ومن علوم العربية المفيدة: علم العروض وعلم القوافي: إذ بهما إقامة الشعرِ، والشعرُ أهميته واضحةٌ سواء كانت في التاريخ الماضي، ولذلك علقت المعلقات على الكعبة، أو كانت في صدر الإسلام، ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم حسان أن يهجو قريشاً، وأخبره أن هجاءه أشد عليهم من وقع النبل، وأمر أبا بكر أن يعينه على ذلك، ولهذا حين وصل إليهم قول حسان رضي الله عنه: وإن كرام الأصل من آل هاشم بنو بنت مخزوم ووالدك العبد قالت قريش: هذا والله شعر ما غاب عنه ابن أبي قحافة، فإنه استله منهم كما تستل الشعرة من العجين: وإن كرام الأصل من آل هاشم بنو بنت مخزوم عبد الله و أبو طالب، وأمهما فاطمة بنت عمرو بن عائذ المخزومية، فهذا لا يعرفه إلا من كان من أهل الأنساب، فلذلك قالوا: شعر والله ما غاب عنه ابن أبي قحافة. والعروض والقوافي بهما إقامة أوزان الشعر، ومعرفة قوافيه، والشعر من أوجه الإتقان في هذه اللغة والتميز فيها، فهو أمر يحتاج إليه، ولذلك نص شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله على أن الأهزاج المخالفة لأوزان الخليل بن أحمد بدعة، لا يحل الاشتغال بها، وهذا يقال في الشعر الحُر، فما كان منه غير جارٍ على التفعيلات المعروفة، أو كان خارقاً لها، فهو تغييرٌ وابتداعٌ يؤدي إلى نقض المألوف والمشهور بين الناس، ولذلك يعتبر منهياً عنه من هذا الوجه.
هذه بعض علوم اللغة العربية التي هي فروض كفايات، وبهذا تعرف مزية هذه اللغة من ناحية الحكم
أما من ناحية المصلحة، فإن أعظم ما تحتاج إليه الشعوب والأمم هو ما يميزها حتى لا تذوب فيما سواها، وكل أمةٍ لها حضارة، ولها ميزات تميزها عن غيرها، وإذا زالت هذه الميزات وذابت في غيرها ذابت تلك الأمة في غيرها من الأمم، ومن هنا فإن الميزة التي تميز هذه الأمة عن غيرها من الأمم هي اللسان العربي. وإذا تخلصت هذه الأمة من لسانها أصبحت ذنباً في ذيل غيرها من الأمم، وكانت تابعةً لغيرها، ولم يعد لها تاريخٌ، ولا ذكرٌ بين الأمم، ونظير هذا كثير جداً مما يقتضي منا المحافظة على مثل هذه القيم، وهذا التراث العريق الذي نحن بحاجة إليه، والأمة بحاجة إلى من يقوم بحفظه والعناية به. إن الحفاظ على هذه اللغة العربية بالإضافة إلى أنه مما يتعبد الله به ويبتغى به وجهه، هو من التسنن بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين، وأصحابه المهديين، والتابعين وأتباعهم، وهو كذلك مما يرفع الله به الدرجات، ويزيد به المنازل، والناس محتاجون إليه، ولا يمكن أن يستغنى عنه، ولهذا يجب على الآباء أن يعلموا أولادهم هذه اللغة، وأن يعلموهم محبتها، ويجب على أساتذة اللغة العربية أن لا يكونوا من الفتانين، وأن يحببوا هذه اللغة إلى من يدرسها، وأن يحدثوا لديهم ذوقاً لغوياً يقتضي منهم محبةً لهذه اللغة وعناية بها وتركيزاً عليها، وكذلك على الأمهات أن يشاركن في تعليم الأولاد، وتحبيب هذه اللغة إليهم، وعلى الكبار كذلك أن يدرسوها، وأن يتدبروها، وأن يعلموا أنهم لا يمكن أن يفهموا القرآن ولا السنة إلا إذا كان لديهم رصيدٌ من هذه اللغة، وأن يفهموا أن قيمهم وتاريخهم ومجدهم مرتبط بهذه اللغة. إن الحفاظ على هذه اللغة لا يمكن أن يكون من واجبات نظام أو دولة فقط، بل لابد أن يكون من واجبات الأفراد والأمة بكاملها، وأن تعتني بذلك، وأن يقع التعاون عليه، وأن لا يبقى أحدٌ يستطيع المشاركة إلا قدم مشاركته. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لما يحب ويرضى، وأن يزيدنا علماً، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن يجعلنا هداةً مهتدين غير ضالين ولا مضلين. اللهم وفقنا لما يرضيك عنا، وخذ بنواصينا إلى الخير أجمعين، اللهم استرنا بسترك الجميل، اللهم ألهمنا رشدنا وأعذنا من شرور أنفسنا. ......
ـ[محب احمد بن حنبل]ــــــــ[21 - 01 - 08, 11:55 م]ـ
جزاك الله خيراً.
هل لها رابط صوتي؟
ـ[أبوأحمد الحتاوي]ــــــــ[24 - 01 - 08, 12:05 م]ـ
أعيد السؤال:
هل لها رابط صوتي؟
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[24 - 01 - 08, 02:46 م]ـ
آسف على التأخر في الرد , ولا أعلم لها رابطا صوتياً.
ـ[ابي حفص المسندي]ــــــــ[24 - 01 - 08, 04:07 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[الحسن بن عبد الله الصياغي]ــــــــ[24 - 01 - 08, 10:47 م]ـ
آسف على التأخر في الرد , ولا أعلم لها رابطا صوتياً.
بل لها رابط صوتي هنا
http://www.dedew.net/index.php?k=3&A__=1&type=1&linkid=17
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[25 - 01 - 08, 06:29 ص]ـ
بل لها رابط صوتي هنا
http://www.dedew.net/index.php?k=3&A__=1&type=1&linkid=17
أنا نفيتُ العلمَ به لا وجودَهُ وعليه فاترك (بلْ) هذه عند وأعطنا الرابط مجردا عنها, جزاك الله خيراً
ـ[أبو فراس الخزاعي]ــــــــ[25 - 01 - 08, 11:39 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعا
ـ[يوسف بن عواد البردي]ــــــــ[17 - 07 - 09, 11:17 ص]ـ
جزيت خيرا ..
¥