تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[بعض (أحكام الجنائز) في قصيدة من القصر إلى القبر]

ـ[أبو يعلى]ــــــــ[17 - 02 - 08, 12:14 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

فهذه قصيدة قلتها أثناء قرآتي لكتاب الشيخ الألباني رحمه الله

(أحكام الجنائز) جمعت فيها ماتيسر لي من أحكام الجنائز وربما في بعض أبياتها أخرج إلى رأي من آراء العلماء الآخرين فأدرجه في بيت من بيوت القصيدة , وأسأل الله تعالى أن يرزقني حسن القصد وحسن العمل وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (إن من الشعر لحكمة)

والحمد لله رب العالمين

قاله: أبو يعلى

من القَصْرِ إلى القَبرِ

البحرُ الطويل:

أَلا بَلِّغي عَنّي رِثائي وَمَقصدي وَقولي لذي القُربى أَيَا أُمَّ خالِدِ

دَعوا شَقَّ جَيبٍ مِن فِراقٍ وَكَفكِفوا دُموعاً جَرَت وَادعي بِحِبرٍ وَشاهِدِ

خُذي مِن أَبي يَعلى بَقايا وَصِيَّةٍ ٍفَأُوصي بِدَينٍ رُبَّما أَحسَنَت يَدي

خُذوا الخُمْسَ إِن شِئتُم إِلى مَن تَرونَهُ فَقيراً وَلا يُعطى مِنَ المالِ مُعتَدي

فَقَد جازَ لي أوصي لِمن ليسَ وارثاً بُثُلْثٍ وَإِن أُنقِصْ عَنِ الثُّلثِ أُحمَدِ

وَواسوا ذَوي القُربى مِِنَ الخُمسِ إِنَّهُم لَحِصنٌ لِمَن يَخشى نُزولَ الشَّدائِدِ

لإَِن جاءني َوعَدي وَأُلزِمتُ مَضجَعي فَلامُنقِذٌ مِنهُ اصبِري أَوتَجَلَّدي

وَقولي لِمَن يَأتي إِلَيكُم يَعودُني دَعِ الزّورَ وَاقصِدْ أَجرَ آدابِ عائِدِ

فَلَو جازَ لي أَدعو عَلى النَّفسِ دَعوَةً لَما كُنتُ في نَفسي أُعاني تَجَلُّدي

وَلكِنَّني راضٍ وَقَد جاءَ في الرِّضا حَديثٌ وَآثارٌ لِحَبرٍ وَمُسنِدِ

وَأَحسَنتُ ظَنّي فَاذكُري لي مَحاسِني وَإِن خُيضَ عِندي ذَكِّري بِالتَّشَهُّدِ

فَإِن زَلَّ لَفظي عِندَ كَربٍ فَكَرِّري وَقولي أَبا يَعلى «صَريحاً» تَشَهَّدِ

وَقَد جاءَني عِلمٌ عَلى فِقهِ شافِعي إِذا جاءَني كَربي يَميني فَوَسِّدي

فَأُفٍّ لِدُنيا عَن قَريبٍ تَزَيَّنَت فَأَلفَيتُها شَمطاءَ في لَونِ أَسوَدِ

فَمالي أَنا مِنها سُوى القُطنِ ملبَسا يُغَطّى بِهِ جِسمي بِلَفٍّ وَمَعقِدِ

رَخيصٌ فَما فيهِ حَريرٌ وَلَم يَكُن نَفيساً يُثيرُ النّارَ في صَدرِ حاسِدِ

فَإِن تَشخَصِ العَينانِ رُدّوا عَلَيهِما غِطاءَينِ مِن جَفنَينِ قَبلَ التَّجَمُّدِ

وَغَطّوا عَلَيَّ بِالثِّيابِ المُطَهَّرَةْ وَقولوا لِمَن يَبكي دَعِ النَّوحَ وَاحمَدِ

وَإِن جاءَ ذو وُدٍّ فَخَلّوهُ إِن دَنا يُقََبِّلْ عَلى رَأسِ الطَّريحِ المُمَدَّدِ

وَلكِن عَلَيكُم واجِبٌ أَن تُعَجِّلوا بِتَجهيزِ مَيتٍ قَبرُهُ خَيرُ مَرقَدِ

ذُنوبي وَأَوزاري عَلى اللهِ سِترُها وَدَيني أَيا يَعلى مِنَ الإِرثِ سَدِّدِ

وَمِن حِينِها كُفّي عَنِ اللَّهوِ وَاعدُدي حِداداً أَيا زَوجاً دَعي كُحلَ إِثمِدِ

أَياناعِياً قَد جاءَفي النَّعيِ مَنعُهُ وَقَد جاءَ نَصٌّ فيهِ نَعيٌ لِمَقصَدِ

ثَناءٌ عَلى مَيتٍ وَتَمجيدُ ذِكرِهِ شَهيدٌ عَلى إِحسانِ ذاكَ المُمَجَّدِ

وَيا غاسِلي لُطفاً بِسِدرٍ وَخِرقَةٍ وَكُن آخِذاً لِلغُسلِ مِن خَيرِ مُرشِدِ

ثَلاثاً فَغَسِّلني وَإِن شِئتَ فَلتَزِد إِلى أَن تَرى وُتراً كَفى هَديُ أَحمَدِ

أَياغاسِلينا فَابدَأُوا بِالمَيامِنِ عَلَيكُم بِكافورٍ وَعِطرِ الشَّذى النَّدي

بَلى سَرِّحوا شَعْري فَقَد كَانَ مُنعَماً إِلى حينِ مَوعودي سَرى في التَّجعُّدِ

وَقَد كُنتُ في سِترٍ فَمالي أُجَرَّدُ فَياغاسِلي سِتراً عُيوبَ المُجَرَّدِ

لإن غَسَّلَتْني زوجَةٌ فَليَكُن لَها أَلا فَاقبَلوا المَشهورَ مِن قَولِ أَحمَدِ

دَعوني عَلى طُهرٍ وَقُصُّوا ثَلاثَةً ثِياباً مِنَ البَيضاءِ مِن غَيرِ زائِدِ

وَفيها ادرُجوني وَاشدُدواعَقدَ ساتِري وَياغاسِلاً مِن بَعدِ غُسلي تَبَرَّدِ

ضَعوني عَلى نَعشي بِرِفقٍ وَعَجِّلوا وَصَلّوا عَلَيَّ بَعدَ وَقتٍ مُحَدَّدِ

صَلاةً بِها التَّكبيرُ مِن غَيرِ رَكعَةٍ وَفيها مِنَ القُرءانِ ذِكرٌ لِمُهتَدي

وَصَلّوا عَلى المُختارِ فيها وَفَضِّلوا أَحاديثَ فيها ذِكرُ آلِ مُحَمَّدِ

وَفي ثالِثِ التَّكبيرِ فَادعوا وَأَخلِصوا وَقولوا دُعاءً في صَحيحٍ وَمُسنَدِ

وَقولوا سَلامَ اللهِ مِن بَعدِ أَربَعٍ سَلامَينِ في قَولٍ وَصَحَّت بِواحِدِ

فَإِنّي لأَرجو أَن تَنالوا ثَوابَها وَأَرجو أَنا مِنكُم دُعاءَ المُوَحِّدِ

لإِنْ نِلتُمُ القيراطَ أَجراً لِفعلِكُم فَإِن تُكمِلوا فَاثنَينِ مِن مِثلِ أُحُدِ

فَثَمَّ ارفَعوني دونَ رَفعٍ لِذِكرِكُم فَقَد كانَ خَفضُ الذِّكرِ خَيرُ التَّعَبُّدِ

وَسيروا بِنَعشي سُرعَةً دونَما الرَّمَلْ وَلاتُتبِعوني نارَ مِن جَمرِ مَوقِدِ

أَحيطوا بِنَعشي عَن يَمينٍ وَشَمأَلِ وَيامُبتَغٍ فَضلاً فَخَلفاً تَعَمَّدِ

وَقَد جازَقُدّامي إِذا لَم يَكُن عَلا رُكوباً عَلى ظَهرٍ صِفاتُ التَّبَغدُدِ

فَإِن كُنتَ ذا ظَهرٍ فَما في رُكوبِها حَرامٌ وَلكِن خَلفَ نَعشٍ تَقَصَّدِ

وَياقائِماً لِلنَّعشِ لَمّا رَأَيتَها تَعَلَّم حَديثَ النَّسخِ مِن قَولِ قاعِدِ

أَلا أَيُّها الحَسناءُ كُفِّي بُكاءَكِ وَلا تَتبَعي نَعشي وَفي السِّترِ فَاقعُدي

فَهذا فِراقٌ فيهِ عُذرُ المُفارِقِ وَمامِن فِراقٍ بَعدَهُ البُعدُ سَرمَدي

فَقََد نَلتَقي يَوماً وَحَقّاً سَنَلتَقي إِلى حينِ ذاكَ اليَومِ خَيراً تَزَوَّدي

عَجِبنا لِمَن يَبكي وَمَن يُظهِرُ الأَسى وَقَد شَقَّ لي قَبراً بِيُمنى وَساعِدِ

فَلا تَحفُروا قَبري بَعيداً عَنِ الهُدى حَرامٌ عَلينا الحَفرُ في أَرضِ مَسجِدِ

وَلا تَجعَلوا قَبري عَنِ الأَرضِ مُشرِفا حَذاري حَذاري مِن قُبَيرٍ مُشَيَّدِ

أَلا فَالحَدوا لَحداً ضَعوني وَبَسمِلوا وَشُقّوا إِذا في الَّلحدِ رَأيٌ لِلاحِدِ

قِفوا استَغفِروا لي عِندَ قَبري بِقَدرِما ذَبَحتُم وَوَزَّعتُم ضُحىً أُمَّ فَرقَدِ

********

التبغدد: كلمة مولدة معناها التكبر والترفع كما في معاجم اللغة

الفرقد: ولد البقرة وهذه بنحو وصية بعض السلف رحمهم الله

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير