تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أدب الكلمة وأدب القصة والرواية]

ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[07 - 02 - 08, 04:02 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله

حي الله أهل الأدب جميعا

عندي استفسار أخواني الكرام محبي الأدب

قرأت كثيرا روايات أدبية مترجمة وقصص لأدباء أعجميين.

وقرأت في أدب العرب فوجدت أنه يتسم بأدب الكلمة والبيان والأسلوب الممتع والألفاظ الخلابة

والسؤال لماذا لم يهتم المتقدمين من العرب بأدب الرواية؟

وأيهما أفضل؟

وجزاكم الله خيرا

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[07 - 02 - 08, 04:58 م]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

لكل قوم أدبهم، ولكل أدب خصائصه، فإذا افترضنا أن العرب لم يهتموا بأدب الرواية، فاليونان مثلا طغى عندهم أدب الملاحم على غيره من ضروب الأدب، والصين طغى عندهم أدب الحكمة على غيره، وهكذا تجد كل طائفة تشتغل بأشياء دون أشياء.

هذا أمر

وأمر ثان؛ وهو أن الأدب عند المسلمين ليس شيئا مقصودًا لذاته حتى يُشرع في جميع ضروبه، وإنما يراد لغيره؛ يراد لتأديب النفوس وإصلاحها، ويراد لتناقل الأخبار وضبطها بالأشعار، ويراد للمدح والذم، ويراد لغير ذلك، فإذا قام غيرُ الرواية مقامها بل أكثر في هذا الباب لم يكن لترك ذلك من ضرر.

وأمر ثالث؛ وهو أن أدب الرواية فيه شبه من الكذب، فقد يراه بعض الأدباء محرمًا لا يجوز، ولذلك لم يلج بابه من أصله، وإن كان لديه المقدرة على الإتيان بما يفوق أعظم مؤلفي الروايات، ولا يشك أحد أن ابن المقفع والجاحظ والتوحيدي وغيرهم من أئمة البيان لديهم القدرة على الإتيان بأعظم الروايات.

وأمر رابع؛ وهو أن أدب الرواية قد وجد في التراث العربي، وإن كان بقلة، ومن ذلك (حي بن يقظان) لابن طفيل، و (الصاهل والشاحج) للمعري، و (فاضل بن ناطق) لابن النفيس، فضلا عما ترجم من مثل (كليلة ودمنة) وغيرها، وفضلا عن أدب المقامات التي تشبه الروايات.

والله تعالى أعلم.

ـ[أبو مهند المصري]ــــــــ[07 - 02 - 08, 10:22 م]ـ

رد مقنع من شخص مقنع أبا مالك، جزاكم الله خيرًا على الاستفادة منكم، وهذا عهدنا بكم

ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[07 - 02 - 08, 10:24 م]ـ

جزاكم الله خيرا يا أبا مالك

جوابك رائع جدا وقد أفدت منه , وأمورك الأربعة كلها سديدة لاسيما الأمر الثالث فجزاك الله خيرا ,ونفع الله بك.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - 05 - 10, 02:52 م]ـ

قال جمال الغيطاني في [منتهى الطلب إلى تراث العرب]:

((في فرنسا سألني أكثر من صحفي أو مثقف: هل عرف العرب فن الرواية؟ وكنت أجيب قائلا إن الفن القصصي العربي عرف أعظم –في رأيي- نص قصصي في العالم، وهو ألف ليلة وليلة، ولكن عندما يوجه البعض مثل هذا السؤال فإنما يقصد الشكل الروائي كما عرفته الثقافة الأوربية، هذا ما يبحثون عنه أو يتساءلون عنه في التراث العربي. بالطبع لن نجد هذه الأشكال الإبداعية، ولكن المؤكد أن التراث العربي فيه أشكاله الخاصة من القص.))

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير