[فوائد من كتاب (روضة الإعلام) لابن الأزرق الغرناطي]
ـ[عصام البشير]ــــــــ[17 - 10 - 07, 11:19 م]ـ
الحمد لله
من الله علي بقراءة كتاب (روضة الإعلام بمنزلة العربية من علوم الإسلام) لمحمد بن علي بن الأزرق الحميري الأصبحي الغرناطي المتوفى سنة 896، فألفيته كتابا جامعا في بابه، متفردا في معناه، مشوقا في أسلوبه وترتيبه، مع استطرادات نافعة كثيرة، ونقول غزيرة الفائدة من كتب شتى.
والكتاب مطبوع بتحقيق الأستاذة سعيدة العلمي، وهو من منشورات كلية الدعوة الإسلامية بطرابلس- ليبيا. والتحقيق جيد في مجمله، إذ أدى الغرض منه وهو تقديم نص الكتاب صحيحا سالما من الأخطاء ما أمكن. ويظهر في التحقيق جهد طيب في البحث والتنقيب. لكن وقع في النص أخطاء يسيرة جمعتها على غير تحر واستقصاء، وسأذكرها في آخر الموضوع إن شاء الله تعالى. ولعل كثيرا منها من أخطاء الطباعة.
كما أن المحققة قصرت شيئا ما في تخريج الأحاديث والآثار، واكتفت في كثير من الأحيان بعزو مقتضب إلى بعض المصادر غير الأصلية. والتخريج - وإن لم يكن من لب عمل المحقق - فهو له زينة ورواء، خاصة إن كانت تلك الأحاديث والآثار واردة في مساق الاحتجاج والاستدلال.
--- يتبع إن شاء الله تعالى ---
ـ[عصام البشير]ــــــــ[17 - 10 - 07, 11:29 م]ـ
..
والكتاب مطبوع في مجلدين اثنين، يضمان أكثر من ألف صفحة بقليل، دون حساب الفهارس. ومما يعوز الكتاب فهرس تفصيلي للموضوعات، لأنه طرق موضوعات كثيرة جدا، يصعب على القارئ استحضار مواضعها. ولعل الله تعالى ييسر لي عمل هذا الفهرس.
والكتاب بدأ بتقرير فضل العربية، من جهة العقل، ومن جهة النقل، ومن جهتهما معا. ثم تكلم على النحو وعظيم الحاجة إليه في علوم الإسلام، ثم ذكر حكم استنباط النحو، وحكم الاشتغال به، وذكر ضمنه فصلا طويلا نافعا في الاستدلال على فائدة العربية في حفظ الكليات الخمس التي جاء الشرع بحفظها. وأظنه فصلا مبتكرا في تفصيله وشموله.
ثم ذكر نسبة العربية من العلوم الأخرى، ومرتبتها في التعلم، وصونها عن الإهانة لها، وذم التشدق والتقعر، ونحو ذلك.
ثم ختم بخاتمة طويلة (من ص 677 إلى ص 1018) في آداب طالب العلم مع معلمه، ومع نفسه ومع رفقائه في الطلب. وهذه الخاتمة تصلح أن تفرد بالنشر وتضاف إلى المؤلفات الأخرى في آداب طلب العلم.
-- يتبع إن شاء الله تعالى ..
ـ[مهنَّد المعتبي]ــــــــ[17 - 10 - 07, 11:40 م]ـ
كنتُ أناقش ـ البارحةَ ـ الأخَ الفاضلَ أبا مالكٍ العوضيَ عن الكتاب،
وأني سأختارُ فوائدَ منه ..
فأخبرني أنه قد انتهى من فوائد المجلد الأول، وسيضع الفوائدَ بعد تدوينِ فوائد المجلد الثاني!
فتركتُ الأمرَ لأبي مالكٍ ..
فكيفَ لو رأى الآنَ أبو مالكٍ أن أستاذنَا الفاضل أبا محمدٍ البشير قد سبقَ إلى ذلك؟!!
باركَ الله فيك شيخنا الفاضل، ونفع اللهُ بك.
محبك.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[17 - 10 - 07, 11:46 م]ـ
..
وأسلوب المؤلف سلس جميل، على تعقيد يسير في الضمائر، لكن على طريقة أكابر أهل الفصاحة والبيان.
ومما يشوق لقراءة كتابه، عناوينه التي يميز بها بين الفصول، من قبيل: (تنبيه على مهم - مزيد تشويق - انعطاف - نتيجة - عطفة إكمال الخ). وقد ذكرني هذا بصنيع القاضي أبي بكر بن العربي في بعض كتبه، ولست أدري إن كان ذلك منهجا أندلسيا عاما، أم هو مخصوص ببعضهم.
وعلى كل حال، فهي طريقة لطيفة تجذب القارئ، وتيسر فهم المضمون.
وقد اعتمد المؤلف على جمع من الأئمة من قبله، ونقل من كتبهم نقولا كثيرة، من أبرزهم:
- الإمام أبو إسحق الشاطبي في الموافقات خصوصا، وشيء من الاعتصام والفتاوى.
- الحافظ ابن عبد البر، في جامع بيان العلم خصوصا، وفي غيره.
- الغزالي في الإحياء و (ميزان العمل).
- الماوردي في (أدب الدنيا والدين) خصوصا.
- ابن العربي.
- أبو الوليد الباجي.
- ابن حزم من بعض رسائله.
- ابن الحاج في المدخل.
- النووي.
- فقهاء المالكية كاللخمي، والمازري، وابن عرفة، وغيرهم.
وآخرون كثيرون.
وله نقل واحد - فيما أذكر - عن عصريه الحافظ ابن حجر، ولقبه بشيخ الإسلام.
وله في ثنايا كتابه اختيارات وترجيحات شخصية، وحكايات يرويها عن مشايخه.
- يتبع إن شاء الله تعالى -
ـ[عصام البشير]ــــــــ[17 - 10 - 07, 11:53 م]ـ
فأخبرني أنه قد انتهى من فوائد المجلد الأول، وسيضع الفوائدَ بعد تدوينِ فوائد المجلد الثاني!
جزاكم الله خيرا أخي الكريم.
وأقول: أنى لاختياري أن يكون كاختيار الشيخ الكريم؟
وغاية أمري أنني انتقيت ما تفرد المصنف به، أو عظم نفعه ولو كان منقولا عن غيره من أهل العلم من كتب لهم مشهورة.
فسأذكر ما عندي، ثم يعطف الشيخ أبو مالك بالتصحيح والتحبير والزيادة على ما اعتدنا منه، وفقه الله.
ـ[مهنَّد المعتبي]ــــــــ[18 - 10 - 07, 12:03 ص]ـ
والكتاب فيه سقطٌ كثيرٍ .. لا سيما المقدمة ..
وبعض المواضع لم أفهم المراد للسقط.
وجزى الله خيراً المحقِّقة إذ لم تتصرف في النصوص بتغطية السقط من كيسها ـ كما يفعل بعض المحققين ـ!
واصل بارك الله فيك.
¥