تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[من القائل: تزوجتها رامية هرمزية]

ـ[عبد الله اليوسف]ــــــــ[17 - 10 - 07, 09:17 م]ـ

من المعلوم أن لأبي حاتم السجستاني مذهبا في النسب إلى المركب المزجي ذكره في كتابه "المذكر والمؤنث" الذي نشر مؤخرا غير مرة، ومعنى كلامه أنه لا يجوز النسب إلى المذكر المزجي إلا اضطرارا، فإذا اضطررت إلى ذلك ألحقت ياء النسب بالجزأين كما قال الشاعر:

تزوجتها رامية هرمزية ............. بفضل الذي أعطى الأمير من الرزق

وهذا خلاف ما يفهم من بعض كتب النحو من أن أبا حاتم يجيز مطلقا النسب إلى المركب المزجي على هذه الصورة، بل التحقيق -والله أعلم- أن الأصل عنده عدم جواز النسب إلى المركب المزجي إلا اضطرارا، فإذا اضطر الإنسان نسب إليه على نحو ماجاء في البيت.

أما الشاهد المذكور فقد أرغت تخريجه لأمر من الأمور حتى رأيت عبد القادر البغدادي يقول في شرح شواهد شرح الشافية عنه: "البيت أنشده صاحب العباب ولم يعزه، وقال الشاطبي: أنشده السيرافي غفلا ولم أقف على قائله ولا تتمته". فأضربت حينا عن تتبعه ثم وجدت اتفاقا في المسائل العسكريةلأبي علي الفارسي (ص 156، نشرة محمد الشاطر أحمد محمد أحمد): "وأنشد أبو عثمان عن أبي زيد عن خلف بن خليفة: تخيرتها رامية هرمزية". وخلف بن خليفة شاعر أموي وربما كان من مخضرمي الدولتين أفرد له ابن قتيبة ترجمة موجزة في كتاب الشعر والشعراء لكنه في الوقت نفسة راوية، فهل المقصود أن خلفا هو قائل البيت أم المراد أنه رواه عن غيره؟

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - 10 - 07, 10:51 م]ـ

لعل الأقرب أنه من إنشاده لا من إنشائه؛ لأنه لو كان له لكان المعتاد في مثل هذا أن يقال: (وأنشد أبو عثمان عن أبي زيد لخلف بن خليفة)، والله أعلم.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - 10 - 07, 10:54 م]ـ

لعلك تعني يا أخي الكريم (عدم جواز النسب إلى المركب المزجي [على هذه الصورة] إلا اضطرارا).

لأن النسب إلى المركب المزجي لا نزاع فيه بين أهل العلم، ولكن النقاش في كيفيته.

والضرورة في كلام أبي حاتم قد تعني الضرورة الشعرية، وقد تعني ضيق المقام كأن يخشى المتكلم الإيهام أو اللبس، وينبغي الحذر عند التعامل مع عبارات المتقدمين؛ لأن الاصطلاحات لم تكن قد استقرت كما هي عند المتأخرين، فينبغي فهم الكلام بناء على القرائن والسياق.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - 10 - 07, 11:32 م]ـ

حتى رأيت عبد القادر البغدادي يقول في شرح شواهد شرح الشافية ...

أين ذكر ذلك البغدادي يا أخي الكريم، فقد بحثت في الخزانة فلم أجده.

ـ[عبد الله اليوسف]ــــــــ[18 - 10 - 07, 04:02 م]ـ

شيخنا أبا مالك،

والله إن تعقيبك على ما أهرف به شرف لي سواء أمادحا كنت أم قادحا. وأقول مستعينا بالله تعالى:

1 - وضعت الاحتمالين جميعا، وما تفضلت بذكره قرينة على أنه رواية حتى يأتي ما يقطع بذلك.

2 - أنا أعني ما ذكرته من أن الأصل عند أبي حاتم عدم جواز النسب إلى المركب المزجي مطلقا ولا ينسب إليه على هذه الصوره -في رأيه- إلا عند الضرورة بغض النظر عن رأينا في معنى الضرورة هنا. بيد أن تقريري هذا يقوم على ما أذكره من قراءتي لكتاب المذكر والمؤنث لأبي حاتم في بعض المكتبات العامة ولا يسعني نقل النص لظروف لظروف الإجازة، ولكن دونكم ما نقله ابن سيده في المخصص [عن الوراق]: "وقال السِّجِسْتاني: لا يقال حَبْلٌ أحَدَ عَشَرِيٌّ ولا ما جاوز ذلك ولا ما ينسب إلى اسمين جعلا بمنزلة اسم واحد وإذا نسبت إلى أحدهما لم يُعْلم أنك تُريد الآخرَ وإن اضْطُرِرْت إلى ذلك نسبته إلى أحدهما ثم نسبته إلى الآخر".

3 - يسرني أنه اتفق لي ما ذكرتموه عن معنى الضرورة، ولذلك حرصت ألا أقيد الضرورة بالشعرية في ما كتبت وتركت الكلام قابلا للاحتمالين.

4 - خزانة الأدب شرحٌ لشواهد شرح الكافية -وأنتم أعلم بهذا مني- والكلام معزو إلى شرح شواهد شرح الشافية، وأنا عولت على ما نقلته من شرح شواهد شرح الشافية في جزازاتي (أو ما أسميه بيني وبين نفسي تذكرتي) لكنني توثقت بالرجوع إلى عدد من النسخ الألكترونية.

ملاحظة:

لم يظهر لي من القائل: "ولم أقف على قائله ولا تتمته" آلشاطبي أم البغدادي، فما رأيكم؟

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - 10 - 07, 05:25 م]ـ

أحسن الله إليك أخي الفاضل

وقد تعني ضيق المقام كأن يخشى المتكلم الإيهام أو اللبس

قلت هذا من كيسي، ثم رأيت الشاطبي قال في المقاصد الشافية:

((والمذهب الثاني من المذهبين مذهب أبي حاتم السجستاني في النسبة إلى خمسة عشر ونحوه، وهو: أنه أجاز النسب إلى الاسمين مفردين لأجل اللبس .... )) إلخ.

وقال في موضع آخر:

((وقد أجاز أبو حاتم النسب إلى العدد المركب وهو عدد، ولكن ألحق الياء الاسمين معا مفردين فتقول: هذا ثوب أحدي عشري، وخمسي عشري، وقد تقدم تمثيل ذلك، وإنما فعل ذلك خوف اللبس، إذ كانوا إنما تركوه للبس، فهذا العمل لا يقع به لبس فلا يجتمع ... )) إلخ.

وقال أيضا:

((مذهب أبي حاتم من الشذوذ بمكان مكين، وقليلا ما ينقله أرباب المطولات فضلا عن أهل المختصرات، وهو خارج عن القياسات ... )).

ولعل من القرائن التي تدل أيضا على أن البيت ليس لشاعر أموي أن الرواة عُنُوا بتدوين الدواوين آنئذ، فيبعد أن يُنقل بيت من هذا العصر ولا يعرف له تتمة ولا قائل، وإنما يتصور هذا فيما نقل في الصدر الأول، اللهم إلا أن يكون قائله مغمورا قد ارتجله مفردا على البديهة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير