تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[نسبة (يا من يرى مد البعوض جناحها) إلى منشئها الحقيقي]

ـ[مروان الحسني]ــــــــ[28 - 12 - 07, 12:17 ص]ـ

إخواني:

إنتشر بين من لا علم له من الناس أن هذه القصيدة الشهيرة هي من إنشاء الزمخشري , و هذا لعمري من الخطأ الصراح , فقد نسب إثنان من أهل العلم الراسخين هذه القصيدة إلى أبي العلاء المعري , نسبها إليه القرطبي في كتاب التذكرة , و كذلك إبن قاضي شهبة , و كذلك ذكرها الزمخشري نفسه في الكشاف و لم ينسبها لنفسه بل قال (و أنشدت لبعضهم) و ذكرها , فظن من لا تحقيق عنده أنه لم ينسبها لنفسه تورعا!!! و هذا من الجهل , و كيف للزمخشري أن ينسب لنفسه ما ليس له!!! و سبب عدم ذكر الزمخشري نسبتها للمعري هو بغضه و حسده للمعري كما هو معروف , و قد أنكر عليه المفسرون هجومه على المعري في كشافه في تفسير سورة المرسلات و إتهموه بتأويل أبيات للمعري ذكرها هناك تأويلا لم يقصده المعري , و لا عجب أن يكره الزمخشري المعري الذي طالما هاجم مذاهب المعتزلة في لزومياته و غيرها , و من له إطلاع على أشعار الرجلين لا يشك في أن نفس هذه القصيدة و صياغتها المعجزة هي أقرب إلى شاعرية المعري منها إلى الزمخشري , فالزمخشري شاعر بين بين لا يبلغ أن يكون ندا للمعري , و هذه القصيدة حسب إقتناعي الشبه الأكيد هي من ديوان أبي العلاء المعري المفقود حتى الآن

(إستغفر و إستغفري) , و فد ثبت إطلاع الزمخشري على هذا الديوان إذ ذكره في الكشاف بإسم

(الإستغفار) و نسبه للمعري و ذكر منه بيتا و هو

أمت سجاح و والاها مسيلمة كذابة في بني الدنيا و كذاب

و أعتقد أنه لو بحث الإخوة في حواشي الكشاف عند ذكر الأبيات الشهيرة لوجد نسبتها للمعري , و أقصد الحواشي القديمة كحاشية الطيبي و الجاربردي و التفتازاني ... إلخ و لا أقصد الحواشي المعاصرة , و آخر من أعلمه وقف على ديوان (إستغفر و إستغفري) و صرح بذلك هو الحافظ بن حجر العسقلاني في كتابه لساب الميزان ...

و إنما حثني على الكتابة من إنتشار هذه القصيدة الرائعة مع عدم نسبتها لمنشئها الحقيقي , فعسى أن لا تكون صرختي هذه صيحة في واد ...

و دمتم ...

ـ[منصور مهران]ــــــــ[28 - 12 - 07, 04:44 م]ـ

وجدت هذه الأبيات الستة في ديوان المؤيد في الدين داعي الدعاة، بتحقيق محمد كامل حسين، طبعة دار الكاتب المصري، القاهرة، 1949 م / ص 289.

ـ[أبو مسلم وليد برجاس]ــــــــ[29 - 12 - 07, 12:24 ص]ـ

جزاك الله خيرا

ـ[مروان الحسني]ــــــــ[30 - 12 - 07, 07:43 م]ـ

إخواني ...

إن وجود أبيات في ديوان شاعر لا يقطع بنسبتها له , و ها هي هذه الأبيات منسوبة للزمخشري , و هو أشهر من نار على علم مقارنة بداعي الدعاة الفاطمي , و لكن لم تغن هذه الشهرة و المكانة العلماء من نسبة الأبيات إلى قائلها الحقيقي , و إلى الآن وجدت 3 علماء (أو أربع إن إحتسبتم الزمخشري معهم و لو بشكل غير مباشر) نسبوها للمعري , و هم:

1 - الزمخشري حيث ذكرها في الكشاف و لم ينسبها لنفسه.

2 - القرطبي صاحب التذكرة و التفسيرالمشهور.

3 - إبن كثير الدمشقي.

4 - إبن قاضي شهبة.

(و قد نسبها الثلاثة الأخيرون صراحة إلى أبي العلاء المعري)

و هل القرطبي و إبن كثير يجهلان ذكر الزمخشري لهذه الأبيات في كشافه؟ بالقطع فقد إطلعا بشكل دقيق على الكشاف و إستفادا منه في تأليف تفسيريهما ردا أو قبولا , و لكنهما لحسن حضهما كانا يملكان ديوان المعري الذي لا نملكه حتى اللحظة , عسى أن يعثر عليه.

ـ[ابن وهب]ــــــــ[30 - 12 - 07, 08:41 م]ـ

بارك الله فيكم

قال الأستاذ محب الدين الأفندي - رحمه الله -

(

قال الزمخشري وأنشدت لبعضهم يعني نفسه كما هو دأبه في كل ما يقوله في تفسيره ولبعضهم أو وأنشدت لبعضهم وذكر الأبيات)

ونسب الأبيات إلى الزمخشري الأبشيهي (ت852) في المستطرف

وفي ترجمة الزمخشري في كتاب ابن خلكان

(

ومما أنشده لغيره في كتابه "الكشاف" عند تفسير قول الله تعالى في سورة البقرة "إن الله لا

يستحي أن يضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها" "البقرة: 26" فإنه قال: أنشدت لبعضهم:

يا من يرى مد البعوض جناحها في ظلمة الليل البهيم الأليل

ويرى عروق نياطها في نحرها والمخ في تلك العظام النحل

اغفر لعبدٍ تاب من فرطاته ما كان منه في الزمان الأول

وكان بعض الفضلاء قد أنشدني هذه الأبيات بمدينة حلب وقال: إن الزمخشري المذكور

أوصى أن تكتب على لوح قبره هذه البيات، ثم أنشدني ذلك الفاضل الرئيس بيتين وذكر أن

صاحبهما أوصى أن يكتبا على قبره وهما:

إلهي قد أصبحت ضيفك في الثرى وللضيف حق عند كل كريم

فهب لي ذنوبي في قراي فإنها عظيم ولا يفرى بغير عظيم

)

انتهى

ذكرت هذا للفائدة وكلامكم أصح وأقرب

والله أعلم

ـ[منصور مهران]ــــــــ[31 - 12 - 07, 12:37 ص]ـ

(إن وجود أبيات في ديوان شاعر لا يقطع بنسبتها له)

قلت:

___

بل يقطع بالنسبة ما لم يظهر حق أوضح ودليل أفصح، فإذا تعددت الأقوال في نسبة قول أو شعر، كانت الخطوة الأولى حصر الأقوال ولو كان بعضها خطأ، ثم الخطوة الثانية في تفنيد كل قول على حدة، وهذه هي مهمة المحققين، حتى إذا وُجِدَ اليقين أو ما هو أقرب إلى اليقين كانت هي النسبة الراجحة إلى أن يظهر دليل جديد على خلاف ذلك فيُصار إلى الدليل بلا شك.

ونسبة الأبيات التي أنشدها الزمخشري قد تترجح بأقدم نسبة وهي التي وجدها محقق الديوان في مخطوطاته التي اتخذها أصلا لنشرته للديوان.

وهذا ليس ترجيحا مصحوبا بالتعصب، ولكنها قواعد التحقيق، وهنا بقي لي أن أتتبع أقوال كل من القرطبي صاحب التذكرة و التفسيرالمشهور، وابن كثير الدمشقي، و ابن قاضي شهبة، حتى أرى ما فيها من قوة أو ضعف ثم أرجح منها ما تتضافر الأدلة على قوته. سأفعل ذلك إن شاء الله، وبالله التوفيق.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير