تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا) وقوله (و لا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قربيا من دارهم) وقوله (فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم) وقوله تعالى (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم) وقوله (وما أصابك من سيئة فمن نفسك) وقوله (وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون) وقوله (وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم فإن الإنسان كفور) وهذه الآيات تعم جميع المعاصي وجميعَ العقوبات العاجلة عليها سواءاً كانت في المعائش أو الأبدان أو الذراري أو غير ذلك قال بان كثير رحمه الله تعالى (وقوله عز وجل {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم} أي مهما أصابكم أيها الناس من المصائب فإنما هي عن سيئات تقدمت لكم {ويعفو عن كثير} أي من السيئات فلا يجازيكم عليها بل يعفو عنها {ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة}) 4/ 147 والناس اليوم أحوج ما يكونون إلى استدامة النعم واستدفاع الآفات والنقم بالتوبة إلى الله وهذا واجب المربين والمعلمين والخطباء ومن المؤسف كما أسلفت إغراقنا في السبب الحسي المشاهد وغفلتنا عن هذه الأسباب الخفية, وهذا ربما يجعل الحديث عنها ضرباً من الجنون أحياناً, كما لو قام الآن واعظ وذكر أن من أسباب انهيار الأسهم تقصير الناس في أداء حقوق الخدم والسائقين وأكل أموال العمالة بالباطل فجعل الله جزاء عاملي ذلك من جنس أعمالهم لرُمي بالغفلة والسذاجة والجنون أما لو جاء محلل اقتصادي وأعاد سبب ذلك إلى الازدحام الالكتروني واضطراب القيمة الفعلية للسهم والشائعات الكيدية والتنافس المحموم بين المستثمرين وتوجهات الهوامير للاستغلال لاسترسل الناس معه في حديثه وربما كان كله باطلا ً, ومن أدلة السنة في حصول الهلاك بسبب المعاصي قول زينب بنت جحش رضي الله عنها حين سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنهلك وفينا الصالحون؟ قال نعم إذا كثر الخبث) والتعبير في السؤال هنا بلفظ (الصالحون) يدل على أن وجود الصالح في نفسه لا تستدفع به نقم الله وإهلاكه بل لا بد من القيام لله بالإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وهذا مصداق قول الله (وما كان ربك مهلك القرى بظلمٍ وأهلها مصلحون) كما اشار بعض المفسرين كأبي السعود والألوسي رحمهما الله إلى أن المراد منها وجود من يعظ ويبين المنكرَ وينهى عنه.

وما أحوجنا إلى استيقان أن انتشار الأوبئة والأمراض المستعصية الفتاكة كالإيدز والسل والكبد الوبائي وغيرها من الأدواء المستعصية المستجدة قد يكون نتيجة طبيعية لتفشي المعصية والتعود عليها بحيث لم تعد أمراً مستنكراً عند البعض, ومجرد اليقين الصادق بأن تجدد ظهور الأمراض الغريبة القاتلة من موروثات المعصية أمرٌ لا يلقاه إلا ذو حظ عظيم كيف لا وبه يتم التصديق بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في وقت تصرَف فيه الأنظار إلى الحس والمشاهدة فقط, قال صلى الله عليه وسلم فيما روته عائشة رضي الله عنها عند أحمد رحمه الله في المسند: (لا تزال أمتي بخير ما لم يفش فيهم ولد الزنا فإذا فشا فيهم ولد الزنا أوشك أن يعمهم الله بعقاب) قال ابن حجر: وسنده جيد, ولفظ (عقاب) جاء هنا نكرة وهي تفيد العموم ولنا أن نتأمل كم من المصائب التي حلت بالناس اليوم يمكن أن تكون المعاصي والآثام سبباً مباشراً لها

د- وقوع التناحر والبغضاء بين أفراد المجتمع:

وفي ذلك يقول الله (إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة)

هـ- انعدام الثقة والطمأنينة بين الناس.

و- تسليط الأعداء ونزع المهابة, قال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى (إن الله سبحانه لا يجعل للكافرين على المؤمنين سبيلا منه إلا أن يتواصوا بالباطل ولا يتناهوا عن المنكر ويتقاعدوا من التوبة فيكون تسليط العدو من قبلهم كما قال تعالى: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم} قال ابن العربي: وهذا نفيس جدا ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير