تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بالمخالفة ووجه الشبه في عدم المبالاة والاعتناء هذا كقول كثير: أسيئي بنا أو أحسني لا ملومة ... لدينا ولا مقلية إن تقلت) وإلى هذا المعنى ذاته أشار الطاهر بن عاشور بقوله (وقوله (ولو شاء الله ما أشركوا) عطف على جملة (وأعرض عن المشركين). وهذا تلطف مع الرسول صلى الله عليه وسلم وإزالة لما يلقاه من الكدر من استمرارهم على الشرك وقلة إغناء آيات القرآن ونذره في قلوبهم فذكره الله بأن الله قادر على أن يحول قلوبهم فتقبل الإسلام بتكوين آخر ولكن الله أراد أن يحصل الإيمان ممن يؤمن بالأسباب المعتادة في الإرشاد والاهتداء ليميز الله الخبيث من الطيب وتظهر مراتب النفوس في ميادين التلقي فأراد الله أن تختلف النفوس في الخير والشر اختلافا ناشئا عن اختلاف كيفيات الخلقة والخلق والنشأة والقبول وعن مراتب اتصال العباد بخالقهم ورجائهم منه)

ومن أسلوب القرآن في توجيه العصاة تبيان أن تحصيل الهداية لا يكون مصادفة ولا عفويا بل له سنن تتمثل في محاربة شهوات النفس ومصارعة نزواتها والاستعانة في ثنايا ذلك برب الخلائق وإصلاح الباطن الذي هو محل نظره سبحانه حتى إذا اطلع الله على صدق الرغبة في الهدى وجدِّ الإنسان في تحصيلها سهل له طرائق الهداية والرشاد قال تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) وشاهد ذلك من واقعنا قول بعض الناس لمن يدعوه وينصحه أو لمن يظن به الصلاح اسأل الله لي الهداية ولا يبذل في تحصيلها شيئاً ويظن أنها تتنزل عفواً بدون طلب منه ومجاهدة لتحصيلها, فعلى تفسير من قال بنزول هذه الآية قبل فرض القتال وأن المراد بها الجهاد للنفس والقيامَ بأمر الطاعة يلزم من التوفيق للهداية أن يسعى لها الإنسان ويطلبها ويبذل جهده وسعته في الوصول لطرقها ليتحقق له وعد الله الذي أكده في هذه الآية باللام ونون التوكيد الثقيلة لإرشاد الخلق وطمأنتهم مع أنه لا أحد أصدق من الله قيلاً ولا أوفي بعهده منه إلى أن من جاهد نفسه واطلع الله منه على صدق المجاهدة لن يخيب سعيه بل لا بد له أن ينال من توفيق الله ما طلبه.

هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

ـ[محمود المدني]ــــــــ[29 - 08 - 08, 11:22 ص]ـ

............. !!!

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير