تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

{الطَّلاق:11}.

3 - وهو شفاء القلوب وطبها من أدواء الكفر والنفاق والبدع والضلال وأنواع الشبهات والشهوات [يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ] {يونس:57} وفي أخرى [وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا] {الإسراء:82} وفي ثالثة [قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ] {فصِّلت:44}.

4 - وهو السعادة فلا يشقى به قارئه ولا المنقاد له، العامل به [مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ القُرْآَنَ لِتَشْقَى] {طه:2} وفي أخرى [فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى] {طه:123}.

كما أن هجره والإعراض عنه سبب للشقاء في الدنيا والآخرة [وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ اليَوْمَ تُنْسَى] {طه:126}

5 - وهو من أعظم أسباب صلاح القلب، وخشوعه لله تعالى، وخشيته منه، ومحبته له [قُلْ آَمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا] {الإسراء:109} وفي الآية الأخرى [لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا القُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ الله وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ] {الحشر:21}

كل هذه الأصاف العظيمة للقرآن -وغيرها كثير- يقرؤها المسلم ويسمعها بين الحين والآخر حتى عَظُم القرآن في قلبه، ويكفيه عظمة عند المسلم أنه كلام الله تعالى؛ ولذلك لا يسمح أي مؤمن في أبواب المجادلة والنقاش لأي شخص كان أن يطعن في صدق كلام الله تعالى أو يسخر منه أو يدعوه إلى عدم الإيمان به وإلا لخسره في دعوته؛ لما للقرآن الكريم من مكانة عظيمة في نفوس المسلمين.

ولأجل ذلك يلجأ الكفار والمنافقون والزنادقة وأشباههم حين يريدون صرف المسلمين عن القرآن إلى تحريف معاني الآيات، ويتركون تكذيبهم لكلام الله تعالى أو التشكيك فيه أو الطعن في آياته مع أنهم في قرارة أنفسهم لا يؤمنون به. وما ذاك إلا لما يعلمونه من مكانة هذا الكتاب العزيز في قلوب المسلمين حتى استولى عليها محبة له، واقتناعا به، وتعبدا بقراءته والاستماع إلى آياته تتلى.

وإذا كان الأمر كذلك فحري بالخطباء أن يولوا الكتاب العزيز أهمية بالغة، فيكون هو المصدر الأول للخطبة كما كان هو المصدر الأول في جميع علوم الشريعة الإسلامية وفروعها.

أقسام الآيات في الاستدلال من حيث الكثرة والقلة:

لا تخلو الآيات التي جمعها الخطيب لإعداد خطبته من حالات ثلاث:

الأولى: أن تكون كافية في الاستدلال، متناسبة مع الخطبة، فلا هي كثيرة تطول الخطبة بها، ولا قليلة تؤدي إلى قصر مخل.

الثانية: أن تكون الآيات في موضوعه المختار قليلة.

الثالثة: أن تكون الآيات كثيرة جدا لا يمكنه حشدها كلها في خطبته.

فالحالة الأولى لا إشكال فيها.

وأما الثانية وهي: أن تكون قليلة، بل قد لا يجد في موضوعه إلا آية أو آيتين، فبإمكانه تغيير الموضوع إلى آخر فيه من النصوص ما يخدم خطبته ويقويها.

فإن كان موضوعه مهما كنازلة حاضرة لا يسوغ إهمالها، فبإمكانه معالجة ذلك بخيارات عدة:

الخيار الأول: أن يجعل لموضوعه مدخلا مناسبا، تكون النصوص فيه متوافرة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير