قد حان قبل شُروقها أن تظهرا
هيا إليها بادئًا ومُكَرِّرا
ورفعتُ بالتكبير صوتًا هَادِرا
في وجه ذنبي كي أعود مُحَرَّرا
الله أكبر والذنوبَ على الثرى
مِنْ خِزْي يومٍ خاب فيه مَنِ افترى
بكتابِ ربِّي هاديًا ومُقَدِّرا
قَلَّتْ. وَقَلَّ البيعُ، قَلَّ المُشْتَرَى
قد جاء بيتكَ، هل سيرجع أفقرا
تالله لا تسأل سواه مُفَسِّرا
لا حرج فيما قَدَّمُوا أو أُخِّرا
فأنا المُتَيَّمُ مُقْبِلاً أو مُدْبِرا
وملأت عيني منه حتى أُبْصِرا
فَغَسَلْتُ كُلِّي منه طيبًا عَنْبَرا
متذللاً. متضرعًا. مُستغفرا
قد جاء تنزيلُ الهداية آمرا
فغسلتُ نفسي حامدًا أو شَاكرا
وختمتُ بالمرو العتيق شعائرا
فاسْتُرْ عُبَيْدك بالهدايةِ إذْ عَرَى
واجعل له من فيض جودك ناصرا
ولقد هفوتُ وجئتُ بابك صاغِرا
لا حَرَج في يومين تَبْقَى ذاكرا
فكتابُ ربِّك قد أجاز وخيَّرا
كان اللقاءُ على القلوب مُؤَثِّرا
فَاثَّاقَلَتْ رجلاي أَنَّى أَهْجُرا
بالجمرِ يغلي هائجًا أو فائرا
للبيتِ. هل يا بيتُ أَرْجِعُ زَائِرا
يا بيتُ وَدِّعَ بالسلامِ مُسَافِرا
عَوْدًا من الرحمان برًّا طاهرا
واسأل كتاب الحج، واسأل جابرا
* * *
فهناك مَسجده (1) أقام وعَمَّرَا
وهنا مشى، وهنا أقام المنبرا
وهنا خيارُ الناس كانوا، والقِرى
في ?يُؤْثِرُونَ?، ومَنْ سواهم آثِرا
ومشيتُ في وسط الزحام مُخاطرا
وتحولت طرفاتُ عينيَ أَشْهُرا
أين الحياء ومن أتى بك يا تُرى
هذا أمامك من أتاك وحذرا
لرجعت من فرط الحياء تأثرا
لفررت من هذا المكان مغادرا
فهنا البكاءُ هو الكلامُ مُعَبرا
ثوبُ الحياء مُدَاريُا ومُدَثِّرا
وأتيتُ للحرمين أشعثَ حاسرا
ورجوتُ ربًا لم يُقَنِّط فاجِرا
تَعِبَتْ قواه فصار وهنًا خائرا
وأبان في تلك السطور مشاعرا
ولذا أتيتُ لكي أعود مطهرا
متضرعًا والعيبُ مني قد جرى
مَنْ زانه الرحمانُ لما صَوَّرا
فاجعل لي الإسلامَ ختمًا آخرا
ـ[صفية وعائشة]ــــــــ[21 - 03 - 08, 11:02 م]ـ
إخواني الأفاضل
السلام عليكم
نظرا لقلة خبرتي في أمور تنسيق الشعر على الشبكة فقد جاءت قصيدة دموع على أستار الكعبة للأخ الفاضل محمود خليل بهذه الصورة التي شاهدتموها ومع الاعتذار للأخ الفاضل فهذه هي القصيدة بعد تصحيح تنسيقها
بسم الله الرحمان الرحيم
دموعٌ على أستار الكعبة
هذه قصيدة: دموع على أستار الكعبة
كتبها في مكة والمدينة: محمود محمد خليل، عام 1314 هجرية.
ومعروف عنه أنه ليس بشاعر، لكنه يكتب كلما جاءه ما يدفعه إلى الكتابة.
وذات مرة كنا ذاهبين إلى الحج، وكان يودعنا، وفجأه وجدناه يقول:
يا راحلين خذوا نفسي تودعكم ... ثم اتركوني قليلا أنتشي معكم
فأنا المحبُّ وقد بعدت حبيبته ... فلترحموني عسى الرحمن يرحمكم
قد مزق الشوقُ أحشائي ومزقني ... فلتسألوا البيت كم أحببت يخبركم
وكم تساقط دمعي والِهًا لهفا ... واليوم سرتم وسار القلب يتبعكم
يبكي وليس البكا حزنا على ذهبٍ ... أو أن ليلى مع العير التي معكم
يل دمعه. عشقه. قد صار في حجرٍ ... أحلى من الشهد إن ذاق الهوى فمكم
في جانب البيت عند الباب موقعه ... فلتسرعوا المشي قلبي سوف يسبقكم
فلتذهب الآن ليلى نحو مغربها ... أو ترحل اليوم سُعدى فالحنين لكم
... إلى آخره
وإليكم، ونحن في أيام الحج:
دموعٌ على أستار الكعبة ...
يا مَنْ أتاه الناسُ كي يتطهروا ... وأتيتُ فيهم كي أعودَ مُطَهَّرا
لكنني دون العبادِ جَميعِهِم ... ذنبي عظيمٌ قد يَنُوءُ به الورى
فَطَمِعتُ فيكَ وجئتُ بيتك ضارعًا ... مُتضرعًا والعيبُ مني قد جرى
ناديتُ يا ألله فاقبل توبتي ... هَذِيْ صحيفةُ مَنْ تَجَنَّى وافترى
وخلعتُ ثوبيَ والحياةَ وما بها ... ولبستُ ثوبَ الفقرِ أشعثَ أغبرَا
أنا ما أتيتكُ بالصلاة فليس لي ... علمٌ ولا عملً ولا ما أذْكُرا
بل جئتُ بابكَ يا رحيمُ بِذَلَّتِي ... وبُكل هذا الدمعِ يجري أَنْهُرا
لبيك يا ألله فاقبلها إذًا ... مِنْ عائبٍ قد عابَ ثم استغفرا
وخطوتُ نحو البيتِ يسبقني فمي ... لِيُقَبِّلَ الحجرَ العتيقَ الأَنْورا
فلثمتُه وشفعتُها وأعدتُّها ... وكتبتُ في سِفر المحبة أسْطُرا
وبدأتُ أسعى حوله متثاقلاً ... فمعي ذنوبُ المشرقين وما ورا
فإذا رَمَلْتُ. أقضًّ ذنبي كاهلي ... وإذا مشيتُ. فَمَنْ سِوايَ مُقَصِّرا
¥