[حين تفضل العين أختها!]
ـ[توبة]ــــــــ[20 - 01 - 08, 10:28 م]ـ
أريد شرحا -من الناحية البلاغية- لهذا البيت (للمتنبي)
هو الجَدُّ حتّى تفضُلَ العينُ أختَها*وحتّى يكونَ اليومُ لليومِ سيِّدَا
بارك الله فيكم.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[21 - 01 - 08, 02:24 ص]ـ
يعرف المعنى البلاغي من معنى البيت
(هو الجدّ حتّى تفضل العين أختها ... وحتّى يكون اليوم لليوم سيّدا
يقول: البخت يسعد كل شيء، حتى الأيام، فيصير اليوم سيدا لليوم، والعين قيل: أراد بها العين الحقيقية. يعني: أن البخت ربما يجعل إحدى العينين أفضل من الأخرى؛ لما يلحق الأخرى من الآفة والنقص فتصير دونها. وقيل: أراد بالعين قول القائل هذا عين الشيء.
أي قد يكون عينان من ثوبين أو درتين وغيرهما - وإن كانا من جنس واحد - تفضل إحداهما على الأخرى؛ لما لها من الحظ، فتكون أوقع في النفس وأعظم للحظ.
)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[21 - 01 - 08, 02:25 ص]ـ
(و الجد حتى تفضل العين أختها ... وحتى يكون اليوم لليوم سيدا
جعل العيني واليومين مثلا لكل متساويين يجد أحدهما ويجد الآخر يقول الجد يؤثر في كل شيء حتى في العينين تجمعهما بنية ثم تصح أحداهما وتسقم الأخرى ويسود اليوم اليوم وكلاهما ضوء الشمس يعني أن يوم العيد كسائر الأيام في الصورة إلا أن الجد اشهره من بين سائر الأيام فجعله يوم فرح وسرور
)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[21 - 01 - 08, 02:26 ص]ـ
(هُو الجدُّ حتى تَفضُل العينُ أختها ... وحتى يكُون اليزمُ لليوم سيدا (
وإنما ذكر فضل يوم الأضحى وجعله سيد نوعه. ثم مثل به فضل سيف الدولة على جميع نوعه. وذلك في البيتين اللذين قبل هذا البيت. ثم عجب من تفاضل الاشخاص الواقعة تحت نوع واحد، على أن عنصر هذا واحد. فقال:) هو الجد حتى تفضل العين أختها (فبلغ بالعجب من العين التي تفضل صاحبتها على اقترابهما وشدة اقترابهما. وبالعجب من الآيام التي تتفاضل بما يحدث فيها من السراء والضراء وضروب الممالك والمناسك.
)
ـ[توبة]ــــــــ[21 - 01 - 08, 06:37 ص]ـ
جازاكم الله خير الجزاء.
ـ[الجهشياري]ــــــــ[23 - 01 - 08, 09:12 م]ـ
الحمد لله وحده.
قال المتنبي:
أنام ملء جفوني عن شواردها
ويسهر الخلق جرَّاها ويختصمُ
وقديما قيل: مات سيبويه، وفي نفسه شيء من "حتَّى".
فيا شيخنا ابنَ وهب، لقد أوقعتنا الأخت الفاضلة_ متواطئة مع المتنبي_ في فخ. حيث أثبتت البيت هكذا:
هو الجَدُّ حتّى تفضُلَ العينُ أختَها*وحتّى يكونَ اليومُ لليومِ سيِّدَا
وقد تابعت ما أفضتم فيه من شروح منقولة، فلم تستقم عندي بالضبط الذي أثبتته الأخت، أي: نصب "تفضل" في الصدر و"يكون" في عجز البيت. ثم لاحظت "حتى" تلك، ولاحظت السطر تحتها، وعندها أدركت وجه الإشكال. وهي لا تلام على ذلك، بل اللوم على بعض المطبوعات التي أثبتت البيت بنصب الفعلين في الشطرين ..
إذ عندما نقرأ البيت هكذا:
هُوَ الْجَدُّ حَتَّى تَفْضُلُ العَيْنُ أُخْتَهَا
وحَتَّى يَكُونُ اليَوْمُ لِلْيَوْمِ سَيِّدَا
عندها يزول الإشكال، وتستقيم تفسيرات الشرَّاح.
فـ "حتى" هنا ليست للغاية ولا للتعليل، أي: ليست بمعنى "إلى أن" وليست بمعنى "كي"؛ بل المضارع الذي بعدها فعل حال، وهو مرفوع. ومثال ذلك: (حتى يقولُ الرسولُ والذين آمنوا معه متى نصر الله)، بقراءة نافع.
وبهذا الضبط تستقيم كل التوضيحات التي أثبتها أخونا ابن وهب حول بيت المتنبي.
والله أعلم.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[23 - 01 - 08, 09:27 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[توبة]ــــــــ[24 - 01 - 08, 10:53 ص]ـ
الأمر كما كتبتم و أفدتم.
جازاكم الله خيرا.