذلك، منها:
(1)
القصيدة رقم (1) ع، و س، ولم ترد في (ج) وهي: [من الكامل]
1 - لولا رجائي ثانياً للقائه ما كنتُ أَحْيا ساعةً في نائه
2 - سَكَنٌ له أبداً فؤادي مسكنٌ ما مَلَّ يوماً فيه طولُ ثوائهِ
3 - غُصْنٌ إذا ما مادَ في ميدانه أسَدٌ إذا ما هاجَ في هيجائهِ
4 - في جفن ناظرِه وجَفْن حُسامهِ سيفان مختلفان في أنحائهِ
5 - فبواحدٍ يسطو على أحبابهِ وبواحدٍ يسطو على أعدائهِ
6 - قَمَرٌ غدا رُوحي وراحَ مُفارقي والجسمُ بالروح امتساكُ بقائهِ
7 - فَتَعَجُّبي أنْ عِشْتُ بعد فِراقهِ وتَحَسُّري إن مُتًُّ قبل لقائهِ
8 - لو لم أَرِدْ بَصَري لرؤية وَجْههِ ما كنتُ ذا حِرْصٍ على استبقائهِ
التعقيب: تحذف هذه الأبيات مما خلصت نسبته للقاضي الجرجاني في النشرتين المشار إليهما آنفاً، لأنها للقاضي الأرجاني (ت 544هـ)، في ديوانه 1/ 98 (ط. محمد قاسم مصطفى – بغداد – 1978م)، وهي له أيضاً ما عدا البيتين: الثاني، والثامن في ذيل المرآة 1/ 225 منسوبة للقاضي الأرجاني، وأورد اليونيني بدلا من البيت الثاني البيت التالي:
ومُقرطقٍ لو مدَّ حلقة صُدغه من قبلة نمَّت بعقدِ قبائه
(2)
النتفة رقم (5) س فقط، وتقع في بيت واحد، ولم يرد في (ج)،وهو: [من الطويل]
قَصِيرُ الثِّيابِ فَاحشٌ عِنْدَ بَيْتِه وشَرُّ قُرَيْشٍ في قُرَيْشٍ مُرَكَّبا
¥