تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[فائت الأمثال (دعاوى صحفي)]

ـ[عبدالرحمن الخطيب]ــــــــ[20 - 05 - 08, 05:42 م]ـ

(سلسلة من الأمثال المتخيلة)

دعاوى صحفي

وهو مثل يقال في الإشاعات، والكلام المبني على المبالغات، والصحفي عامل في جريدة، يطلب منه رؤساؤه جديده، وقد تضيق ببعض الصحفيين الأخبار، فيضخمون النملة ويجلون الحمار، وطالما عبثوا بالقارئ المسكين، وخادعوه بمفرقعات العناوين، وربما حملتهم رغبة المطعم، إلى تغطية عرس و مأتم، فالتقطوا صورا للزوج وللثاكل، ثم التهموا ما طاب من مآكل.

وأصل المثل أن رجلاً وافر الحصافة، جاور أحد العاملين في الصحافة، فكانا إذا اجتمعا في دار، هذر الصحفي على الجار، وأخذ يسمعه الفضائح، وينتقد الغادي والرائح، ويهول صغيرات الأمور، ويخلط اللباب بالقشور، وإذا خرجت جريدة الصباح، قرأ له فيها العويل والصياح، وكان في حيهما بستان، حافل بكل ما راق وزان، يقصده الأطفال والنساء، ويبقون فيه حتى المساء، وحدث أن سقط صبي من الأرجوحة، فنزف بعض الدم من يده المجروحة، وما إن علم الصحفي بالخبر، حتى شمر عن ساعده وحضر، وصور الصبي مائة صورة، وكتب أن يده مكسورة، وأنه أصيب بجروح ثخينة، سببها إهمال بلدية المدينة، وحينما قرأ المسؤولون تحقيقه، دمجوا البلدية وأغلقوا الحديقة، فحرمت الأسر من الترفيه، لدجل هذا الصحفي السفيه.

فرأى الجار أن ينفرد بجاره، ويكشف له بعض عواره، فصحبه في نزهة قريبة، ثم عاب عليه أكاذيبه، ونصحه بتحري الحقائق، والتحلي بالطبع الصادق، وألا ينظر إلى جهة واحدة، وألا يوجه للشهرة مقاصده، وبينما الجار ينصح صَفِيَّه، إذ مرت سحابة صيفية، ورشح منها بعض الطل، فما لبث الصحفي أن انسل، وودع جاره في استعجال، والتفت إليه لاهثاً وقال:

أعدك أن أراعي أقوالك، فأرح من اليوم بالك، ولكن المدينة الآن تغرق، وشوارعها بالطوفان تشرق، ولا بد أن أصور هذه المهازل، وأكتب عنها تقريري العجل، فدعني أرصد الفيضانات، قبل أن تبتلعها البيارات، وأرجو أن تهاتفني دون تعويق، متى صادفت حادثاً في الطريق، فتيقن الرجل أن صاحبه مبتلى، وأن ليل غيه بعد ما انجلى، فرجَّع عليه آهةً محرقة، ثم أنشد والشمس مشرقة:

يا لجارٍ صحفيٍ يقتفي - - - أثر الشر كصلٍ لادغ

يرصد القبح بطرفٍ ثاقبٍ - - - ويرى الحسن بطرفٍ زائغ

يحبك الزيف فنوناً فهو في - - - فرقعات القول أدهى نابغ

كم دعاوى باطلات هذَّها - - - وكساها بالدليل الدامغ

ويسيرٍ هينٍ قد صاغه - - - نبأً .. تباً له من صائغ

ويله أصفيته نصحي فلم - - - ألق منه غير عيٍ بالغ

من رأى رشح الحيا ما بالُهُ - - - زاغ عن قرص السماء البازغ

فدعوه في هوى تضليله - - - إن منطيق الهوى كالاثغ

واعلموا أن لا دعاوى هشة - - - كدعاوى صحفيٍ فارغ

منقول من جريدة مرآة الجامعة للأديب فواز اللعبون

ـ[محمد يحيى الأثري]ــــــــ[20 - 05 - 08, 08:07 م]ـ

السَّلامُ عَلَيْكُمْ

الْحَمْدُ لِلَّهِ َوالصَّلاةُ والسَّلامُ عَلى رَسُولِ الله –بأبي هو وأمي-

وبعد .... :

جزاكم الله خيراً أخي عبد الرحمن

رائعة، ونقل موفق

والله المُسْتَعانُ

ادْعُوا لأَخِيكُمْ

والسَّلامْ

ـ[عبدالرحمن الخطيب]ــــــــ[20 - 05 - 08, 09:07 م]ـ

جزاك الله خيرا أخي البهجاتي وغفر لك وأعطاك ما تريد دنيا وآخرة.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير