تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الْمَيْتَتَانِ: فَالْحُوتُ وَالْجَرَادُ، وَأَمَّا الدَّمَانِ فَالْكَبِدُ وَالطِّحَالُ)).

والأمثلة من السنّة كثيرة جدّا، إمّا أن تخصّص العمومات كما ذكرنا، أو تبيّن المعنى، كتفسيره لقوله تعالى: (فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً) [الانشقاق:8] بأنّه مجرّد عرض الأعمال، وتفسيره للظّلم في قوله تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) [الأنعام:82] فسّره بالشّرك كما في قوله تعالى على لسان لقمان: إِنَّ (الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) [لقمان: من الآية13]، وغير ذلك من الآيات.

4 - أن يفسّره بكلام الصّحابة، فهم جمعوا بين أمرين عظيمين: حسن الفهم، وحسن القصد، وظهر من بعدهم: سوء الفهم وهو الجهل، وسوء القصد وهو الظّلم، فلا يُعدل إلى كلام غيرهم إن صحّ السّند إليهم، وعلى رأسهم تفسير الخلفاء الأربعة، وابن مسعود الّذي جاء في صحيح البخاري ومسلم عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: (وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ إِلَّا أَنَا أَعْلَمُ أَيْنَ أُنْزِلَتْ، وَلَا أُنْزِلَتْ آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ إِلَّا أَنَا أَعْلَمُ فِيمَ أُنْزِلَتْ، وَلَوْ أَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنِّي بِكِتَابِ اللَّهِ تُبَلِّغُهُ الْإِبِلُ لَرَكِبْتُ إِلَيْهِ). ومثله ابن عبّاس، وقد مرّ معنا الحديث في " مسند الإمام أحمد "، ورواية البخاري عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: ضَمَّنِي رَسُولُ اللَّهِ وَقَالَ: ((اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الْكِتَابَ))، ويأتي بعدهم أبيّ بن كعب، ثمّ غيرهم.

5 - الاعتناء بأقوال التّابعين: فإذا لم يجد عن الصّحابة خبرا، ولم يلق لهم أثرا اعتمد كلام تلامذة هؤلاء الصّحابة:

فمن أشهر تلاميذ ابن عبّاس بمكّة: سعيد بن جبير، ومجاهد بن جبر، وعكرمة مولى ابن عبّاس، وعطاء بن أبي رباح، وطاوس بن كيسان.

ومن أشهر تلاميذ ابن مسعود بالكوفة: علقمة بن قيس، والأسود بن يزيد، ومسروق بن الأجدع، وقتادة بن دعامة، عامر الشّعبي.

وأشهر تلاميذ أبيّ بن كعب بالمدينة: زيد بن أسلم، وأبو العالية، ومحمّد بن كعب القرظي.

6 - العلم باللّغة العربيّة: فلا شكّ أنّ هذا لا بدّ منه لأنّ القرآن عربيّ، ولا يعني ذلك الاعتناء بالألفاظ الغريبة، ولكن لا بدّ أن يعرف أسلوب التّخاطب بين العرب، فإنّ الإنشاء قد يراد منه الخبر، والخبر قد يراد منه الإنشاء، ولا بدّ من معرفة ضوابط وشروط المجاز، كما أنّ المقصود من ذلك معرفة قدر لا بأس به من حياة العرب، ومن الأمثلة على ذلك: (وما قتلوه يقينا)، و (ومن دخله كان آمنا)، و (حتّى يتبيّن لكم الخيط الأسود من الأبيض من الفجر)، ولذلك يروي ابن أبي حاتم في " تفسيره " بسند ضعيف والطّبريّ من طريق أخرى عن ابن عبّاس أنّه قال: " التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلاّ الله ".

7 - العلم بالعلوم المتّصلة بالقرآن: كعلم النّاسخ والمنسوخ، والقراءات، وقواعد التّفسير، وأسباب النّزول.

دقّة الفهم، وهذا ما يسمّيه الشّافعيّ بجودة القريحة، كالاستنباط الّذي ينقل عن العلماء في كثير من الآيات، فقد استنبطوا أكثر من ثلاث وعشرين حكما من قوله تعالى: (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ.). [الآية من البقرة:233]، واستنباطهم من قوله تعالى: (وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالوَصِيدِ) أنّ الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب، واستنباطهم من قوله تعالى: (وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ) أنّ النّبيّ تقتله اليهود، وغير ذلك

وسبحانك اللهمّ وبحمدك، أشهد أن لا إله إلاّ أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير