[عيد الأضحى و فلسطين للشيخ البشير الإبراهيمي]
ـ[عبد القادر بن محي الدين]ــــــــ[23 - 12 - 07, 10:43 م]ـ
عيد الأضحى و فلسطين
للعلامة اللغوي الداعية
محمد البشير الإبراهيمي
–رحمه الله-
نشرت سنة 1948 (البصائر)
النفوس حزينة، و اليوم يوم الزينة، فماذا نصنع؟
إخواننا مشرّدون، فهل نحن من الرحمة و العطف مجرّدون؟
تتقاضانا العادة أن نفرح في العيد و نبتهج، و أن نتبادل التهاني، و أن نطرح الهموم، و أن نتهادى البشائر.
و تتقاضانا فلسطين أن نحزن لمحنتها و نغتمّ، و نُعنى بقضيتنا و نهتم.
و يتقاضانا إخواننا المشردون في الفيافي، أبدانهم للسوافي، و أشلاؤهم للعوافي، و أن لا ننعم حتى ينعموا، و أن لا نطعم حتى يطعموا.
ليت شعري! ... هل أتى عبّاد الفلس و الطين، ما حل ببني أبيهم في فلسطين؟
أيها العرب، لا عيد، حتى تنفذوا في صهيون الوعيد، و تنجزوا لفلسطين المواعيد، و لا نحر، حتى تقذفوا بصهيون في البحر.
و لا أضحى، حتى يظمأ صهيون في أرض فلسطين و يضحى.
أيها العرب: حرام أن تنعموا و إخوانكم بؤساء، و حرام أن تطعموا و إخوانكم جياع، و حرام أن تطمئنّ بكم المضاجع و إخوانكم يفترشون الغبراء.
أيها المسلمون: افهموا ما في هذا العيد من رموز الفداء و التضحية و الماعاناة، لا ما فيه من معاني الزينة و الدعة و المطاعم، ذاك حق الله على الروح، و هذا حق الجسد عليكم.
إن بين جنبي ألما يتنزّى، و إن بين جوانحي نارا تتلظّى، و إن بين أناملي قلما سُمته أن يجري فجمح، و أن يسمح فما سمح، و إن في ذهني معاني أنحى عليها الهم فتهافتت، و إن على لساني كلمات حبسها الغم فتخافتت.
و لو أن قومي أنطقتني رماحهم **** نطقت و لكن الرماح أجرتِ
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[27 - 12 - 07, 01:25 م]ـ
جزاك الله خيرا اخانا عبد القادر
ورحم الله العلامة الابراهيمي
وخرر الله فلسطين وأخزى الكافرين
ولكن
ولو نارا نفخت فيها أضاءت ... ولكنك تنفخ في رماد
*********
إلا انني لا أحسن التعبير كما يحسنه الأخ الطيبي
فلعله يتفضل بما أتاه الله من بلاغة ووو
ـ[أبو علي الطيبي]ــــــــ[29 - 12 - 07, 05:01 م]ـ
جزاك الله خيرا اخانا عبد القادر
ورحم الله العلامة الابراهيمي
وخرر الله فلسطين وأخزى الكافرين
ولكن
ولو نارٍ نفخت بها أضاءت ... ولكن أنت تنفخ في رماد
*********
إلا انني لا أحسن التعبير كما يحسنه الأخ الطيبي
فلعله يتفضل بما أتاه الله من بلاغة ووو
غفر الله لك يا أبا سلمى ..
أعيذها نظرات منك صادقة - - أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم!!
لكنّي أعجب والله، كيف يمرّ موضوع كهذا، متعلّق النسبة بعظيمين عزيزين: فلسطين، مُسرى نبيّنا؛ والإبراهيمي، باعث نهضتنا -في المغرب الإسلامي هذا-، وعلاَّمة قطرنا، وعلاَمة عروبتنا، ودليل أَرومتنا؛ ولا يقرأه إلا 65 من أعضاء الملتقى؟؟
ثم لا ينهض أحد من إخواننا في الملتقى إلى التعقيب، والتعليق: ترحّما على الشيخ، ودعاء لفلسطين على أقل تقدير!
إن في هذا المقال من الفوائد الجليلة، والعبر لما يستوقف كل لبيب نظار:
1 - إن في هذا المقال -الذي نشرته "البصائر" وكانت توزّع في المغرب العربي كله، ويصل منها أعداد إلى مصر والشام- دليلا قاطعا، أن "العلماء الربانيين" (ولا سيما السلفيين) لم تغب عن فكرهم، ووجدانهم قضية فلسطين أبدا؛ وأنهم لم يخدّروا الأمّة أن ينفروا في سبيل الله، محررين أرض الإسراء، طاردين شذاذ الآفاق من اليهود، وأحلافهم .. بل الذين خذّلوا، ثم خذلوا، هم أولئك التقدميون، الديمقراطيون، الحاكمون بأمر الاستدمار (بريطانيا أو فرنسيا). فحال علمائنا الأعلام (أمثال: الحاج أمين الحسيني، والإمام الإبراهيمي .. وغيرهما) وحالهم كقول العربي في المثل السائر: "رمتني بدائها وانسلّت".
2 - إن ما كانت تمرّ به الأمة الجزائرية من جهل، وتخلّف، وضعف إيمان، وتحكّم مستدمِر غاشم ينهب الخيرات، ويستلب الباقيات الصالحات من دين وعلم وعربية من قلوب الجزائريين؛ لم يمنع الإمام الرئيس الإبراهيمي، من الكلام عن فلسطين، في عدد كبير من المقالات (جمعت مؤخرا في كتاب تحت عنوان: الإبراهيمي وقضية فلسطين)؛ وفي هذا دليل أن أخوّة الإسلام، تستعلي على الحدود، وتكسر كل قيود؛ وفي هذا دراية تامّة وتطبيق عملي لما نروي جميعا من أحاديث المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم- عن حق المسلم على المسلم، والأخوة، ومثل المؤمن للمؤمن ...
وفيه أيضا أن الهم الشخصي أو القريب، لا يمنع من الانشغال بهموم المسلمين فوق كل أرض، وتحت كل نجم .. ولا سيّما من "الكبار" فلعل هذا المقال يكون لهم -على جلالتهم- ذكرى!
3 - وفيها أيضا أن العيد -وإن يكن يوم أكل وشرب وذكر لله- يومٌ للمسلمين كافّة .. فعسى أن نتذكّر إخوانا لنا يقاسون ويجرعون من الغصص ما يجرعون؛ إن لنا إخوانا لم يعرفوا بسمةَ العيد في العراق، وفي الشيشان، وفي أفغانستان وفي فلسطين ... فهل تذكرناهم؟؟
وما خبَر حجاج غزة الذين عطّلوا في عُرض البحر، يحال بينهم وبين الرجوع إلى ديارهم، بكيد العدو، ويد الأخ!! عنا ببعيد ..
4 - ثم فيه أن قلم المحب أبلغ قلم، ولسان الصادق أفصح لسان .. والإبراهيمي أمير من أمراء البيان .. لكنّه إذ كتب بشوق المحب، وحزن الابن، وعاطفة الأخ .. أشجى، وأبكى؛
فرضي الله عن الإمام الإبراهيمي، ونصر الله المسلمين. ومكّن لهم في الأرض، وأعاد علينا العيد، بنصر أوليائه، وخذلان أعدائه، ووقى إخواننا الفلسطينيين، والعراقيين، والأفغانيين، والشياشنيين، وكل المسلمين؛ من مكر الليل والنهار، وخذلان ابن العم والجار، وتحالف ابن صهيون وابن دولار!!
اللهمَّ نصرَك الذي وعدت!
آمين
¥