تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

جلس الفأران على أرضية المخبأ لابكاء ونياحة بل ليلبساء خفيهما ويرتدياء ملابسهما الرياضية التي لم تفارقهما ولو لمرة،،وبحركة سريعة وخفيفة كان سنيف و سكورى

قد انطلقا في معمعة هذه المتاهة ودهاليزها،،ولم يكن لأنف أي منهما –الصغير- أن يحيط بكل مافي المتاهة ولكن لاحل آخر فيرياه،،ولامجال للمشاعر ولاللعواطف،،انطلقا فلاأثر ..

بعد مدة طالت قليلاً حضر هاو وهيم، فلما دخلا تقربهم أمانيهم وتأخذ بتفكيرهم وترد،،ماإن رأى هيم المنظر حتى أطلق صرخة الفزع والمصيبة،،ثم أردف هاو بالصراخ! ولكن هيم ظل يصرخ وكأنه يستنجد؟ ولكن ممن؟!! كان من فرط فجيعته كأنه ينادي الفاعل ولعله كان يرتجيه أن يعيد جبنه!! وأما هاو فظل يشتَم الجبن ويتحسس المكان وكأنه في كابوس مطبق، لم يستطع أن يتكلم فقد كان صوت هيم وصراخه يتردد في أرجاء المخبأ فلاترده إلا أذني هاو،،فلم يرَ هاو بداً من مشاركته وظل الاثنان يندبان حظهما العاثر،،ولايكادان يصدقان مايريان!!

كان هاو وهيم كأنما أصبتهما الغبطة بما وجدا بالعمى!! فلم يلحظ أي منهما كميات الجبن وهي تنقص وتتقلص طوال مامضى من زمن،،بل لم يعبث بأنفيهما المغرمين رايحة الجبن الفاسد في أطراف المخبأ!!!!

ظل الاثنين في بكاء ونياحة حتى أسدل الليل سدوله فلما يجدا بداً من الرجوع إلى مأواهما وقد خامر الجوع بطونهما وخامرت الحيرة العقول،،

في الصباح الباكر تسابقا إلى المخبأ وكأنهما يتوقعان شيئاً غير ماحدث بالأمس! ولكن هيهات أن يعود الجبن بقدميه!!

صرخ هيم لما دخل المخبأ أريد جبني،، أريد جبني،،بينما هاو واضع يده على خده،وكأنه ينتظر هل سيرد على هيم أحد،،ولعله في قرارة نفسه يأمل ذلك إذ كان لاشعورياً يرفض الاقتناع بما كان يرى من تناقص الجبن المستمر، وفساد بعضه ولكن لم يرد أن يسترسل في تفكيره،،وأخذ يصرخ مع هيم،،،وجلسا حتى أظلم الليل وعادا!

في اليوم التالي عادا وقد ارتسم الأرق على وجهيهما،،ودخلا المخبأ،جلس هيم كالعادة يتحسر على أحلامه ومشاريعه،،ويتوقع أن الفاعل سيعيد جبنه،،ولم يكن حال هاو بأحسن منه،،ولكن بعد برهة،قال هاو: ماذا لو كان الجبن قريباً منا ولكنا لم نستطلع حتى خلف جدار مخبئنا!! سكت هيم عن ندب حظه ورأى الفكرة بسيطة خاصة أنه رأى ألا يكلف نفسه كثيراً فقد وجد أسهل طريقة هي شق الجدار الذي خلف ظهره لعل الجبن قد سحب إليه!! وبسرعة تحرك هيم وهاو وهما لايألوان على شيء،،فنخرا خرماً صغيراً ولكن لم يريا شيء،،وظلا على هذا الحال حتى كسرا كامل الجدار،،،ولكن بدون فائدة،،وبسرعة تسابق سرعة التعب جلس هيم محبطاً غاضباً كيف لم يجد الجبن،،وجلس هاو بقربه حتى خيم الليل وعادا على بيتهما خاويا البطن!! بينما كان " سنيف " و " سكورى " قد وجدا مخبأ جديداً مليئ بالجبن منذاليوم الثاني!! فهما لم يتلفتا إلى الخلف أبداً،،

وفي يوم شديد الوطأة على هيم وهاو قاما مثقلين من سريرهما وهما لايكادان يقفان من الجوع والكمد،،سحبا نفسيهما إلى المخبأ إلا أن عيني هاو كانت تزيع إلى المتاهة الشاسعة التي أمامهما فيرفض مجرد الإقدام،،ولكن تمالك نفسه وقال: ياهيم ماذا لو دخلنا تلك المغارات لعلنا نظفر بشيء خلف هذه الأستار؟؟ قال هيم: لن أخاطر بنفسي من أجل المجهول وسأظل أنظر لعل من أخذ الجبن يعيده أو لعلني أجد لجبني أثر،،ثبطت هذه الكلمات من معنويات هاو،،ولكنه عندما دخل المخبأ أحس بسأم ومنظر يذكره بالافلاس والحزن،،فلمعت عيناه وهو يراقب المتاهة فقال:لن يكون دخول المتاهة والمخاطرة بأسوء من واقعي،،فجأة نهض وسحب هيم الذي تمسك بمخبأة وتخبأ في داخله رافضاً أن يلقي بنفسه في حياة لم يعهدها،،،هرول هاو وهو يحاول أن يسابق تفكيره الذي لابد أن يخطر بباله من حب للدعة والسكون وخوف من الإقدام على المجهول،،

انطلق هاو إلى المغارة،بعد أن تأخر قليلاً في شراء خف مريح وملابس رياضية جديدة لأنه تخلص من القديمة لما ظن أن الحياة توقفت فجأة!!!!

عاد إلى المتاهة مسرعاً، فكان كلما دخل خيل إليه أن أنوار العالم الخارجي كأنما تنطفي ليعيش الواقع بدون هيم ولأول مره،،شعر هاو بالحزن والخوف لكنه تذكر أنه عندما يحقق شيئاً فإن هيم سيكون بصحبته،،

صرخ هيم ليكسر الحاجز الذي طالما أحاط نفسه"حان للوقت لخوض الحيااة"

وأخذ حجراً كتب به على جدران المغارة:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير