تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومنها: أنه ذكر القراءات المشهورة، وأحيانا الشاذة. ومنها: أنه توقف عند الايات المنسوخة، والتي اختلف العلماء حولها أمنسوخة هي أم لا؟ وأورد أقوال العلماء في ذلك.

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 04 - 04, 09:19 ص]ـ

وهذه ترجمة ابن الجوزي (للدكتور محمد بن عبد الرحمن عبد الله في مقدمة تحقيقه للكتاب)

بسم الله الرحمن الرحيم الامام ابن الجوزي نسبه: هو أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي الحسن علي بن محمد بن عبيد الله بن عبد الله بن حمادى ابن أحمد بن محمد بن جعفر الجوزي بن عبد الله بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، القرشي التيمي البكري البغدادي الفقيه الحنبلي الواعظ.

فهو عربي قرشي تيمي يتصل نسبه بالصديق رضي الله عنه، ولقد دعي بابن الجوزي لان أحد جدوده وهو جعفر كان يدعى بالجوزي نسبة إلى مشرعة الجوز، وهي فرضة نهر البصرة، وقيل بل نسبة إلى جوزة كانت في داره بواسطة لم يكن بواسط جوزة غيرها، وقيل: نسبة إلى مشرعة الجوز، إحدى محال بغداد الغربي، وتوارث أبناؤه هذا النسب.

مولده:

ولد ابن الجوزي سنة ثمان وخمسمائة، وقيل سنة عشر وخمسمائة للهجرة على وجه التقريب.

وقد قال ابن النجاز في تاريخ بغداد: كان أبو الفرج ابن الجوزي يقول: لا أتحقق مولدي، غير أن والدي مات سنة أربع عشرة، وقالت الوالدة: كان لك من العمر نحو ثلاث سنين.

حياته:

لم يشتغل أهل ابن الجوزي بالعلم بل كانوا يتعاطون البيع والشراء والتجارة، وأما أبوه فكان يعمل الصفر بنهر القلايين، ولقد ذكر أبو الفرج ذلك في كتابه " لفتة الكبد " فقال: واعلم يا بني أننا من أولاد أبي بكر الصديق، ثم تشاغل سلفنا بالتجارة والبيع والشراء، فما كان من رزق همة في طلب العلم غيري. وتوفي أبوه وهو صغير السن، وكان موسرا، خلف أموالا طائلة، ولكنهم اجحفوا عليه وهضموه حقه من ارث أبيه، فلم يعطوه سوى دارين وعشرين دينارا، فما كان منه إلا أن اشترى بذلك كتبا.

أما أمه فقد أهملته وانصرفت عنه فرعته عمته حتى أدرك، فأخذته إلى مسجد أبي الفضل محمد بن ناصر الحافظ، وهو خاله، وكان حافظا ضابطا متقنا من أهل السنة، فاعتنى به، وأسمعه الحديث، وحفظه القرآن. وقد اتفق الذين ترجموا له على أنه كان في صغره منصرفا عن لعب الصبيان ومعاشرتهم، فبينما كان أترابه يقضون أوقاتهم باللعب والنزهات على شواطئ النهر كان يمضي هو في طلب العلم وسماع فنونه من شيوخه وكأنه شيخ كبير، ويقول عن نفسه: أذكر نفسي ولي همة عالية وأنا في المكتب ابن ست سنين، وأنا قرين الصبيان الكبار، قد رزقت عقلا وافرا في الصغر يزيد على عقل الشيوخ، فما أذكر أني لعبت مع الصبيان قط، ولا ضحكت ضحكا عاليا، حتى إني ولي سبع سنين أو نحوهما أحضر رحبة الجامع، فأطلب المحدث يتحدث فأحفظ جميع ما أسمعه، وأذهب إلى البيت فأكتبه. وظهرت علامات النجابة على أبي الفري، وتوسم فيه خاله أبو الفضل خيرا كثيرا، فاشتدت عنايته به وحمله إلى الشيوخ، واسمعه المسند وغيره من الكتب الكبار، وأجازه بها. وبقي ملازما لخاله حتى توفي رحمه الله وقد أفاد منه معرفة قوية بالحديث والنقل. ووصفه بقوله: كان حافظا ضابطا متقنا ثقة من أهل السنة لا مغمز فيه، وكان كثير الذكر سريع الدمعة. وقال: وهو الذي تولى تسميعي الحديث، قرأت عليه ثلاثين سنة، ولم استفد من أحد استفادتي منه.

وتتابع نهم ابن الجوزي للعلم وقوي، واشتد ولعله بشتى العلوم، فأخذ العلم عن شيوخه الافذاذ في عصره يساعده على ذلك جلد قوي، وحافظة واعية، وذكاء متوقد، حتى برع في كثير من العلوم فكان محدثا، حافظا، مفسرا، فقيها، واعظا، أديبا، مؤرخا. وألف في كل هذه العلوم وأكثر حتى حكيت في غزارة تآليفه الحكايات التي تكاد لا تصدق لكثرة إنتاجه وروعة تآليفه. والحقيقة أنه لا غرابة أن ينتج هذا الانتاج الغزير وهو الذي وجد حلاوة الايمان ولذة العلم تفوقان كل حلاوة ولذة، فكان يأخذ خبزه اليابس ويخرج في طلب الحديث، حتى إذا جاع جلس إلى جانب الماء، يأكل كسرة من الخبر اليابس ويشرب بعدها الماء ليسهل ابتلاعها، ولابد أن هذا الزهد في الدنيا وما فيها من لذات قد ساعده على التحصيل. وبقيت هذه حاله حتى علا شأنه، وبرع، وذاع صيته، وقربه الامراء

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير