[قصيدة وتعليق؟]
ـ[إيهوم محند]ــــــــ[29 - 05 - 07, 02:41 م]ـ
قصيدة في رثاء فقيه صوفي:
أفي النثر ما يُبدي بليغَ تأسفي * على ما جرى فالشعرُ أعجزُ أن يفي
يقولون لي: أين العزاءُ ألم تكن * بأعلم بالرزء الجليلِ وأعرفِ
الم تر حزنا عمَّ كل الربوع مذ * أتى قطرَها نعيٌ تذوب له الصُّفي
فأين المراثي أنشدْ القوم شعرَها * وما عاينت عيناك من مأتم صِف
فقم في نديِّ العلم والشعرِ راثيا * إمامَ التقى عبدَ الحميد وأنصفِ
فقلت: أجل إن المصابَ متى غدا * أجلَّ يعوق القولَ وقعُ التأسفِ
قضى نحبَه الصوفي جنيدُ زمانه * فأبكى تواه كلَّ أهل التصوفِ
وشيع أملاك السما روحَه إلى * فراديس في ظلٍّ من الخلد مورف
وصلى على جثمانه كلُّ سالك * وكلُّ مرب مثلِه متزلف
وكلُّ محب سَمتَه ووقاره * وكل مريد مهيعَ القوم يقتفي
قوافلُ لا يحصون عدا فكل من * له بالرحيل العلمُ لم يتخلف
دعاه إليه خالقَ الكون من له * على كل ذي روح كمالُ التصرف
فلبى الندا مستبشرا بالذي له * من السعد والرضوان في الجنة اصطُفي
إمام هدى قاضٍ نزيهٌ وقانت * ذَكورٌ لمولاه شديدُ التخوف
تعرضَ للتهديد من متعسف* قضى فقضت آمال راجيه كلما
على مثله يا قلبُ فلتحترقْ أسى * على مثله يا عينُ دمعَك فاذرفي
خبيرٌ بآلام الأنام فمن شكا * إليه أذى يبغي العلاجَ له شُفي
سوى ألم منه المماتُ فلن ترى * شفاءً له مرضاه رغم التكلفِ
إذا لم يذاكر في العلوم فدأبُه * قراءةُ ورد أو تلاوةُ مصحف
ونصح, وبذل النفع للناس كلهم * وعطفٌ على ذي الحاجة المتلهف
وحضٌّ على ذكر الإله, وهل صفت * حياةٌ سوى للذاكر المتصوف
يُعلمهم أن السلوكَ فريضةٌ * وأن خيارَ الناس أهلُ التصوف
صفَوْ فصفت أقوالُهم وفِعالهم * ألا إنما الصوفي الحقيقِي هو الصََّفي
فرِدْ وردَهم يَسقوك ماءَ تواضعٍ * لتبرأ من داء الهوى والتصلف
وسلم إذا ما لم تكن من فريقهم * فما الظاهر المكشوفُ كالباطن الخفي
وقل للذي في الدين يشكو تطرفا * تصوفْ تصوف تكف شر التطرفِ
عزاء بني الصوفي فريبُ المنون مذ * برا الله هذا الخلقَ لم يتوقف
يصير إليه كل من جاء دورُه * فما دام غير البارء المتصرف
فكونوا سلوَّ الزائرين فمن أتى * يجدْ مثل ما يلقى لدا الوالد الوفي
فلا زال (بِيْكُودِينُ) مهوى القلوب مِن * ذوي العلم والتقوى ومأوى التصوف
لقد علق عليها بعض الاخوة قائلا:
ليس الأمر كذلك، بل في القصيدة من الغلو والشرك ما لا يخفى على اللبيب
وهاكم بعض ما فيها من غير استيعاب على وجه الإيجاز:
وشيع أملاك السما روحَه إلى * فراديس في ظلٍّ من الخلد مورف
فلبى الندا مستبشرا بالذي له * من السعد والرضوان في الجنة اصطُفي
: في البيت الأول شهادة له بالجنة، وهذا غلو ويحتاج إلى دليل كما لا يخفي.
وفي البيت الثاني زيادة تشعر بأنه كان له اختيار عند قبضه وأنه لبى النداء مختارا
مع أن الأدلة على خلاف هذا وأن الإنسان إذا جاء أجله فلا يستأخر ساعة ولا يستقدم
والتخيير من خصائص النبوة.
خبيرٌ بآلام الأنام فمن شكا * إليه أذى يبغي العلاجَ له شُفي
من هذا الخبير بآلام الأنام؟!!
وكان ولابد من تقييد البيت بأن يشفى المريض بدعائه، كأنه مستجاب الدعوة جدلاً،
أما ترك الأمر هكذا فقل لي: كيف يشفي المرضى هذا الصوفي أبوضع يده عليه
كعيسى بن مريم عليه السلام أم ماذا؟!!.
وحضٌّ على ذكر الإله, وهل صفت * حياةٌ سوى للذاكر المتصوف
أي تصوف هذا الذي تقصد وأي ذكر هذا الذي تريد؟ لابد من البيان هنا.
يصير إليه كل من جاء دورُه * فما دام غير البارء المتصرف
ونعيم الجنة أيضا دائم.
فما رأيكم أنتم يا رواد ملتقى أهل الحديث:؟؟