فإذا ماتت فدخلت النار ورث قصرها غيرها "
حديث أقض مضجعي فلم أنم!! .. وأذرف دمعتي من حرقة الألم!!
كم تقلبت .. وكم فكرت وطال تفكيري بتلك الأخت الغالية ..
التي سيسكن قصرها غيرها ويستمتع بفرشها غيرها .. وسيأمر خدمها غيرها ..
تلك الفتاة التي ما قصر عنها ربها ..
أنعم عليها بسمعها وبصرها .. وأكمل لها حسنها وخلقها
ثم أمرها بما ينفعها ونهاها عما يضرها ..
زين جنته لنزولها .. أمر ببناء قصرها .. وأجرى من تحته أنهارها .. و أنبت على شواطئها أشجارها ..
الولدان والخلدان ينتظرونها .. والملائكة الكرام حافين بالقصر يرتقبونها ..
فسبحان من أمرهم بالسلام عليها حتى إلى قصرها يزفونها ..
نعم .. هم ملائكة خلقوا من نور وهي من طين ولكن أمرهم سبحانه أن يتهيئوا يرتقبونها ..
التاج لها أعد .. والموائد بكل ما تشتهيه تمتد ..
كيف يا رب وصفهن؟؟؟!
" كأنهن الياقوت والمرجان "
وصفها، أقض مضاجع المشتاقين .. فكانوا قليلاً من الليل ما يهجعون
وصفها .. أضمأ هواجر العاشقين .. فأصبحوا صائمين .. وأمسوا قائمين
يقدمون أرواحهم وأنفسهم وأموالهم مهراً لها وهم مستبشرون!
غادة ذات دلال ومرح … يجد الناعت فيها ما اقترح
خُلقت من كل شيء حسن … طيبٍ ولّيت فيها مضطرح
زانها الله بوجه جمّعت … فيه أوصاف غريبات المُلح
وبعينٍ كحلها من غنجها … وبخدٍ مسكه فيه رشح
ناعم تجري على صفحته … نظرة الملك ولألاء الفرح
ليس هذا فحسب!!
بل تولّد نور النور من نور وجهها … ومازج طيب الطيب من خالص العطرِ
فلو وطئت بالنعل منها على الحصى … لأعشبت الأحجار من غيرما قطرِ
ولو شئت عقد الخصر منها عقدته … كغصن من الريحان ذي ورق خضرِ
ولو بسقت في البحر شهد لعابها .. لطاب لأهل البر شرب من البحرِ
هل يعقل أن يفرط فيها عاقل وهي بهذه الصفات!!
وهل تعتقدين أخية أن من كانت بهذه الصفات يمكن أن تغار أي مخلوقة كائنة من كانت !!
تعالي نتعرض إلى نسمات من صفاتها !!
كيف عطرها!! ..
يا من غرّكِ إبليس .. فخرجت متعطرة " ما من امرأة تعطرت فخرجت فوجد ريحها الرجال إلا وهي زانية " تكتب عند الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأن الله لا يخلف وعد رسله ..
عطرها .. كيف بذلك العطر!!
يقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الصحيح " لو أن امرأة من أهل الجنة اطّلعت وفي لفظ " أرشفت " على الأرض لملأت ما بين السماء والأرض ريحا "
أي عطر الذي ينفث من السماء .. ويملأ السماء والأرض .. !!
ما من طائر إلا ويستبشر وينشرح صدره بتلك الرائحة ..
وما من دابة تدب على الأرض إلا وتشغلها تلك الرائحة ..
أي عطر ينفث من السماء إلى الأرض!!
والريح مسك والجسوم نواعم .. واللون كالياقوت والمرجان
كيف بالله عينها! .. كيف أبدعها صانعها سبحانه ..
كيف عينها .. وكيف خدها ..
حمرة الخدود تغورهن لأآآلئن .. سود العيون فواتر الأجفان
أما ذلك الشهد الذي حواه ثغرها فيقول عليه الصلاة والسلام (لو بسقت في البحر المالح الأجاج لصار عذبا فراتا بإذن الله)
أما خلقها
كملت خلائقها وأكمل حسنها .. كالبدر ليل الست بعد ثمانِ
أما وجهها فلا تسألي عن وجهها!!
والشمس تجري في محاسن وجهها .. والليل تحت ذوائب الأغصانِ
والشفاه .. وذلك الثغر
والبرق يبدو حين يبسم ثغرها .. فيضيء سقف القصر بالجدرانِ
أما أنت أخية ..
فمن المؤكد ولا يخالط قلبي شك ولا ريب أنك قد غرتي من هذه الحورية !!
ويحق لك ذلك!!
كيف لا تغارين .. ولو اجتمع نساء الدنيا كلهن على كفة بكل ما خلق الله فيهن من الزينة والجمال والحلي والقلائد
ثم أتينا بظفر من أولئك الحور ووضعناها في الكفة الثانية لطاش جمالهن كلهن!!
ولرجحت تلك القلامة من ظفرها!!
كيف لا تغارين .. وقد غارت قبلكن أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها ..
وقد أورد ذلك ابن القيم بما رواه الطبراني ..
تعالي أخية ..
نخترق العصور راجعين إلى الوراء ..
ونخترق القرون .. ثم نأتي ونقف إلى تلك الغرفة!! .. وتلك الحجرة الصغيرة ..
حجرة محمد صلى الله عليه وسلم .. وهو قائم يصلي ..
وأم سلمة ترقبه .. في ظلمات الليل .. قائم يتهجد ..
وأم سلمة تنظر إلى نبينا عليه الصلاة والسلام!
ما الذي حدث!!
¥