[ما الحكمة من قول الله تعالى [يفعل] في قصة ميلاد يحي و قوله تعالى [يخلق] في قصة ميلاد عيسى]
ـ[محمد الجبالي]ــــــــ[14 - 09 - 08, 06:34 م]ـ
ما الحكمة من قول الله تعالى في قصة يحي عليه السلام [يفعل] في هذه الآية: {قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} آل عمران40
وقوله تعالى في قصة ميلاد عيسى عليه السلام [يخلق] في هذه الآية من نفس السورة: {قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ} آل عمران47
ـ[أبو قصي]ــــــــ[15 - 09 - 08, 12:08 ص]ـ
http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=641
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[15 - 09 - 08, 12:23 ص]ـ
http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=641
وقد ذكر ذلك الشيخ صالح المغامسي حفظه الله نفس هذا التعليل عندما سأله الأخ فهد السنيدي في إذاعة القرآن الأسبوع الماضي
ـ[أمة الله بنت عبد الله]ــــــــ[15 - 09 - 08, 06:07 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أما قول الله تعالى في جانب مسألة ميلاد عيسى عليه السلام (يخلق) في الآية لأن عيسى عليه السلام لم يكن ميلاده بالأسباب والمسببات العادية أي لم يكن هناك أب , وأم حتي يولد بعد مروره بمراحل الخلق والتكوين المختلفة في بطن أمه وإنما كان بالقدرة الإلهية المطلقة أو بالـ (كن) أو بما يسمى طلاقة القدرة وقد بين الحق في سورة آل عمران ردا على نصاري نجران الذين جاءوا للرسول ليجادلوه في شأن عيسى عليه السلام وكيف يقول عنه أنه بشر وهو لم يكن له أب _ لأنه بحسب زعمهم أنه ابن إله _ في مسألة خلقه وولادته هكذا ما يحكيه القرآن الكريم (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (آل عمران:59) ولا يمنع من ضرب المثل كون آدم عليه السلام قد فاق عيسىعليه السلام على زيادة وهو كونه من غير أم فالمشبه به وهو آدم عليه السلام أشد غرابة من المشبه وهو عيسى عليه السلام
وللعلم كلمة الخلق يطلق على الإيجاد من عدم، كما تطلق على مراحل التكوين والتقدير فكلمة يخلق هنا أي أوجده من العدم لإنتفاء الأسباب والمسببات العادية
أما في جاء في الآية في شأن ميلاد يحي عليه السلام (يفعل) لان الأسباب والمسببات العادية التي منها وجود الأب والأم فهي موجودة ومتوفرة لكن الذي حدث هو أن المرأة _ زوجة زكريا عليه السلام _ فقد كانت عاقراً وإصلاح شأنها بالقدرة على الإنجاب بعد أن كانت عاقراً يعد فعل.
والله تعالى أعلم،،،
ـ[أ. د.عبد الفتاح خضر]ــــــــ[15 - 09 - 08, 07:07 ص]ـ
وقد أوضح الشيخ زكريا الأنصاري في فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن ما ارتضاه أبو حيان في الفرق بين خلق وفعل من كون خلق تعلقت بأمر خارق، وفعل تعلقت بأمر نادر بعيد فحسب وثمت فرق بين الندرة والاعجاز.
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[15 - 09 - 08, 07:29 ص]ـ
هل من معلومات عن الكتاب فضيلة الشيخ الدكتور؟
ـ[أ. د.عبد الفتاح خضر]ــــــــ[15 - 09 - 08, 07:45 ص]ـ
حياكم الله يا أخ محمد والكتاب مطبوع واسمه ما ذكرته سابقا وقد طبعته دار الصابوني الطبعة الأولى 1405/ 1985 بتحقيق الشيخ محمد الصابوني والله الموفق
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[15 - 09 - 08, 10:46 ص]ـ
عفوا أيها الكريم، أثقلت عليك.
أين أجده فى مصر و كم سعره، وهل المباحث اللغوية فيه مستفيضة لدرجة تقضى على استمتاعى به؟
ـ[أ. د.عبد الفتاح خضر]ــــــــ[15 - 09 - 08, 04:07 م]ـ
لا عليك أخي الكريم فالكتاب معروف متاول موجود في المكتبات الكبرى في القاهرة عموما ومكتبات شارع الأزهر خصوصا وإن كنت من المنصورة فمكتبة فياض أو الإيمان وإن كنت من طنطا فمكتبة الصحابة أو الأندلس و ..... أما عن منهجيته فهو يتتبع ما هو مظنة الالتباس على الناس قرآنيا ويجيب بإيجاز من غير إلغاز وثمنه قد لا يتجاوز العشرين ولك تحياتي.
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[16 - 09 - 08, 03:13 ص]ـ
بل تحياتى لك يا شيخنا المفضال وجزاك الله خيرا.
أسأل الدعاء بارك الله فيك.
ـ[محمد الجبالي]ــــــــ[16 - 09 - 08, 07:54 م]ـ
إخواني في الله
جزاكم الله خيرا
نعم إني معكم على ما وقف عليه علماؤنا لكني لفت نظري أشياء هي كما يلي:
أولا: قوله تعالى:" كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ " تعليل وإذهاب لتعجب زكريا عليه السلام " أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ" فلا عجب في ذلك لأن الفاعل الله
وقوله تعالى: في الآية الثانية: " كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ " تعليل عقبه تأكيد وتوضيح " إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ "
فنلاحظ أن التعليل فيما يخص مريم أقوى، ليس هذا وحسب بل عقبه توضيح وتأكيد، وذلك لأن عجب مريم عليها السلام كان أشد من عجب زكريا عليه السلام، كما أن تعجبها صاحبه إنكار " قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ " لأن حالتها أشد غرابة
ثانيا: إن زكريا عليه السلام دعا ربه راجيا الولد على علمه بما بلغه من الكبر وزوجه العاقر ونتساءل هنا: لماذا تعجب زكريا إذن حين بشر بالولد؟
ظني أن ذلك من أثر البشارة في نفسه، وقد ذهب بعض المفسرين إلى أنه كان يظن أنه سيرزق بالولد من زوج أخرى غير زوجه، وذكر بعضهم أنه كان بين دعائه عليه السلام والاستجابة له مدى زمنيا طويلا فنسي دعاءه، فتعجب حين جاءته البشرى.
ثالثا وهو موضع التساؤل:
أما قوله تعالى [يَفْعَلُ] في ميلاد يحي عليه السلام فذلك لأن الله تعالى خلق الأسباب وهيأها للفعل ففعلت بأمر الله، وقد قال ابن عاشور رحمه الله قولا بديعا في ذلك: " فإنّ الصانع إذا صنع شيئاً من موادّ معتادة وصنعة معتادة، لا يقول خلَقْت وإنما يقول صَنَعت "
وأما قوله تعالى [يخلق] في ميلاد عيسى عليه السلام فذلك لأن الله تعالى أوجد شيئا من غير أسبابه المعتادة فلا يليق به إلا هذا الفعل.
هذا والله أعلم