تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

في عام 1967م بدأ برنامجه في الرَّائي السعودي "نورٌ وهدايةٌ" الذي عرفه فيه جمهورٌ عريض من المشاهدين داخل وخارج السعودية، ودام قرابة رُبع قرنٍ. وكذلك بدأ برنامجه في الإذاعة السُّعودية "مسائل ومشكلات"، وفيما بعد برنامج رمضان في الرَّائي "على مائدة الإفطار".

الفصول الأخيرة:

زار ألمانيا وبلجيكا وهولندا في عام 1970م، وشارك في مؤتمر اتِّحاد الطلبة المسلمين في كيسن، إحدى المُدن الألمانية، وزار المركز الإسلامي في آخن في ألمانيا، الذي يرأسه الأستاذ عصام العطَّار؛ صهره وزوج ابنته الشهيدة بنان، وجال في مدن ألمانيا وبلجيكا وهولندا، فالتقى بالشباب وحدثهم.

وشارك في صيف عام 1971م في الموسم الثقافي لوزارة الأوقاف والشؤون والمُقدسات الإسلامية في الأردن، وألقى مجموعة محاضرات في مدن الأردن المختلفة، وعرفه الناس وأحبّوه.

واستضافه بعد ذلك الشيخ إبراهيم زيد الكيلاني في برنامج "الإسلام والحياة" في الرَّائي الأردني في صيف عام 1973م، واستمر بالظهور بعد ذلك في كثير من حلقات البرنامج وأحبَّه المشاهدون.

وعاد وزار ابنته الشهيدة بنان في ألمانيا مرة ثانية في عام 1976م، على هامش مؤتمر اتِّحاد الطلبة المسلمين في دسلدورف دون أن يشارك فيه.

وفي صيف العام التالي 1977م زار دمشق بعد انقطاع 5 سنوات عنها، وكانت تلك الزيارة آخر عهده بدمشق.

وفي عام 1981م أصابه الجرح الأبلغ في حياته؛ يوم استشهدت ابنته بنان غدراً بأيدٍ آثمة في دارها بألمانيا، الجرح الذي لم يندمل أبداً. مضى على الحادثة خمس سنوات كاملات قبل أن يستطيع رحمه الله أن يفتح فمه بالكلام عنها أو يمسك قلمه فيكتب عنها، لكنه لم يتكلم إلا كلمات قليلات ولم يكتب إلا سطوراً معدودات، ما استطاع أكثر، وبقي الجرح ينزف في قلبه حتى توفَّاه الله.

وفي محرم 1402هـ (1981م) بدأ رحمه الله بكتابة ذكرياته التي سار فيها على نحوٍ غير مألوف، كما كان شأنه في كثير من أحوال حياته. وكان فيها متحدثاً على سجيَّته، يبدأ موضوعاً ثم ينتقل إلى غيره ويستطرد كثيراً كما هي عادته، ولا يعود أحياناً إلى إتمام ما بدأه. واستمر فيها ثماني سنوات إلى أن قلّت همته وثقل عليه الاستمرار فختمها عام 1989م.

وكان حصوله على جائزة الملك فيصل العالميَّة لخدمة الإسلام عام 1990م على أبواب اعتزاله، فبعد ذلك بسنة اكتمل انسحابه من نشاطاته العامة بتوقفه عن برنامجه في الرَّائي "نورٌ وهداية"، وكان برنامجه الإذاعي "مسائل ومشكلات" قد توقف قبل ذلك بمدة.

وأمضى سنواته الأخيرة وسط عائلته الكبيرة الملتفّة حوله، وبين إخوانه وتلاميذه الذين كانوا لا يتركون مجلسه كل مساء.

وشاخ الجسم الذي جاهد تسعين سنة، لكن العقل بفضل الله بقي متوقداً إلا من بعض النسيان، والقلب بقي حياً ينبض بآلام الأمة وآمالها بينما هو يتابع الأحداث ويعيشها، إلى أن لقي ربَّه يوم الجمعة الرَّابع من ربيعٍ الأول 1420 الموافق 18 حزيران (يونيو) 1999م، عليه رحمة الله، وتقبَّله الله مع عباده الصالحين.

لقاء أعضاء العاصمة ..

مع الأستاذ الكريم /

مؤمن مأمون ديرانيه ..

ما كان يشغل الشيخ دائما من قضايا تهم الأمة؟

عاش الشيخ رحمه الله عمره كله في قضايا الأمة ونذر لها قلمه ولسانه وعمله. علَّم الناس دينهم وكان يُصحح كل ما يراه من أخطاء أو انحرافات، مما أدخله في مواجهات مع الشيوخ الجامدين والشباب الجاحدين. ودافع عن الدين والأخلاق أمام كل عدوان أو انتهاك، فواجه في حياته كثيراً من الحملات القاسية التي شُنَّت عليه من أعداء الدين وأذنابهم. وبذل لجمع كلمة المسلمين كل ما يستطيع، فكان المُبادر في مراتٍ كثيرة لدعوة العلماء والدعاة إلى توحيد الكلمة وتجميع الجهود.

وكان دائماً سيفاً مسلولاً على أعداء الأمة الغُزاة والمحتلين وأذنابهم من أبناء الأمة الذين باعوا أنفسهم، منذ خطب الخُطبة الأولى في حياته في المدرسة ضدَّ الفرنسيين، ثم كان على رأس حركة الطُلاب ورئيس اللجنة العليا لطلاب سورية التي كانت تحرك المظاهرات وتدعو إلى الإضرابات، وتقيم البلد ضد الفرنسيين. وكان من آخر مشاركاته لقاء أجري معه حول مأساة مسلمي كُسوفو. وبقي مُنشغلاً بقضايا الأمة حتى بعد اعتزاله، يُتابع أخبارها ويتحدث بها مع أهله وإخوانه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير