ـ[صفية وعائشة]ــــــــ[21 - 03 - 08, 06:42 م]ـ
[ quote= صفية وعائشة;783106] بسم الله الرحمان الرحيم
هذه القصيدة نضعها للقراء الكرام اعتذارا لهم عما وضعه هنا أحد الإخوة الأفاضل وزعم أنها قصيدة من نظم ـ فاكهة الدعاة ـ كما قال، والعهدة عليه، وقد حاول صاحب هذه القصيدة التي أضعها بين أيديكم أن يشرح فيها مناسك الحج، التي أداها رسول الله صلى الله عليه وسلم، دفاعا عن سنته، واتباعا له، فجزى الله كاتب هذه القصيدة خير الجزاء، ووفقه للعمل الصالح، ولما يحب ربنا ويرضى.
وإليكم القصيدة؛
دموعٌ على أستار الكعبة
هذه قصيدة: دموع على أستار الكعبة
كتبها في مكة والمدينة: محمود محمد خليل، عام 1314 هجرية.
ومعروف عنه أنه ليس بشاعر، بل إنسانٌ لا صلة له بالشعر، كل مؤهلاته أنه يحب الحديث الشريف، ويعمل في خدمة طلبة علم الحديث منذ سنوات، واعذروه هنا إن أخطأ في شيء، فهو لم يدرس قواعد اللغة العربية في حياته، ولا علاقة له بعلوم الأدب والشعر، ولم يسمع حتى الساعة عن الأوزان والبحور، لكنه يكتب كلما جاءه ما يدفعه إلى الكتابة.
وذات مرة كنا ذاهبين إلى الحج، وكان يودعنا، وفجأه وجدناه يقول:
يا راحلين خذوا نفسي تودعكم ثم اتركوني قليلا أنتشي معكم
فأنا المحبُّ وقد بعدت حبيبته فلترحموني عسى الرحمن يرحمكم
قد مزق الشوقُ أحشائي ومزقني فلتسألوا البيت كم أحببت يخبركم
وكم تساقط دمعي والِهًا لهفا واليوم سرتم وسار القلب يتبعكم
يبكي وليس البكا حزنا على ذهبٍ أو أن ليلى مع العير التي معكم
يل دمعه. عشقه. قد صار في حجرٍ أحلى من الشهد إن ذاق الهوى فمكم
في جانب البيت عند الباب موقعه فلتسرعوا المشي قلبي سوف يسبقكم
فلتذهب الآن ليلى نحو مغربها أو ترحل اليوم سُعدى فالحنين لكم
... إلى آخره
يا مَنْ أتاه الناسُ كي يتطهروا وأتيتُ فيهم كي أعودَ مُطَهَّرا
لكنني دون العبادِ جَميعِهِم ذنبي عظيمٌ قد يَنُوءُ به الورى
يا مَنْ أتاه الناسُ كي يتطهروا
لكنني دون العبادِ جَميعِهِم
فَطَمِعتُ فيكَ وجئتُ بيتك ضارعًا
ناديتُ يا ألله فاقبل توبتي
وخلعتُ ثوبيَ والحياةَ وما بها
أنا ما أتيتكُ بالصلاة فليس لي
بل جئتُ بابكَ يا رحيمُ بِذَلَّتِي
لبيك يا ألله فاقبلها إذًا
وخطوتُ نحو البيتِ يسبقني فمي
فلثمتُه وشفعتُها وأعدتُّها
وبدأتُ أسعى حوله متثاقلاً
فإذا رَمَلْتُ. أقضًّ ذنبي كاهلي
يا وحشتي، لا شيءَ أحمِلُه معي
يا ربُّ، إني قد أتيتكُ راكعًا
فاغفر ذنوبًا لا يضُرُّك حَجْمُها
يا ماءَ زمزم، هل ستغسِلُ عاصيًا
واليومَ قد جاء الكريمَ بذنبه
وأنختُ رحلي عند أحجار الصفا
وهناك ألقيتُ الذنوبَ على الحصى
فسعيتُ نحو الْمَرْوِ أبكي حالتي
ورملتُ في بطن المسيل تأسيًا
فقضيتُ سبعًا، والرجاءُ بخالقي
يا راحلين إلى منًى. هذي منى
صَلُّوا بها خمسًا كما فعل الذي
فإذا قضيتَ الفجرَ فيها فانتظر
وازحفْ مع الجمع العظيم ملبيًا
وانزلْ بأرضٍ دَبَّ فيها المصطفى
واسألْ صُخُورًا ها هنا عن رِفْقَةٍ
يا صَخْرَ نَمِرَةَ هل سَمِعْتَ خِطَابَهُ؟
أَسَمِعْتَ: (هَلْ بَلَّغْتُ؟) تُسْأَلُ أُمَّةٌ
أَسَمِعْتَ (اللهم فاشهد) حُجَّةً
وأقامَ مبعوثُ السماءِ صلاَتَهُ
هذا الحبيبُ أَحِبَّتِي مِن أجلنا
فاتْبَعْ هُدَاهُ تَفُزْ بِخَيرِ شَفاعةٍ
عرفاتُ يا جبلَ الدعاء تحيةً
قد جاء يدعو ربَّهُ في ذِلَّةٍ
يهواك، يشهدُ دَمْعُه وأنينُه
قِفْ ها هنا، واسترجع الذكرى معي
قِفْ، ها هنا نزل الختامُ، فَمِسْكُهُ
واقرَأْ: ?وَأَتْمَمْتُ?، فقد نَزَلَتْ هُنا
واقرَأْ: ?رَضِيتُ? وقد تَبَاعَدَ عهْدُها
وتَفَرَّقُوا. وتَمَذْهَبُوا. وتَشَرْذَمُوا
فتحول الإفكُ المبينُ إلى هدًى
عرفاتُ، قد نسي الجميعُ ختَامَهم
أن الرسولَ هو الإمامُ لِمَنْ نَجَا
يا ربُّ، إني قد أتيتكُ بارئًا
فارحم عُبَيْدك يا رحيمُ برحمةٍ
يا ربُّ، إني قد رفعتُ يدي هنا
واغفر لإخواني جميعًا ذنبَهم
عرفاتُ، قد حان الوداعُ وقارَبَتْ
قد شاء ربُّ العالمين فراقَنا
وشددتُ رحلي نحو جَمْعٍ قاصدًا
جمع النبيُّ بها الصلاةَ جماعةً
يا جَمْعُ، قد فاضت دموعي حسرةً
فأتيتُ مَشْعَرَها ألوذ بناصري
¥