تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[كيف يقرأ القراء العشرة هذه الآيات من سورة سبأ؟]

ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[20 - 09 - 08, 02:35 ص]ـ

[كيف يقرأ القراء العشرة هذه الآيات من سورة سبأ؟]

أحمد محمد سليمان

الحمد لله الذي أنزل القُرآن كلامَه ويسَّره، وسهَّل نشْرَه لمن رامه وقدَّره [1] ( http://www.alukah.net/articles/1/3741.aspx#_ftn1)....

والصلاة والسلام على نبيه محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - القائل: ((أَقْرَأَني جِبْرِيلُ - عَلَيْهِ السَّلامُ - على حَرْفٍ فَرَاجَعْتُهُ فَلَمْ أَزَلْ أَسْتَزِيدُهُ فَيَزِيدُني حَتَّى انْتَهَى إلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ)) [2] ( http://www.alukah.net/articles/1/3741.aspx#_ftn2).

وبعد،،

فهذه آياتٌ من كتاب الله - عزَّ وجلَّ - من سورة سبأ، أردتُ أن أذكر ما فيها من القِراءات الصحيحة المتواترة، وأبيِّن قدْرَ الإمكان وجوه الاختِلاف فيها للقُرَّاء العشرة، وذلك من طريق "الشاطبية" وأصلها "التيسير" بالنسبة للقِراءات السبع، ثم من طريق "تَحبير التَّيسير" و"الدُّرة" بالنِّسبة للقراءاتِ الثلاث تتمَّة العَشْر، وقد اصطَلَح علماءُ هذا الفنِّ على تسمية هذه العشر: العشر الصغرى.

وأعني بذلك القرَّاءَ العشَرة المشهورين في الأمصار الخمسة: المدينة ومكَّة والبصرة ودِمَشْق والكوفة، والمختارُ من قراءة كلِّ قارئٍ من هؤلاء العشَرة رِوايتان على النَّحو التالي:

فمن المدينة:

القارئ: نافع بن أبي نُعيْم، وراوياه: قالونُ المدنيُّ ووَرْشٌ المِصْري.

والقارئ: أبو جعفر يزيد بن القعْقاع، وراوياه: عيسى بن وَرْدان وسُليْمان بن جَمَّاز.

ومن مكة:

القارئ: عبدالله بن كثير الداريُّ، وراوياه: البزِّيُّ وقُنْبُل.

ومن البصرة:

القارئ: أبو عمْرو بن العلاء المازني، وراوياه: أبو عُمر الدُّوري وأبو شُعيْبٍ السُّوسي.

والقارئ: يعقوب الحضرمي، وراوياه: رُوَيْس ورَوْح.

ومن دمشق الشام:

القارئ: عبدالله بن عامر، وراوياه: هشام بن عمَّار وعبدالله بن ذَكْوان.

ومن الكوفة:

القارئ: عاصم بن أبي النَّجود، وراوياه: أبو بكرٍ شعبة بن عيَّاش وحفصُ بن سُليْمان.

والقارئ: حمزة بن حبيبٍ الزيَّات، وراوياه: خلَفُ بن هشام البزَّار وخلاد بن خالد.

والقارئ: الكسائي، وراوياه: أبو الحارث اللَّيْثُ بن خالد وأبو عُمَر الدوري.

والقارئ: خلف بن هشام البزَّار، وراوياه: إسحاق الورَّاق وإدريس الحدَّاد.

والمُخْتار من كلِّ روايةٍ من هذه الرِّوايات طريقٌ واحدةٌ؛ فروايةُ حفْصٍ مثلاً من طريق عُبَيْد بن الصَّبَّاح فقطْ، وروايةُ وَرْشٍ من طريق الأَزْرَق، وروايةُ قالونَ من طريقِ أبي نشيطٍ، وهكذا.

إلا رواية إدْريسَ الحدَّاد (ت 292) لقِراءة خَلَفٍ البزَّار (ت 229) فمِن طريقَي المطوعي (ت 371) والقَطيعي (ت 368) كلاهُما عنْ إدريسَ بنِ عبدالكريم الحدَّاد.

وكلُّ ذلك مفصَّل في كتاب "تحبير التيسير" للإمام ابن الجزري - رحمه الله -.

تنبيه:

كتاب "التيسير" في القراءات السَّبع هو للإمام أبي عمرٍو الداني ت 444هـ، وقد زاد عليه ابن الجزري - ت 833هـ - قراءات الأئمَّة الثلاثة: أبي جعفر ويعقوب وخلف، فسُمِّي كتابه "تحبير التيسير" في القِراءات العشْر.

طُبِعَ كتاب "التيسير" بتحْقيق بعْضِ المستَشْرِقين، ثم أُعِيدَ طبعُه مِرارًا، ولا يزال بِحاجةٍ إلى تَحقيق علميٍّ.

وطُبِعَ "التَّحبير" قديمًا بتحقيق الشَّيخَيْنِ الفاضلَيْنِ: عبدالفتاح القاضي ومحمَّد الصادق قَمحاوي، ثُمَّ حقَّقه تحقيقًا علميًّا الدكتور: أحمد محمد مفلح القضاة.

وأمَّا الشَّاطبيَّة والدُّرَّة؛ فأكثرُ أهل العِلْم الآن على أنَّ أفضل طبعاتِهما ما حقَّقه الشَّيخ محمد تميم الزُّعْبي،، والله أعلم.

الآيات المختارة لهذا المقال:

وقد وقعَ الاختيار هنا على الآيات [10 - 23] من سورة سبأ، وهو رُبْعُ حزبٍ كاملٌ.

ولا خلاف في عدِّ الآيات في سورة سبأ عند عُلماء العدِّ إلا في موضع واحد؛ هو قوله تعالى: {عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ}؛ فهو رأسُ آيةٍ في العدِّ الشامي، وجزءٌ من آيةٍ عند غيْرِهم.

فهي إذًا خمس وخمسون آيةً في العدِّ الشَّامي، وأربعٌ وخمسون آيةً لدى الباقين،، والله أعلم.

قال الله تعالى:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير