تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وبدلاً من القول بأنه لمّا ترجّح "الحيوان المفترس" على "الرجل الشجاع" في تبادره إلى الذهن على أنه معنى الأسد، الأمر الذي يؤهل المعنى الأول لأن يُعدّ حقيقة، والثاني ليكون مجازًا، فإنّ المعارضين لفكرة "المجاز" يفضّلون القول: ما يتبادر إلى الذهن أوّلا في المقام المناسب إنما هو المعنى المراد، ومن ثم الحقيقي للكلمة. [ xxv] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=33#_edn25)

4- بناء على افتراض أن المواضعات اللغوية تقع في المقامات التخاطبية الفعلية، وليس بمعزل عن القرائن، على شكل علاقة أحادية بين اللفظ والمعنى، قدّم ابن القيم حجتين، هما:

أ*) أن الدعوى بأن الوضع مستقل عن الاستعمال ومتقدم عليه يستلزم نظريًّا أنه من الممكن أن نعزو معنى آخر إلى اللفظ قبل استعماله في معناه الأول، الأمر الذي يؤدي إلى نتيجة غير مقبولة، مفادها إمكان وجود مجاز غير مسبوق بحقيقة. [ xxvi] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=33#_edn26)

ب*) لمّا كانت الدلالة، التي عرّفها بأنها "فهم معنى اللفظ عند إطلاقه" لا تحدث دون استعمال سابق، ولمّا كان الاستعمال يعني الحقيقة أو المجاز في رأي من عرّف الحقيقة بأنها "استعمال اللفظ في موضعه، أو جزء مسمى الحقيقة" [ xxvii] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=33#_edn27) في رأي من عرّف الحقيقة بأنها "اللفظ المستعمل في موضعه"، فإن دعوى أنّ الوضع (وهو إسناد معنىً للفظ) مستقل عن الاستعمال، ومتقدم عليه يؤول إلى القول بأن اللفظ قبل استعماله لا يكون حقيقة ولا مجازًا، مع دلالته على أحدهما في آن واحد، وهذا تناقض واضح. [ xxviii] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=33#_edn28)

5) إن التفريق بين الحقيقة والمجاز باطل سواء أنُظر إليه من جهة الدليل أو المدلول أو الدلالة: أما من حيث الدليل [أي اللفظ] فبطلان التفريق بين الحقيقة والمجاز لا ريب فيه؛ إذ لا يمكن لعاقل أن يقول: إن اللفظ يمكن تقسيمه إلى حقيقة ومجاز بقطع النظر عن معناه، فإذا نظرنا إلى هذا التفريق من جهة المدلول فهو باطل أيضًا، لأنه لا يمكن أن يكون المدلول في حد ذاته حقيقة أو مجازًا؛ إذ ما يمكن فعلا هو إثباته أو نفيه، وكذا فإن هذا التفريق بين الحقيقة والمجاز باطل إذا ما نظر إليه من جهة الدلالة؛ لأن المقصود بالدلالة: إما "فعل الدال" (الذي هو المتكلم)، أي "دلالته للسامع بلفظه"، أو "فهم السامع ذلك المعنى من اللفظ"، وفي كلا هذين المفهومين للدلالة، فإن المعنى المراد من اللفظ هو "حقيقته" بصرف النظر عن وضوح اللفظ أو عدمه، وعن قدرة المتكلم أو عجزه عن بيان مراده، وبقطع النظر عن علم السامع بلغة المتكلم، وإلمامه بعادة خطابه. [ xxix] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=33#_edn29)

ومن ثمّ، فإن معظم الخلل في رأي الجمهور في المجاز عائد –في رأي ابن القيّم- إلى الخلط بين "الكلام المقدّر"، و"الكلام المستعمل". [ xxx] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=33#_edn30) ويعني بالأول المواضعات التي أسندت فيها الكلمات المفردة إلى معانيها، تلك المواضعات التي يفترض الجمهور أن الواضع وضعها؛ ولذا فهي المعاني الحقيقية.

إن الخطأ الكبير في تحليل مناصري المجاز هو

"أنهم يجرّدون اللفظ المفرد عن كل قيد، ثم يحكمون عليه بحكم، ثم ينقلون ذلك الحكم إليه عند تركيبه مع غيره، فيقولون: الأسد من حيث هو بقطع النظر عن كل قرينة هو الحيوان المخصوص، والبحر بقطع النظر عن كل تركيب هو الماء الكثير، وهذا غلط؛ فإن الأسد والبحر وغيرهما بالاعتبار المذكور ليس بكلام ولا جزء كلام و لا يفيد فائدة أصلا، وهو صوت ينعق به". [ xxxi] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=33#_edn31)

3.8.4. تفسير ابن تيمية للمجاز

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير