[تفسير قوله تعالى (ننقصها من أطرافها) بذهاب العلماء]
ـ[عبدالله الحصين]ــــــــ[16 - 08 - 08, 08:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على عبده محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
ففي قوله تعالى (أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها .... ) قال السيوطي في الدرر المنثور:" أخرج ابن مردويه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في قوله ننقصها من أطرافها قال: ذهاب العلماء" ولم أجد أحدا عزاه إلى غير ابن مردويه فلعل هذه الرواية مما انفرد بإخراجها ابن مردويه وهذا يشعر بضعف الرواية وذلك:
أن أصحاب السنن والصحاح أعرضوا عن روايتها ومعلوم أن زوائد الكتب الأخرى التي أتت بعدها تكون غالبا محل النكارة والضعف والشذوذ كزوائد الدارمي والبزار، وأما ابن مردويه فيقول الشيخ محمد عمرو عبداللطيف:" التفسير المذكور في عداد المفقود حتى هذه اللحظة، ولم أر من نقله بإسناده أو بعضه عنه، لكنني لست أشك أن تفرد ابن مردويه ـ في الأعم الأغلب ـ مظنة النكارة والضعف الشديد. كما أشرت في غير هذا الموضع والأمثلة على ذلك كثيرة لدي أحاديث ومرويات في الميزان ج1 ص 22
ونقل حسن صديق خان عن الدهلوي في الحطة فقال: قال المولى عبد العزيز الدهلوي وأحاديث هذه الطبقة التي لم يعلم في القرون الأولى اسمها ولا رسمها وتصدى المتأخرون لروايتها فهي لا تخلو عن أمرين إما أن السلف تفحصوا عنها ولم يجدوا لها أصلا حتى يشتغلوا بروايتها أو وجدوا لها أصلا ولكن صادفوا فيها قدحا أو علة موجبة لترك روايتها فتركوها وعلى كل حال ليست هذه الأحاديث صالحة للاعتماد عليها حتى يتمسك بها في إثبات عقيدة أو عمل ولنعم ما قال بعض الشيوخ في أمثال هذا شعر
فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
وقد أضل هذا القسم من الأحاديث كثيرا من المحدثين عن نهج الصواب حيث اغتروا بكثرة طرقها الموجودة في هذه الكتب وحكموا بتواترها وتمسكوا بها في مقام القطع واليقين وأحدثوا مذاهب تخالف أحاديث الطبقتين الأوليين على ثقتها والكتب المصنفة في أحاديث هذا القسم كثيرة منها ما ذكر ومنها كتاب الضعفاء للعقيلي وتصانيف الحاكم وتصانيف ابن مردويه وتصانيف ابن شاهين وتفسير ابن جرير وفردوس الديلمي بل سائر تصانيفه"
إلى أن قال:
"كإسلام أبوي النبي صلى الله عليه وسلم روايات المسح على الرجلين عن ابن عباس وأمثالها من النوادر أكثرها تخرج من هذه الكتب حتى أن غالب بضاعة الشيخ جلال الدين السيوطي ورأس ماله في تصنيف الرسائل ونوادرها هي الكتب المشار إليها فالاشتغال بأحاديثها واستنباط الأحكام منها لا طائل تحته"
أن ابن جرير وابن كثير رجحوا غير هذا المعنى فلو صح عندهم الحديث لما جاز لهم العدول عنه
قال ابن كثير:" والقول الأول أولى، وهو ظهور الإسلام على الشرك قرية بعد قرية وليس بين القولين تلازم أو عموم وخصوص حتى يقال أن الخلاف خلاف تنوع
ـ[محبة لطيبه]ــــــــ[17 - 08 - 08, 12:16 ص]ـ
جزاكم الله خيراً