وحضاريون ومواكبون للمخترعات والمكتشفات والحضارة الغربية
و من المؤامرات كذلك
5 - الهجوم على الحروف العربية والدعوة إلى استعمال الحروف اللاتينية:
6 - الدعوة إلى إسقاط الاعراب في الكتابة
7 - محاولة تطبيق مناهج اللغات الاوربية على اللغة العربية
8 - العمل بعد فشل كل المحاولات إلى فتح الباب لافساد الذوق السليم
9 - الطعن في الادب القديم وصحته
10 - الثورة على القديم و الدعوة الى التجديد
11 - التمرد على الاسلوب العربي القديم و ماهو إلا تمرد على صحة اللغة وسلامتها
12 - الدعاة إلى الشعر الحر، والشعر المرسل .. المنتقدون لقواعد القصيد العربي، ونظام الوزن والقافية – ليسوا بعيدين عن ميدان التآمر على اللغة العربية وبلاغتها المؤثرة، وأدبها الممتع
13 - تصوير مدرسي اللغة العربية في أشكالهم وحركاتهم ولباسهم في صور البله والمعاتيه والدراويش، وقد جعلوهم أضحوكة للمشاهدين والمستمعين، وما من نقيصة إلا ألصقوها بهم، ولا محمدة إلا نفوها عنهم، فوصموهم بالغش والكذب والاستغلال والجهل والجبن والتخلف؛ لينقدح في ذهن المستمع والمشاهد أن هيئتهم وأخلاقهم مستمدة مما يدرسون من قواعد اللغة العربية وبلاغتها ونحوها وصرفها. فينصرف الناس عنهم وعن المواد التي يدرسونها، وتُلقى في قلوبهم كراهيتها.
وفي مقابل هذه الصورة المهينة التي ظلموا بها معلمي العربية فإنهم يصورون مدرسي اللغات الأجنبية في أحسن هيئة وأبهى حلة، ويخلعون عليهم من الأوصاف والأخلاق والعلم والثقافة والكرم والشجاعة ما أكثره كذب وتزييف؛ ليستقر في ذهن المشاهد والمستمع أن هيئتهم وأخلاقهم وثقافتهم مستمدة من اللغات الأجنبية التي يدرسونها. فيحبهم الناس، ويتمنون لأولادهم ما لهم.
وهناك عشرات المشاهد التمثيلية والمسرحية المحفوظة شاهدة على هذا التزييف والإضلال للناس. وهكذا تصاغ العقول عبر الإعلام، ويطبع على القلوب، وتزيف الحقائق، وتزور المعلومات بما يوافق رغبات المستعمرين وأذنابهم.
ما هذا إلا دعوات مفرقة ممزقة بطريقة علمية في عصر تبحث فيه الأمة عن وحدتها وترفع فيه شعار قوميتها. ولقد تأسى كثير من أصحاب هذه الدعوات بما فعله مصطفى كمال أتاتورك في تركية حين نبذ الحروف العربية وكتب اللغة التركية بالحروف اللاتينية فقطع بذلك كل صلة للشعب التركي بمحيطه الشرقي والعربي والإسلامي ظناً منه أن ذلك يجعل تركية في صدارة العالم المتقدم.
إنّ أي محاولة للقضاء على اللغة العربية أو النيل منها، على أيّ وجه من أوجه النيل المتعددة، سواء ما استتر تحت وجه الإصلاح، أو تظاهر بادعاء التطوير، أو التفجير اللغوي، أو الدعوة إلى العامية كما حدث في عصرنا الحاضر أو غير ذلك، كل ذلك سيصل في آخر الأمر إلى مس هذين المصدرين، ومن ثمّ القضاء عليهما أو مسخهما وتحريفهما عن الحقيقة التي جاءا عليها، وهذا هو القضاء المبرم والهدم الحقيقي لإزالة هذا الدين من الوجود والتخطيط لاقتلاع جذوره أو قلب حقائقه
ولن يضير العربيةَ أن يتهمها بعضُ المرجفين بها الطاعنين بقدرتها وقد شرَّفها الله سبحانه بأن أنزل القرآن الكريم بلسانها فصارت مثابةً للناس ومهوى للأفئدة وقبلة للعالمين.
ولن يضيرَ العربية - وهي العزيزة الأبية - أن يستشعر الذلَّ بها أناسٌ ذلت عليهم نفوسُهم فذلُّوا، وهانت عليهم عروبتهم فهانوا، وضاقت عليهم لغتهم بما رحبت فضاقوا:
وكم عزَّ أقوامٌ بعزِّ لغاتِ
- ولن يكل أهل الباطل عن الدعوة إلى باطلهم، ومحاولة دحض الحق به، ولكن الله تعالى مبطل كيدهم، ومحبط عملهم، ومظهر دينه على الدين كله ولو كره الكافرون. فاستمسكوا -عباد الله- بدينكم، واعرفوا مكانة لغتكم، وأعلموا أنها باب من أبواب عزكم، فإياكم إياكم أن تفرطوا فيها؛ فإنكم مسئولون يوم القيامة عنها
- فلن يضيرَ العربيةَ أن يعقَّها بعضُ أبنائها وقد برَّها الكثيرون!
ولن يضير العربيةَ أن يجحدَ فضلها بعضُ الجَحَدَة وقد عرف فضلها ذوو الفضل والرأي.!
ألا أيهذا اللائمُ لعربيتك أعد نظراً في عروبتك ..
ألا أيهذا اللائمُ للغتك أعد نظراً في انتمائك ..
ألا أيهذا اللائمُ للغة قرآنك أعد نظراً في تديُّنك ..
ولعمري إن ما تلقاه لغتنا من بني جلدتنا وديننا أقسى وأمرَّ مما تتلقاه من الآخرين!!
ولئن عُذر الآخرونَ فيما يتجنَّون أو يكيدون فأي عذر لهؤلاء؟!
¥