تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[عيون عبلة]

ـ[عبدالرحمن الخطيب]ــــــــ[06 - 09 - 07, 06:31 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

عندما قرأت بعض المواضيع الجديدة في هذا المنتدى وجدت في إحداها استحسان للشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي وأنا لا أخالفكم الرأي فهو شاعر فحل أسرني بشعره وإلقائه، ولكن ما أريد إخباركم به هو أن هناك شاعر أعجبني شعره ولكنه للأسف لم يلق حظه من هذه المسابقة ألا وهو الشاعر / مصطفى الجزار

وأترك لكم الحكم عليه من خلال قصيدته والتي بعنوان (عيون عبلة):

كَفْكِف دموعَكَ وانسحِبْ يا عنترَه

فعيونُ عبلةَ أصبحَتْ مُستعمَرَه

لا ترجُ بسمةَ ثغرِها يوماً، فقدْ

سقطَت من العِقدِ الثمينِ الجوهرَه

قبِّلْ سيوفَ الغاصبينَ .. ليصفَحوا

واخفِضْ جَنَاحَ "الخِزْيِ" .. وارجُ المعذرَه

ولْتبتلع أبياتَ فخرِكَ صامتاً

فالشعرُ في عصرِ القنابلِ ثرثرَه

والسيفُ في وجهِ البنادقِ عاجزٌ

فقدَ الهُويّةَ والقُوى والسيطرَه

فاجمعْ مَفاخِرَكَ القديمةَ كلَّها

واجعلْ لها مِن قاعِ صدرِكَ مَقبرَه

وابعثْ لعبلةَ في العراقِ تأسُّفاً

وابعثْ لها في القدسِ قبلَ الغرغرَه

اكتبْ لها ما كنتَ تكتبُه لها

تحتَ الظلالِ، وفي الليالي المقمِرَه:

"يا دارَ عبلةَ" بالعراقِ "تكلّمي"

هل أصبحَتْ جنّاتُ بابلَ مُقفِرَه؟!

هل نَهْرُ عبلةَ تُستباحُ مِياهُهُ

وكلابُ أمريكا تُدنِّس كوثرَه؟!

يا فارسَ البيداءِ .. صِرتَ فريسةً

عبداً ذليلاً أسوداً ما أحقرَه!!

متطرِّفاً .. متخلِّفاً .. ومخالِفاً

نَسَبوا لكَ الإرهابَ .. صِرتَ مُعسكَرَه

عَبْسٌ .. تخلّت عنك .. هذا دأبُهم

حُمُرٌ -لَعمرُك- كلُّها مُستنفِرَة

في الجاهليةِ .. كنتَ وحدكَ قادراً

أن تهزِمَ الجيشَ العظيمَ وتأسِرَه

لن تستطيعَ الآنَ وحدكَ قهرَهُ

فالزحفُ موجٌ .. والقنابلُ ممطرَه

وحصانُكَ العَرَبيُّ ضاعَ صهيلُهُ

بينَ الدويِّ .. وبينَ صرخةِ مُجبَرَه

"هلاّ سألتِ الخيلَ يا ابنةَ مالِكٍ"

كيفَ الصمودُ؟! وأينَ أينَ المقدِرَه؟!

هذا الحصانُ يرى المَدافعَ حولَهُ

متأهِّباتٍ .. والقذائفَ مُشهَرَه

"لو كانَ يدري ما المحاورةُ اشتكى"

ولَصاحَ في وجهِ القطيعِ وحذَّرَه

يا ويحَ عبسٍ .. أسلَمُوا أعداءَهم

مفتاحَ خيمتِهم، ومَدُّوا القنطرَه

فأتى العدوُّ مُسلَّحاً بشقاقِهم

ونفاقِهم، وأقام فيهم منبرَه

ذاقوا وَبَالَ ركوعِهم وخُنوعِهم

فالعيشُ مُرٌّ .. والهزائمُ مُنكَرَه

هذِي يدُ الأوطانِ تجزي أهلَها

مَن يقترفْ في حقّها شرّاً .. يَرَه

ضاعت عُبَيلةُ .. والنياقُ .. ودارُها

لم يبقَ شيءٌ بَعدَها كي نخسرَه

فدَعوا ضميرَ العُربِ يرقد ساكناً

في قبرِهِ .. وادْعوا لهُ .. بالمغفرَه

عَجَزَ الكلامُ عن الكلامِ .. وريشتي

لم تُبقِ دمعاً أو دماً في المِحبرَه

وعيونُ عبلةَ لا تزالُ دموعُها

تترقب الجسر البعيد .. لتعبره

ـ[محمد عمارة]ــــــــ[06 - 09 - 07, 10:30 م]ـ

ما شاء الله

جزاكم الله خيرا هذا الشعر جميل

ـ[محمدالمرنيسي]ــــــــ[06 - 09 - 07, 11:14 م]ـ

شعر جميل، ما أحوج شعراء العربية إلى هذا الاتجاه الذي يسمو بالذوق، ويشحذ العزائم، ويترك للأمل فسحة، بالرغم من هذا الواقع البائس الكالح، وجزاك الله أخي عبد الرحمن على هذا الاختيار.

ـ[ابن نُباتة السعدي]ــــــــ[08 - 09 - 07, 07:01 ص]ـ

هذا الشاعر كان في مسابقة أمير الشعراء، وقد حقق فيها تقدمًا ملحوظًا، وكان في المسابقة عاملان للفوز، هما لجنة التحكيم وتصويت الجمهور، أما اللجنة فقد منحت مصطفى الجزار وتميم البرغوثي الدرجة نفسها، ولكن الذي جعل مصطفى يتراجع عن صاحبه هو الجمهور الذي كان معجبًا به أشد الإعجاب والذي خذله في التصويت.

ـ[أبو عمر الأديب]ــــــــ[26 - 01 - 08, 07:05 م]ـ

بارك الله فيكم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير