تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[التفنن في الخطاب]

ـ[عبدالرحمن الخطيب]ــــــــ[15 - 10 - 07, 06:15 م]ـ

أحببت في هذا الموضوع أن أسرد لكم بعض القصص التي تبين أثر الخطاب الجميل في نفوس المتلقين، والهدف من ذلك أن يحاول كل منا أن يحسن ويجمل خطابه ليقع موقعا حسنا في نفس السامع أو القارئ وبذا يكون لهذا المنتدى الطيب أثر كبير على الزوار والأعضاء ويكون محلا للإعجاب.

وبعد هذه المقدمة أترككم مع القصص:

يروى أن المهلب لما فرغ من أمر عبد ربه الحروري (أحد الخوارج) دعا بشر بن مالك فأرسله بالبشارة إلى الحجاج، فلما دخل بشر على الحجاج قال له: ما اسمك؟

فأجاب: بشر بن مالك.

فقال الحجاج: بشارة ومُلك؛ كيف خلفت المهلب؟

فأجاب: خلفته وقد أَمِن ما خاف، وأدرك ما طلب.

قال: كيف كانت حالكم مع عدوكم؟

فأجاب: كانت البداءة لهم والعاقبة لنا.

فقال الحجاج:العاقبة للمتقين، فما حال الجند؟

فأجاب: وسعهم الحق وأغناهم النفل (الغنيمة) وإنهم لمع رجل يسوسهم بسياسة الملوك ويقاتل بهم قتال الصعلوك فلهم منه بر الوالد وله منهم طاعة الولد.

قال الحجاج: فما حال ولد المهلب؟

فأجاب:رعاة البيات حتى يأمنوا وحماة السرج حتى يردوه.

فقال الحجاج فأيهم أفضل؟

فأجاب ذلك لأبيهم.

فقال الحجاج: وأنت أيضا فإني أرى لك لسانا وعبارة.

فأجاب: هم كالحلقة المفرغة لا يدرى أين طرفاها.

فقال الحجاج: ويحك أكنت أعددت لهذا المقام هذا المقال.

فأجاب: لا يعلم الغيب إلا الله.

فقال الحجاج لجلسائه: هذا والله الكلام المطبوع لا الكلام المصنوع.

- - -

يحكى أن رجلا كان يتاجر في خُمر النساء وكانت الخمر التي عنده كلها سوداء فإذا عرضها على المتسوقات زهدن فيها وذهبن إلى جيرانه لأنهم يتاجرون بخمر ملونة ومزركشة فأنشد التاجرصاحب الخمر السود قصيدة مطلعها:

قل للمليحة في الخمار الأسود ... ماذا فعلت بناسك متعبد

قد كان شمر للصلاة ثيابه ... حتى قعدت له بباب المسجد

فلما أنشدها وانتشرت يقال أن الخمر السود نفذت من السوق.

- - -

يروى أن رجلا مر في إحدى الطرق وإذا برجلين أعميين كل واحد منهما قد وضع قطعة من القماش أمامه، و أمسك بلافتة، ولكن الفرق بينهما أن أحدهم قد امتلأت قطعته بالنقود والآخر لا توجد فيها إلا دراهم معدودة على الرغم من أن الآخر (صاحب الدراهم المعدودة) كان قبل صاحبه، فأخذ هذا الرجل يتأمل في الأعميين ليعرف علة ذلك، وبعد لحظة أدرك العلة وهي أن صاحب الدراهم المعدودة كتب على لافتته ((أنا أعمى أرجو مساعدتي)) أما الآخر فقد كتب على لافتته ((نحن في فصل الربيع ولكني لا أستطيع أن أرى جماله)).

ودمتم سالمين.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير