7 - {وقالت اليهود والنصرى نحن أبنؤا الله وأحبؤه, قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ولله ملك السموات والأرض وما بينهما وإليه المصير (18)} [المائدة]
- قال الشيخ السعدي-رحمه الله-:"والابن في لغتهم هو الحبيب ولم يريدوا البنوة الحقيقية فإن هذا لي من مذهبهم (!) إلا مذهب النصارى في المسيح".اهـ
قلت:1 - لو قلنا هذا المعنى لأصبحت الآية هكذا: نحن أحباء الله وأحباؤه! ولا يخفى ما فيها من التكرار!
2 - ثم استثناؤه - رحمه الله - لمذهب النصارى دون اليهود-والاستثناء دليل التناول- والله تعالى يقول: {وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قتلهم الله أنى يؤفكون (20)} [التوبة].
8 - {فنادته الملائكة وهو قائم يصلى في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمةٍ من الله وسيداً و حصوراً ونبياً من الصلحين (39)} [آل عمران]
- قال الشيخ السعدي - رحمه الله -:"أي ممنوعاً من إتيان النساء فليس في قلبه لهن شهوة اشتغالاً بخدمة ربه وطاعته .. اهـ-هذا التفسير ورد في الطبعة التي حققها الأستاذ اللويحق [المجلد الواحد]
- أما الطبعة التي حققها الأستاذ النجار [الخمس مجلدات] وكذا طبعة دار ابن الجوزي ففيها تفسير معارض لهذا وأحسن منه (!!) - والسؤال المطروح: أي التفسيرين للآية قاله الإمام السعدي-رحمه الله-؟!
قلت: والذي يليق بجناب كمال الأنبياء وتنزيههم من النقائص وبدرجة الشيخ السعدي - رحمه الله - في العلم العالية ومكانته الرفيعة الغالية هو التفسير الذي نقله المحقق النجار وكذا دار ابن الجوزي ففيه ذكر للأقوال ثم الترجيح الأولى بالقبول./ والله أعلم بالصواب.
9 - {وجاءه, قومه, يهرعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات قال يقوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي أليس منكم رجل رشيد (78)} [هود]
قال الشيخ السعدي - رحمه الله - في قول لوط - عليه السلام -: {يقوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم}:"من أضيافي [وهذا كما عرض لسليمان - عليه السلام - على المرأتين أن يشق الولد المختصم فيه لاستخراج الحق ولعلمه أن بناته ممتنع منالهن ولا حق لهم فيهن والمقصود الأعظم دفع هذه الفاحشة الكبرى] اهـ.
وقال الشيخ في الموضع الآخر من [سورة الحجر]:"قال لهم لوط من شدة الأمر الذي أصابه: {قال هؤلاء بناتي إن كنتم فعلين (71)} فلم يبالوا بقوله ... ".اهـ
قلت: والصحيح في تفسيرها أنه دعاهم للنكاح الحلال والزواج الشرعي وهو اللائق بمقام الأتقياء فضلاَ عن الأنبياء صفوة الأتقياء.
10 - {فوجدا عبداً من عبادنا ءاتينه رحمةً من عندنا وعلمنه من لدنا علماً (65)} [الكهف]
في تفسير هذه الآية ينفي الشيخ - رحمه الله - نبوة الخضر- عليه السلام - (!!) متبعاً في ذلك بعض المفسرين الذين ذهبوا باجتهادهم إلى المذهب- رحم الله الجميع -.
والصحيح أنه نبي والأدلة على ذلك كثيرة نبسطها في موضع آخر- إن شاء الله- إنما أردت التنبيه فقط.
11 - الحروف المقطعة في أوائل السور مثل:
{الم (1) [البقرة]} , {كهيعص (1) [مريم]} , {طه (1) [طه]} ...
- قال الشيخ - رحمه الله -:"الأسلم فيها السكوت عن التعرض لمعناها [من غير مسند شرعي] مع الجزم بأن الله تعالى لم ينزلها عبثاً بل لحكمة لا نعلمها ".اهـ[تفسيره لبداية سورة البقرة].
قلت: والصحيح أنها الإعجاز والتحدي, فقد تحدى الله تعالى جميع الخلق أن يأتوا بمثل هذا القرآن ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا وأعجزهم بأقل من ذلك: بعشر سور, بسورة, بحديث مثله - وأقله آية - فلم يستطيعوا ولن يستطيعوا إلى ذلك سبيلاً (!!) و أبلغ من ذلك في التحدي والإعجاز أن الله جل وعلا يصف لهم - في بداية كثير من السور- الحروف العربية السهلة التي يتألف منها الكتاب العزيز المبارك وأنه مكون من مثل: أ- ل- م – ص - ر- ك – هـ-ي -ع- ص- ط- س-ح- ق- ن- ... فهذه حروفه أمامكم ولن تستطيعوا أن تأتوا بحديث مثله!! هل هناك أعظم من هذا التحدي وذاك الإعجاز؟؟! وقد جمعها بعضهم في جملة: [نص حكيم قاطع له سر]!!
¥