اعلم أنه إذا أضيف، لفظا، أو معنى: الجزءان الى متضمنيهما، فان كان المتضمنان بلفظ واحد، فلفظ الأفراد في المضاف أولى من لفظ التثنية،
قال: - كأنه وجه تركيين قد غضبا * مستهدف لطعان غير منجحر
والاضافة معنى، كقولك: حيا الله وجها للزيدين،
ثم لفظ الجمع فيه أولى من الأفراد، كقوله تعالى: (فقد صغت قلوبكما)، وذلك لاستكراههم في الاضافة اللفظية الكثيرة الاستعمال: اجتماع مثنيين مع اتصالهما لفظا ومعنى، أما لفظا فبالاضافة، وأما معنى فلأن الغرض أن المضاف جزء المضاف إليه، مع عدم اللبس بترك التثنية، ثم حملت المعنوية على اللفظية، فان أدى الى اللبس ...
وقد يقع المفرد موقع المثنى فيما يصطحبان ولا يفترقان، كالرجلين والعيينين تقول: عيني لا تنام، أي عيناي، وقريب منه قوله:
- حشاي على جمر ذكي من الغضى * وعيناي في روض من الحسن ترتع
وقد يقع المفرد موقع الجمع كقوله تعالى: (ويكونون عليهم ضدا)،
وقوله تعالى: (وهم لكم عدو)، وذلك لجعلهم كذات واحدة في الاجتماع والترافد كقوله صلى الله عليه وسلم: (المؤمنون كنفس واحدة)، ومن قيام المفرد مقام الجمع قوله:
- كلوا في بعض بطنكم تعفوا * فان زمانكم زمن خميص
وقد يقوم (افعلا) مقام: (افعل)، كقوله تعالى: (ألقيا في جهنم)، إما على تأويل: ألق ألق، اقامة (لتكرير الفعل مقام تثنية الفاعل) للملابسة التي بينهما، وبمثله فسر قوله تعالى: (رب ارجعون) أي: ارجعني ارجعني ارجعني، وإما لأن أكثر الرفقاء ثلاثة فكل واحد منهم يخاطب صاحبيه في الأغلب، فيخاطب الواحد أيضا مخاطبة الاثنين، لتمرن ألسنتهم عليه، وقد يقدر تسمية جزء باسم كل، فيقع الجمع مقام واحدة أو مثناه نحو قولهم:
جب مذاكيرة، وبعير أصهب العثانين، وقطع الله خصاه، ويجوز تثنية اسم الجمع، والمكسر، غير الجمع الأقصى على تأويل فرقتين،
قال: - لنا ابلان، فيهما ما علمتم * فعن أيهما ما شئتم فتنكبوا
وقال: - لأصبح الحي أوبادا ولم يجدوا * عند التفرق في الهيجا جمالين
ولا يجوز: لنا مساجدان ....
شرح الرضي على الكافية 3/ 360.
ـ[صالح العقل]ــــــــ[25 - 08 - 07, 12:30 م]ـ
جزاكم الله خيرا، ونفع بكم ..
ولا يزال الموضوع بحاجة إلى توضيح أكثر!!
ـ[صالح العقل]ــــــــ[06 - 09 - 07, 07:43 ص]ـ
للفائدة
ـ[صالح الشاعر]ــــــــ[07 - 09 - 07, 12:41 م]ـ
شكرا لك أستاذ رمضان فكلامك لا غبار عليه
ربما ينتمي هذا التعبير إلى باب اللف والنشر
ـ[بشير يوسف]ــــــــ[22 - 11 - 07, 07:06 ص]ـ
لطيفة:
قال ابن الصلاح في كتابه معرفة أنواع علم الحديث:
" أول من صنف في الصحيح البخاري أبوعبد الله محمد بن إسماعيل الجعفي، مولاهم. وتلاه أبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري القشيري، من أنفسهم. ومسلم - مع أنه أخذ عن البخاري واستفاد منه - يشاركه في أكثر شيوخه. وكتابهما أصح الكتب بعد كتاب الله العزيز ".اهـ
وقال الحافظ ابن حجر في هدي الساري:
" قال الإمام أبو عمرو بن الصلاح في كتابه في علوم الحديث فيما أخبرنا به أبو الحسن بن الجوزي عن محمد بن يوسف الشافعي عنه سماعا قال: أول من صنف في الصحيح البخاري أبو عبد الله محمد بن إسماعيل وتلاه أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري ومسلم مع أنه أخذ عن البخاري واستفاد منه فإنه يشارك البخاري في كثير من شيوخه وكتاباهما أصح الكتب بعد كتاب الله العزيز ".اهـ
ـ[بندر التويجري]ــــــــ[23 - 11 - 07, 09:38 ص]ـ
فيكون لكل واحدٍ منهما " صحيحًا ".
صوابها: صحيح؛ لأنها اسم يكون.