تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

5 - قوله تعالى وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (يوسف:62)

يوسف وضع مع الكيل بضاعتهم وقولهم منع منا الكيل أي في المستقبل وفعل هذا يوسف كرما منه لأخوته وليرجعوا إليه بسرعة لأن يوسف استقرى من بضاعتهم المزجاة أنهم قليوا المال وأيضا وسيلة ليضغطوا على أبيهم لأن يوسف يدرك أن أباهم لن يرسله معهم وهذا من باب الحيلة والحيلة نوعان مشروع وممنوع فتجوز الحيلة بضوابط الشرع.

6) في تولي يوسف يشرف على العمل بنفسه فيوسف عنده اشراف مباشر فهو يباشر بنفسه ويتحدث مع الناس.

7) قوله تعالى فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (يوسف:63)

كلموا أبيهم مباشرة قبل أن يفتحوا متاعهم فهم متهيبون لهذا الأمر ويعرفون أن المؤمن لا يخدع مرتين. لكن لما جاءوا بالأدلة والحقائق وجد يعقوب نفسه أن لابد أن يوافق مع ذلك أخذ منهم الوثائق والبراهين – وهنا فرق بين أخذ يوسف وأخيه فأخذ هم يوسف كان بكل سهولة أما لما أرادوا أخذ أخيه في هذه المرة كان لا بد من المواثيق وذلك لأنه عرف تاريخهم فالإنسان هو الذي يكتب تاريخه.

8) قوله تعالى إلا أن يحاط بكم .. ) أهمية الاستثناء وحاجتنا إليه.

9) قوله تعالى وَقَالَ يَا بَنِيَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ) (يوسف:67) قال العلماء إذا أرسل أحد أبناءه وكان فيه خطر الأحسن أن لا يرسلهم جميعا بل يفرقهم – وهذا باب عظيم بالأخذ بالحيطة.

10) قوله تعالى فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ) (يوسف:70) أما هناك فقال (قال لفتيانه اجعلوا ... ) لأهمية الكتمان هنا أيضا قال (أيتها العير إنكم لسارقون .. ) وقال (معاذ الله أن نأخذ .. ) ولم يقل سرق لمعرفة براءتهم.

11) قوله تعالى قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ) (يوسف:73)

الذي يعلم أنه بريء تجد دفاعه عن حقه قوي لذا قالوا لأبيهم (يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ) (يوسف: من الآية81) أما مع يوسف قالوا (قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ) (يوسف:17) فكلامهم هذا غير موثق.

12) قوله تعالى قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَاناً وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ) (يوسف:77)

لم يقلها يوسف علانية وهذا هو الحكمة والعقل قال صلى الله عليه وسلم (ليس الشديد بالصرع لكن الشديد الذي يمسك نفسه عند الغضب)

13) قوله تعالى قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ .... ) (يوسف:78) كلمات قوية واستعطاف مع ذلك لم يخضع يوسف للعاطفة لأجل المصلحة العامة.

14) قوله تعالى فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيّاً قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقاً مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ) (يوسف:80) صار موقفهم هنا ضعيف بسبب جرمهم السابق رغم كثرة أدلتهم هنا مع ذلك لم يصدقهم أبوهم بسبب أن السيرة السابقة لا تنمحي بالسهولة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير