تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

"من لم يتصرف سريعاً فسيموت "

ورسم حول العبارة صورة جبن لعلها تضحك هيم وتكون دليله في المغارة،،فلابد أن هيم رجل عاقل،،،

انطلق هاو في داخل المتاهة التي بلاشك كأنها فوهة تقوده إلى المجهول،،

وبعد أن قطع هاو شوطاً عاوده الحنين إلى داره وجلوسه مع هيم، بينما كان كل ماحوله سكون وسواد،،فالتفت إلى الخلف خائفاً مذعوراً يتمنى كغيره أن يكون مرتاحاً هاديئاً،،ولكنه تذكر أنه لايمكن أن يكون كغيره لأنه في مفترق الطريق وأنه لابد من مواجهة الواقع ليرتاح مثلما ارتاح غيره،،،

أدار هاو وجهه تلقاء زوايا المتاهة مرة أخرى فأحس بلفحة هواء بارد،فلم يستغرب ذلك فقد كان جسده رطباً يقطر عرقاً من فرط الخوف،،

لكن هاو قرر أن يفهم نفسه،،فأخذ محكاً وكتب على أحد جدران المغارة،،

عندما تكون خائفاً،فتذكر أمرين،،الأول لابد من التصرف لازالة هذا الخوف سريعاً، ثم لابد من أن يكون خوفاً معقولاً:

مشى هاو مشياً حثيثاً لأنه قرر أن يمر في كامل المتاهة،،فإما يجد الجبن، أو يكون عندها فعل كل مافي وسعه فرضي،،

ولكن الجوع لم يدع هاو يسلم من التردد مرة أخرى! ولكن سرعان ما ذّكر هاو نفسه بأن هيم ليس أحسن حال منه وأنه لو عاد بهذا الجوع فلابد أن يلاقي حتفه في هذه المجاهل،،،

تناسى هاو الأمر وعبر ممرات كثيرة فوجد ويال سعادته قطع جبن متناثرة من هنا ومن هنا!! صحيح أنها لاتكفي إلا لوجبة واحدة،ولشخص واحد ولكن لابأس بها فقد أشعرته أنه يسير في الاتجاه الصحيح،،

فقفل راجعاً ليصل إلى هيم ويناشده أن يسير معه في الطريق فساءه وضع هيم الذي كان هزيلاً يردد أريد جبني أما آن لمن أخذها أن يرجعها؟؟ أنا لاأريد سواه،،

أدرك هاو أن صديقه لم يتغير فالأمور تتبدل وهو متمسك بماضيها الذاهب عجباًَ!

رجع هاو يقتص أثر كتاباته حتى وصل من حيث جاء،،

ولكن الأفكار لاتترك هاو الذي فكر في أنه ذهب متأملاً أن يحصل على منجم جبن آخر فلعله لايجده فيسخر منه هيم،،

صرف هاو هذه الأفكار فهو لايستطيع أن يسيطر على كل اعتقادات البشر ونظرتهم إليه،،

كان هاو يشجع نفسه ويذكرها بأن سنيف و سكورى ليسا أفضل منه حالاً ولاأكثر ذكاء فليسعه ماوسعهما،،

وفي هذه الأثناء تذكر هاو منجم الجبن الأول وكيف كان يظن أنه لن يبيد،،بل تذكر هاو أن الجبن بدأت رائحته تتغير ولم يلحظا ذلك،،فهما لايصدقان أن ماعاشا فيه من خير سيزول يوماً،،وتذكر كيف أن جبال الجبن بدأت تنقص وهما كالأعميان لايدركان ذلك،،،حتى ظنا الخلود على تلك الحال،،

انحنى هاو بسرعة والتقط حجراً من الأرض وكتب هذه الملاحظة:

يجب أن تشم الجبن من حين لآخر لتحدد موعد نفاده،،لتتدارك الأمر،،

وبينما كان هاو يكتب فاحت رائحة زكية، قد ألفها وأحبها،إنها رائحة جبن قريب،،رمى هاو بالحجر وأسرع لاتجاه الرائحة،،فرأى مخبأ كبيراً أسرع إليه تسابق نبضات قلبيه رجليه،،مر في خيالة أنواع الجبن وأصنافها،،دمعت عيناه فهل سيرتاح بعد هذا التعب والسهر،،،

أحس في هذا الوقت أن الدنيا توقفت، وأنه لم يعد يستطيع بقدرته تجاوز هذا المخبأ، فقد كان متعباً فكر في أنه لو لم يجد هذا المخبأ لماكن يستطيع للسير من جهد،،

دخل هاو المخبأ فإذا هو كالعطشان الذي يتابع السراب فقد كان المخبأ مهجوراً،،لاشيء فيه!!

وهنا كاد يعاود هاو شعوره القديم ويأسه وخموله ووضعه المتواكل،،

إلا أنه ضحك ساخراً من نفسه التي أدرك أنها مازالت تحتاج لمزيد صقل، واقتناع بأن الجد مطلوب،،وأنك ماكنت بالغا مناك دون كد عمل،،

التفت بنظره إلى صوب مغارة أخرى أسرع إليها مع وافر تعبه فقد كان يهرول لمايجد من خوف لما يراه من منظر هذه الممرات، فيهرول ليخرج منها سريعاً،،

ولكنه رأى ضرورة التوقف قليلاً ليذكر نفسه بما استفادة من هذا الموقف القاسي،،فكتب:

كلما تنوعت اتجاهاتك،وتشعب عملك حصلت على جبن أكثر:

وفي أثناء معاودة هاو لهرولته من بين الممرات،،أحس بنسيم يلامس قلبه المثقل،،إنها السعادة التي أبدلته سروراً من بعد خوف،،،

فبمجرد أنه أقنع نفسه بضرورة المسير ذهب خوفه، فانزاح ثقل عن صدره لم يبق فيه إلا السعادة،فكان كحال المريض قد بريئ،،،،

أراد هنا هاو أن يشاركه صديقه هيم في معرفة ماتوصل اليه فكتب،،

ستشعر أنك حر عندما تسيطر على مخاوف نفسك (بنفسك)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير