قام النبي عليه الصلاة والسلام يقرأ " إن للمتقين مفازا حدائق وأعنابا وكواعب أترابا "
سكت النبي عليه الصلاة والسلام .. وصار يحرك شفتيه .. ويسأل الله من فضله
علمت أم سلمة!! .. وقف عند (كواعب أترابا) .. ثم دعا .. رجف قلبها
ما إن انتهى النبي من صلاته إلا وإذا بها تبادره .. وتسأله ..
يا رسول الله ما معنى " فيهن خيرات الحسان "!!
تسأله عن آيات أخرى .. فيجيبها ..
يا رسول الله ما معنى " عربا أترابا " .. فيجيبها ..
ثم سألت .. السؤال الذي تريد أن تصل إليه!!
قالت: يا رسول الله (موضوع أشغلها ويحق لها أن يشغلها ذلك الموضوع)
قالت: يا رسول الله إن إحدانا اتقت الله عز وجل وخافت مقامه وسارعت إلى أمره وانتهت عند نهيئه أنحن خير أم الحور خير!!
(يعني هل نحن أجمل أم الحور أجمل)!!!!!!
فتبسم عليه الصلاة والسلام .. وجهه كفلقة القمر ..
وإذا بها لحظات .. حاسمة .. تنتظر إجابة من تلك الشفاه ..
فإذا بي رسول الله يقول: (لا يا أم سلمة، لا بل نساء الدنيا خير، بل نساء الدنيا خير)
فإذا بها تتهلّل أساير وجهها رضوان الله عليها!
فيفاجئها (فضل إحداكن على إحداهن كفضل الظهارة على البطالة)
قال (يا أم سلمة وهل تعلمين بما فضلتن عليهن بصلاتكن وقنوتكن وتقاكن لله عز وجل)
بهذه الخشية وهذا الحذر من مكر الله عز وجل وهذه المسارعة بالأعمال الصالحة بهذا تنال إحداكن هذه المنزلة
لكن هل تعلمين أخية ..
والله من سوف تدخل الجنة وتدخل تلك الجنان فإذا بالحور على ما ذكرنا وعلى ما ذكر من جمالهن الذي يسلب الألباب والعقول .. والله سوف تُبهر بجمال تلك الغالية!!
نعم أنت الغالية!!
أما قالت عائشة رضي الله عنها في النساء الطاهرات العفيفات المحتشمات المتقيات الداعيات لله أنهن يخاطبن الحور لما تتعجب وتعجب الحورية من هذا الجمال فتقول:
ما هذا الجمال؟!!
فترد عليهن نساء الدنيا: نحن المصليات فما صليتن!
نحن القانتات .. كم تركنا من أشياء كانت محببة لقلوبنا!
كم صبرنا في الدنيا .. فما صبرتن!
نحن الصائمات .. فما صمتن!
فتغار تلك الحورية .. لكن من هي؟ ..
لأجل هذا النعيم .. أعدت الصالحات العدة!!
لأجل تلك المنزلة .. وذلك الموقف .. وتلك الوقفة .. وتلك اللحظات .. أعدت الصالحات العدة!!
الصالحات .. لأن الصلاح لا يقيده عمر معين .. فمنهن من قد احدودب ظهرها .. وشاب شعرها .. ومنهن من قد غض عودها .. فالقاسم المشترك هنا هو الصلاح ..
هذه الفتاة التي حسبت حساب ذلك اليوم .. هي تستطيع أن تتفلت لكنها عن كل هذا تنزّهت!! .. وعزت وارتفعت ..
انظري إلى الجزاء من جنس العمل!!
قال الله تعالى " جنات عدن يدخلونها يحلّون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولبساهم فيها حرير "
حفظت لسانها .. ما اغتابت ولا أنمّت .. ولا تفحّشت .. ولا تغنجت عند غير زوجها
فقال تعالى " والذين هم عن اللغو معرضون، والذين هم لفروجهم حافظون "
ما هي النتيجة " ألئك هم الوارثون، الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون "
هذا ما أعده الله للصالحات ..
جنة عرضها الأرض والسماوات .. لما تركت نعق الناعقات .. والعلمانيين والعلمانيات ولم تكن إمعة من الإمعات ..
ولسان حالها يقول:
لست لكم غضوه عني طرفكم … من عاش بالقيعان تتعبه القمم
تخاطب تلك المسكينة التي طال تزينها أمام المرآة حتى تستميت لينظر إليها الشباب!!
لست لكم غضوه عني طرفكم … من عاش بالقيعان تتعبه القمم
لست لكم والله قدري فوقكم … ليس الغزال بقدره مثل الغنم
وانظري إلى المتحشمات تجدين أنهن قليل .. وقليل من عباده الشكور
وإن تطع أكثر من في الأرض يضلّوك عن سبيل الله
مكنونة ليست تُنال بنظرة .. من دونها بحر بعيد عن الرمم
الورد يذبل حين يكثر لمسه .. وتبقى اللأللأ غاية لألي الهمم
أنت لؤلؤة .. فكوني غاية .. لألي الهمم!!
لست الرخيصة التي هي قدركم .. تريد أن تذكر وحتى ولو بذم
راحت تضيع نفسها بنفسها .. راحت تكمل نقصها بما حرم
إحساسها بالنقص ضيع دربها .. فتخبطت كالطفل حين ينهزم
فذا يقبلها وذاك يهينها .. وذا يدنسها وجوداً كالعدم
أخيتي خذي نصيحت من علت .. همتها حتى علت فوق القمم
الله ربي لست أعبد غيره .. ولست إمعة أوجّه كالغنم
¥