حدثنا أبو طالب يحيى بن علي بن الطيب العجلي بحلوان قال أنبأنا أبو بكر بن المقرئ بأصبهان قال أنبأنا أبو عمارة حمزة بن علي المصري قال سمعت الربيع بن سليمان يقول: سمعت الشافعي يقول: لو أشاء أن أقول إن القرآن نزل بلغة محمد بن الحسن لقلته لفصاحته. أخبرنا رضوان بن محمد الدينوري قال سمعت الحسين بن جعفر العنزي بالري يقول سمعت أبا بكر بن المنذر يقول سمعت المزني يقول سمعت الشافعي يقول ما رأيت سميناً أخف روحاً من محمد بن الحسن وما رأيت أفصح منه كنت إذا رأيته يقرأ كأن القرآن نزل بلغته.
)
انتهى
ـ[ابن وهب]ــــــــ[09 - 03 - 08, 10:30 ص]ـ
وفي عمدة القاري للعيني - رحمه الله
(وقال محمد بن الحسن ومن تبعه من الحنفية الكعب هنا هو العظم الذي في وسط القدم عند معقد الشراك وقيل إن ذلك لا يعرف عند أهل اللغة
قلت
:
الذي قال لا يعرف عند أهل اللغة هو ابن بطال والذي قاله هو لا يعرف وكيف والإمام محمد بن الحسن إمام في اللغة والعربية فمن أراد تحقيق صدق هذا فلينظر في مصنفه الذي وضعه على أوضاع يعجز عنه الفحول من العلماء والأساطين من المحققين وهو الذي سماه (الجامع الكبير) والذي قاله هو الذي اختاره الأصمعي قاله الإمام فخر الدين)
انتهى
وقد أخذت الحمية العيني - رحمه الله - وإلا فإنه
ذكر في أكثر من موضع
(قال بعضهم وحكي عن أبي حنيفة أنه العظم الذي في ظهر القدم عند معقد الشراك قلت هذا مختلق على أبي حنيفة ولم يقل به أصلا بل نقل ذلك عن محمد بن الحسن وهو أيضا غلط لأن هذا التفسير فسره محمد في حق المحرم إذا لم يجد نعلين يلبس خفين يقطعهما أسفل من الكعبين بالتفسير الذي ذكره)
انتهى
وفي موضع آخر
(وهذا يدل على أن الكعب هو العظم الناتىء في جانب القدم لأن الرمية إذا كانت من وراء الماشي لا تصيب ظهر القدم فإن قلت روى هشام بن عبد الله الرازي عن محمد بن الحسن رحمه الله أنه في ظهر القدم عند معقد الشراك قلت قالوا أن ذلك سهو عن هشام في نقله عن محمد لأن محمدا قال ذلك في مسألة المحرم إذا لم يجد النعلين حيث يقطع خفيه أسفل الكعبين وأشار محمد بيده إلى موضع القطع فنقله هشام إلى الطهارة وقال ابن بطال في شرحه قال أبو حنيفة الكعب هو العظم الشاخص في ظهر القدم ثم قال وأهل اللغة لا يعرفون ما قاله قلت هذا جهل منه بمذهب أبي
حنيفة رضي الله عنه فإن ذلك ليس قوله ولا نقله عنه أحد من أصحابه فكيف يقول قال أبو حنيفة كذا وكذا وهذا جراءة على الأئمة
)
انتهى
هشام هو هشام بن عبيد الله
والمقصود منه في هذا الموضوع هو الكلام على فصاحة محمد بن الحسن
- رحمه الله -
وهو المقطع الأول من كلام العيني في النص الأول
وهو الشاهد
وما نقله الفخر الرازي - رحمه الله - عن الأصمعي - رحمه الله- محل نظر
وقد جاء عن الأصمعي خلافه
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - 03 - 08, 10:55 ص]ـ
كون محمد بن الحسن حجة في اللغة بمعنى أنه حجة في نقل اللغة لا ينبغي أن يختلف فيه.
ولكن لا يلزم من ذلك أنه حجة في كلام نفسه، ولم أر من جعل كلامه في نفسه حجة.
ولا يلزم من وصفه بالفصاحة أيضا ذلك؛ لأن كثيرا من أئمة اللغة وغيرها وصفوا بذلك ولم يقل أحد إنهم حجة في كلام أنفسهم، مثل سيبويه والخليل والكسائي والفراء وغيرهم كثير، فكل هؤلاء أجل من محمد بن الحسن في اللغة وأقدم منه أو معه، ومع ذلك فليسوا في كلام أنفسهم حجة.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[09 - 03 - 08, 06:25 م]ـ
كون محمد بن الحسن حجة في اللغة بمعنى أنه حجة في نقل اللغة لا ينبغي أن يختلف فيه.
ولكن لا يلزم من ذلك أنه حجة في كلام نفسه، ولم أر من جعل كلامه في نفسه حجة.
ولا يلزم من وصفه بالفصاحة أيضا ذلك؛ لأن كثيرا من أئمة اللغة وغيرها وصفوا بذلك ولم يقل أحد إنهم حجة في كلام أنفسهم، مثل سيبويه والخليل والكسائي والفراء وغيرهم كثير، فكل هؤلاء أجل من محمد بن الحسن في اللغة وأقدم منه أو معه، ومع ذلك فليسوا في كلام أنفسهم حجة.
قد تبين فيما سبق أنه لا وجه للتفريق بينه وبين الإمام الشافعي رحمهما الله.
مع أني أرى أن من يقال "كلامه في نفسه حجة" فهذا لا يمكن أن يكون على إطلاقه في ذلك العصر، وإنما يقال لمن كان في العهد الجاهلي وفي صدر الإسلام. وإن كان الحسن البصري يتهم جريراً والفرزدق باللحن -وهما من هما- فما بالك بمن بعدهما؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - 03 - 08, 10:58 م]ـ
وفقك الله يا شيخنا الفاضل
ولكن كلامك لا يتفق مع المعروف عند أهل الفن.
والشافعي رحمه الله تعالى قد صرح نحو من عشرين من أهل العلم أن كلامه في نفسه حجة يحتج به، ولم يعرف نحو هذا عن محمد بن الحسن.
ولم يظهر لي وجه قولكم (تبين فيما سبق) فليس فيما سبق ما يفيد التسوية بينهما.
وأما اتهام الحسن البصري أو غيره لجرير والفرزدق باللحن أو نحو ذلك، فهذا لا يفيد شيئا فيما نحن فيه، فالكلام على المستقر عند أهل العلم، وليس في اتهام فلان وفلان، أما إن أردنا الاتهام فلن نعدم من أهل العلم من يتهم بعض الجاهليين - فضلا عن غيرهم - بالخطأ.
فالمقصود أن وصف محمد بن الحسن بأنه فصيح بمجرده لا يفيد الاحتجاج بقول نفسه في اللغة؛ لأن كثيرا من أهل العلم قد وصف بمثل هذا الوصف، من قبل محمد بن الحسن ومن بعده.
وأرجو أن تتحفني بواحد فقط من أهل العلم جعل كلام محمد بن الحسن في نفسه حجة في اللغة.
¥