تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولعل المرحوم "محمد علي علوبة" هو الذي وجه النظر إِليه يوم أن كان وزيرًا للمعارف. وسار العمل في جمع مادته نحو عشرين عامًا، وقام على أمره بعض شيوخ المجمعيين والخبراء المعاونين، وعرضت مادَّته كلها على مجلس المجمع ومؤتمره. وفي عام تسعة وخمسين خشيت أن تضيع هذه المادة أو أن يُفقد شيء منها، ورغبت في أنْ تعدّ الأصُول التي يمكن أنْ توجّه إلى المطبعة. ومن حسن الحظّ أن اضطلع بذلك أربعة من كبار المجمعيين هم: إبراهيم مصطفى، وأحمد حسن الزيات، وحامد عبدالقادر، ومحمد علي النجار، تغمدهم الله برحمته، وقضوا في تنقيحه ومراجعته عامين، ثم أُرسل إِلى المطبعة، وأشرف على الطبع الأستاذ عبد السلام هارون. وما إن صَدرت الطبعة الأولى حتى أقبل عليها الدارسون والباحثون، ورحّب المجمع بكلّ ملاحظة أو تعليق، وكوّنت لجنة خاصّة تسهر على هذا المعجم، وتجمع كل ما يمكن أن يثار حوله تمهيدًا للطبعة التالية، وتلك سُنة استنّها المجمع، فلا يعيد طبع معجم لغوي إِلا بعد تنقيح ومراجعة. وعلى هذا الأساس صدرت الطبعة الثانية عام ألف وتسعمائة واثنين وسبعين، واضطلع بها هي الأخرى أربعة من كرام الراحلين هم: إبراهيم أنيس، وعبد الحليم منتصر، وعطية الصوالحي، ومحمد خلف الله أحمد، وأشرف على الطبع المرحوم حسن عطية، والأستاذ محمد شوقي أمين. والمعجم الوسيط في ذيوعه والاعتداد به أصدق دليل على جهود كل من أسهموا فيه.

وسيرًا على هذه السنّة اتجهنا نحو الطبعة الثالثة. وها هو ذا الأستاذ عبد السلام هارون يعود إلى المعجم الوسيط لكي يسهم في لجنة إعداد أصول طبعته الثالثة مع زملاء له هم المرحومان: على النجدي ناصِف، وأحمد الحوفي، والأستاذ محمد شوقي أمين، والدكتور محمود حافظ. وليس هذا الإعداد بهيّن ونقضي فيه عادة عامين أو ثلاثة، ونعني خاصة بدقة التعريفات العلمية، وبوضوح العبارة، وسلامة الأسلوب. ومن الرسوم والأشكال ما قد يستلزم إعادة النظر لكي تجيء مطابقةً للواقع ومعبّرةً عن المدلول المراد تعبيرًا صَادقًا. ويسعدنا أن الزميل الأستاذ عبد السلام هارون اضطلع بالإشراف على إخراج هذه الطبعة، وليس الإخراج بأيسر من إعداد الأصول. وسبق لنا أن أشرنا في الطبعة الثانية إلى أن تجربة المعجم الوسيط دفعتنا إلى التفكير في وضع معجم أصغر منه يلائم صغار الناشئين، وهو "المعجم الوجيز". وقد أخرجناه فعلاً عام 1980، وسلكنا فيه نفس السنّة التي سلكناها في إِخراج المعجم الوسيط، ولن يعاد طبعه إلا بعد تنقيح ومراجعة. ورغبنا في أن نلحق بالوسيط معجم أعلام يعرّف طائفةً من الأشخاص، والنظريات الكبرى، والأماكن التاريخية. وبدأنا نعدّ لذلك، وكنا نأمل أن يُلْحَق بهذه الطبعة، وكلّنا رجاء ألا يتأخر ظهورُه طويلا.

ولا يفوتني أن أنوّه بجهد جنود مخلصين يعملون في حقل المعجمات بمجمع اللغة العربية من خبراء، ومحررين، ورؤساء تحرير، ومراقبين، ومديرين عامّين، ألِفُوا منهجنا وأحسنوا تطبيقه، وألمّوا بالمراجع، وعرفوا كيف يفيدون منها، ونحسّ بغيبة من يلبّون منهم دعوة بلد عربي شقيق. ولم يكن إخراج هذه الطبعة الثالثة يسيرًا، فقد أمضينا فيه زمنًا غير قصير، وأتاح ذلك للمستغلّين وبعضَ الموزعين أن يغالوا في أسعارهم، ونحن نعلم أن طلاب هذا المعجم كثيرون، إن في مصر أو خارجها، ونحرص الحرص كله على أن نيسِّر لهم أمر الحصول عليه. وأملنا كبير في أن تزيد طاقتُنا الطباعية بحيث توفر في يسر مطبوعاتنا للدارسين والباحثين.

إبراهيم مدكور

الأمين العام للمجمع

مقدمة

وبعد، فقد يسأَل القارئ حين يتناول هذا المعجمَ: هل كان قُرَّاءُ العربية في حاجةٍ إليه وبين أَيديهم من المعاجم القدِيمُ المطوَّل والمتوسطُ والموجَز، والحديثُ المرتَّب والمصوَّر؟ وماذا عسى أن تكون مميَّزات المعجم الوسيط ... ،

واللغةُ هي اللغةُ، والرواية هي الرواية؟ وجوابنا عن هذا السؤال: أَنَّ وضع هذا المعجم كان عملاً لا بدَّ منه، لأن المعاجم الأخرى، سواءٌ منها القديمُ والحديث، قد وقفتْ باللغة عند حدودٍ معيَّنة من المكان والزَّمان لا تتعدَّاها، فالحدود المكانيةُ شِبهُ جزيرة العرب، والحدود الزَّمانية آخر المائة الثانية من الهجرة لعرب الأمصار، وآخر المائة الرابعة لأعراب البوادي.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير