ـ[علي علي والي]ــــــــ[06 - 12 - 08, 10:52 م]ـ
حكى الخطيب أبو زكريا يحيى بن علي التبريزي اللغوي: أن أبا الحسن علي بن محمد بن علي بن سلك الفالي الأديب
كانت له نسخة من كتاب (الجمهرة) لابن دريد في غاية الجودة، فدعته الحاجة إلى بيعها، فاشتراها الشريف المرتضى بستين دينار ..
فتصفحها فوجد فيها أبياتاً بخط بائعها أبي الحسن الفالي، وهي:
أنست بها عشرين حولاً وبعتها ... لقد طال وجدي بعدها وحنيني
وما كان ظني أنني سأبيعها ... ولو خلدتني في السجون ديوني
ولكن بضعف وافتقار وصبية ... صغار عليهم تستهل عيوني
فقلت ولم أملك سوابق عبرة ... مقالة مكوي الفؤاد حزين
وقد تخرج الحاجات يا أم مالك ... كرائم من رب بهن ضنين
فرد عليه النسخة، وأعطاه الثمن ليستعين به على أموره ..
ـ[علي علي والي]ــــــــ[06 - 12 - 08, 10:59 م]ـ
أبومهند أحمد نصار الأثري
قال ابن معصوم المدني
نبيُّ صدقٍ هدت أنوار غرَّته بعد العمى للهدى من كان عمِّيتا
وأصبحتْ سُبُلُ الدين الحنيفِ به عَوامراً بعدَ أن كانت أمارِيتا
أحيا به اللهُّ قوماً قام سعدهم كما أمات به قوماً طواغيتا
ـ[علي علي والي]ــــــــ[06 - 12 - 08, 11:03 م]ـ
يؤرقني اكتئاب أبي نمير ** فقلبي من كئابته كئيب
فقلت له هداك الله مهلاً ** وخير القول ذو اللب المصيب
عسى الكرب الذي أمسيت فيه ** يكون وراءه فرج قريب
فيأمن خائف ويفك عان ** ويأتي أهله النائي القريب
ألا ليت الرياح مسخرات ** بحاجاتنا تباكر أو تئوب
فتخبرنا الشمال إذا أتتنا ** ويخبر أهلنا عنا الجنوب
بأنا قد نزلنا دار بلوى ** فتخطئنا المنايا أو تصيب
أبومهند أحمد نصار الأثري
ـ[علي علي والي]ــــــــ[06 - 12 - 08, 11:20 م]ـ
لتحميل القصيده من هنا ( http://ppc.fm/F@temp/rthaa_alandls.rm)
لكل شيءٍ إذا ما تم نقصانُ = فلا يُغرُّ بطيب العيش إنسانُ
هي الأمورُ كما شاهدتها دُولٌ = مَن سَرَّهُ زَمنٌ ساءَتهُ أزمانُ
وهذه الدار لا تُبقي على أحد = ولا يدوم على حالٍ لها شان
يُمزق الدهر حتمًا كل سابغةٍ = إذا نبت مشْرفيّاتٌ وخُرصانُ
وينتضي كلّ سيف للفناء ولوْ = كان ابنَ ذي يزَن والغمدَ غُمدان
أين الملوك ذَوو التيجان من يمنٍ = وأين منهم أكاليلٌ وتيجانُ؟
وأين ما شاده شدَّادُ في إرمٍ = وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ؟
وأين ما حازه قارون من ذهب = وأين عادٌ وشدادٌ وقحطانُ؟
أتى على الكُل أمر لا مَرد له = حتى قَضَوا فكأن القوم ما كانوا
وصار ما كان من مُلك ومن مَلِك = كما حكى عن خيال الطّيفِ وسْنانُ
دارَ الزّمانُ على (دارا) وقاتِلِه = وأمَّ كسرى فما آواه إيوانُ
كأنما الصَّعب لم يسْهُل له سببُ = يومًا ولا مَلكَ الدُنيا سُليمانُ
فجائعُ الدهر أنواعٌ مُنوَّعة = وللزمان مسرّاتٌ وأحزانُ
وللحوادث سُلوان يسهلها = وما لما حلّ بالإسلام سُلوانُ
دهى الجزيرة أمرٌ لا عزاءَ له = هوى له أُحدٌ وانهدْ ثهلانُ
أصابها العينُ في الإسلام فارتزأتْ = حتى خَلت منه أقطارٌ وبُلدانُ
فاسأل (بلنسيةً) ما شأنُ (مُرسيةً) = وأينَ (شاطبةٌ) أمْ أينَ (جَيَّانُ)
وأين (قُرطبة) ٌ دارُ العلوم فكم = من عالمٍ قد سما فيها له شانُ
وأين (حْمص) ُ وما تحويه من نزهٍ = ونهرهُا العَذبُ فياضٌ وملآنُ
قواعدٌ كنَّ أركانَ البلاد فما = عسى البقاءُ إذا لم تبقَ أركانُ
تبكي الحنيفيةَ البيضاءُ من أسفٍ = كما بكى لفراق الإلفِ هيمانُ
على ديار من الإسلام خالية = قد أقفرت ولها بالكفر عُمرانُ
حيث المساجد قد صارت كنائسَ ما = فيهنَّ إلا نواقيسٌ وصُلبانُ
حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ = حتى المنابرُ ترثي وهي عيدانُ
يا غافلاً وله في الدهرِ موعظةٌ = إن كنت في سِنَةٍ فالدهرُ يقظانُ
وماشيًا مرحًا يلهيه موطنهُ = أبعد حمصٍ تَغرُّ المرءَ أوطانُ؟
تلك المصيبةُ أنستْ ما تقدمها = وما لها مع طولَ الدهرِ نسيانُ
يا راكبين عتاق الخيلِ ضامرةً = كأنها في مجال السبقِ عقبانُ
وحاملين سيُوفَ الهندِ مرهفةُ = كأنها في ظلام النقع نيرانُ
وراتعين وراء البحر في دعةٍ = لهم بأوطانهم عزٌّ وسلطانُ
أعندكم نبأ من أهل أندلسٍ = فقد سرى بحديثِ القومِ رُكبانُ؟
كم يستغيث بنا المستضعفون وهم = قتلى وأسرى فما يهتز إنسان؟
ماذا التقاُطع في الإسلام بينكمُ = وأنتمْ يا عبادَ الله إخوانُ؟
ألا نفوسٌ أبَّاتٌ لها هممٌ = أما على الخيرِ أنصارٌ وأعوانُ
يا من لذلةِ قومٍ بعدَ عزِّهمُ = أحال حالهمْ جورُ وطُغيانُ
بالأمس كانوا ملوكًا في منازلهم = واليومَ هم في بلاد الكفرِّ عُبدانُ
فلو تراهم حيارى لا دليل لهمْ = عليهمُ من ثيابِ الذلِ ألوانُ
ولو رأيتَ بكاهُم عندَ بيعهمُ = لهالكَ الأمرُ واستهوتكَ أحزانُ
يا ربَّ أمّ وطفلٍ حيلَ بينهما = كما تفرقَ أرواحٌ وأبدانُ
وطفلةً مثل حسنِ الشمسِ إذ طلعت = كأنما ياقوتٌ ومرجانُ
يقودُها العلجُ للمكروه مكرهةً = والعينُ باكيةُ والقلبُ حيرانُ
لمثل هذا يذوبُ القلبُ من كمدٍ = إن كان في القلبِ إسلامٌ وإيمانُ
أبومهند أحمد نصار الأثري
¥