بعض معاني (مٍن) من كتاب التحفة الوفية بمعاني الحروف العربية
ـ[عمرمبروك]ــــــــ[04 - 08 - 07, 08:53 ص]ـ
[مِنْ]
فمنها (مِنْ): تكون زائدةً، وغير زائدة.
فغير الزائدة:
لابتداء الغاية، كقوله تعالى: "من المسجد الحرام"، ويصلح معها (إلى).
وللتبعيض، ويصلح موضعها (بعض)، كقوله تعالى: "ومن الناس"، ولبيان الجنس، ويصلح موضعها (الذي هو)، كقوله تعالى: "فاجتنبوا الرجس من الأوثان" وأنكره بَعْضُهُمْ
وللمجاوزة، بمعنى (عَنْ) كقوله تعالى: "أطعمهم من جُوعٍ" ونَسَبَهُ بعضُهُمْ لسيبويه وبعضُهُمْ للكوفيّين
وزادَ بعض المتأخرين للغاية، نحو: أخذتُ من الصندوق
وللانتهاء، نحو: قرّبتُ منه، كأنّك [قلتَ]: تقرّبتُ إليه.
وللتعليل، كقوله تعالى: "في آذانهم من الصواعق"
وللفصل، كقوله تعالى: "يعلمُ المفسدَ من المصلح"
ولموافقة (على) كقوله تعالى: "ونصرناه من القوم"
وللبدل، كقوله تعالى: "ولجعلنا منكم"
ولموافقة (في)، كقوله تعالى: "ماذا خَلَقُوا من الأرضِ"
ولموافقة الباء كقوله تعالى: "ينظرون من طرفٍ خفيٍّ"
وهذا أليقُ بمذهب الكوفيّين لأنّ أصلَهم جوازُ بدلِ الحرفِ من الحروفِ في الحقيقة، وأصل البصريّين حملُ ما جاء من هذا على تضمين الفعل معنى فعلٍ آخر يتعدّى بذلك الحرف.
والزائدة: الموضوعة للعموم لتأكيد استغراقه، وهي الداخلة على الألفاظ الموضوعة للعموم، نحو: [ما جاء من رجلٍ]، و ما قام من أحدٍ، وفيه نظرٌ.
وقيل: لنصوصيّة العموم في الأوّل، ومجرّد التوكيد في الثاني, وقيل: لتأكيد الاستغراق فيهما ,وقيل: لبيان الجنس في الأوّل.
وشرطها: عدم الإيجاب، وتنكير ما دخلت عليه، خلافاً للكوفيّين في الأوّل، وللأخفش [فيهما، وعدم الإيجاب: أن يكون الكلام نفياً أو نهياً أو استفهاماً.
فَتُزَادُ مع الفاعل، والمفعول، ومع المبتدأ في غير المنهيّ، كقوله تعالى: "مالكم من إلهٍ غيرُهُ" "ما جاءنا من بشيرٍ"، "ما ترى في خلق الرحمن من تفاوتٍ"، "هل من خالقٍ غيرُ الله" , "هل ترى من فطور"، ونحوه: هل جاءك من رجلٍ، لا يقم من أحدٍ، ولا يضرب من أحدٍ. وفي زيادتها في الشرط خلافٌ.
و (مِنْ) تجيء للقَسَمِ، ولا تدخل إلا على الرّبِّ، نحو: مُِنْ ربّي لأفعلنّ – بكسر الميم، وضمّها، وتجي لموافقة (رُبَّ)، قاله السيرافيّ، وأنشد:
1 - وإنّا لَمِنْ ما نَضْرِبُ الكبشَ ضربةً****على رأسه تُلْقِي اللسانَ مِن الفمِ.
المصدر: التحفة الوفية بمعاني الحروف العربية (لإبراهيم الصفاقسي) رحمه الله.
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[04 - 08 - 07, 01:24 م]ـ
ما شاء الله وفقك الله أخي