تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أرخص من دال]

ـ[عبدالرحمن الخطيب]ــــــــ[27 - 05 - 08, 03:30 م]ـ

(سلسلة من الأمثال المتخيلة)

[أرخص من دال]

وهو مثل يقال في الشيء الممتهن، حين يحوزه الرعاع بلا ثمن، والدال حرف مختصر، يدل على علم وأثر، وحامله حاصل على الدكتوراه، بعد أن أفنى في تحصيلها صباه.

وأصل المثل أن رجلاً جد في تحصيله، ورضي من العيش بقليله، فعين في جامعته معيدا، وسلك في العلم درباً مديدا، وقنع من المال بالنزر، وفاز أترابه بجزل الأجر، وبقي على حالته، يعمل في رسالته، وينجز مرحلة تلو مرحلة، حتى وصل لما سار له، بعد سنين عجاف، رضي فيها بالكفاف.

وحين ذاق الوبال، وأصبح ذا دال، سمع عن أناس تدكترت، وفي حلبة الزهو تبخترت، ونالت من الشاهدة مناها، بين عشية وضحاها، فسأل عن الحاصل، فأُخبِر بالمهازل، واتضح له أن تلك الفئة، حصلت على مائة من مائة، وتقديرهم من قبل مقبول، ولا تكاد ترقى بهم العقول، وأن جهاتهم المانحة، عقدت معهم صفقة رابحة، وحلوا كيسهم المربوط، فقُبِلوا بلا شروط.

فزفر صاحبنا وشهق، وقرب اليراع والورق، ثم استلهم معاناته واستحضر، وكتب بعدما استعبر:

ثمان سنين اقتدت فيها مطامحي ....... وكنت بها في أسوأ الحال والبال

أصرصر أقلامي وأحشو دفاتري ... وأسهر حتى يسأل النجم عن حالي

أخط وأمحو ثم أطرق متعبا ........... وأنهض والإعياء ينهك أوصالي

أراسل مهتماً وأسأل عالماً ........... وأبذل في نيل المراجع أموالي

إذا أبصرت أمي عنائي تحسرت .... وقالت شفاك الله يا ولدي الغالي

وإن أبصرتني زوجتي صرخت أسى .. وقالت إلام العيش من دون أطفال

فأعرض عن هذي وتلك وأنثني ...... أسطر أحلامي وأرسم آمالي

إلى أن تراءى لي المراد وطاب لي ... قطافٌ أراني الويل حتى تسنى لي

فلما تدكترت انفجعت بثلة ... أباحت حمى التعليم في حصنه العالي

أغاروا على الدالات كالقمل حينما .. يغير على المجروب في غفلة الفالي

وفَتَّحَتْ الآمال أبوابها لهم .......... ولا عجب فالمال فتّاح أقفال

تداعوا ولم يثنوا إلى الدرس ركبة ........ وما قرؤوا إلا رسائل جوال

ونالوا مناهم في ليالٍ سريعة ........ كأنهم من حلبة السبق في رالي

وتاهوا فإن ناديتهم من دون دالهم ... رموك بطرف المستقل لك القالي

فقلت وربي لا رفعت شهادة ... يباهي بها في الناس من عقله خالي

خذوها وأعطوني سنيني التي مضت ... ورُدُّوا علي الجهل إني لها سالي

من العار أن تأوي إلى الوكر قملة ... ويقبع صقر فوق هامة متفال

فلا شيء أسمى من إباءٍ ممنعٍ ... وأهون من قمل وأرخص من دال

منقول من جريدة مرآة الجامعة للأديب فواز اللعبون

ـ[محمد الهيتي]ــــــــ[27 - 05 - 08, 09:32 م]ـ

جزاك الله خير

ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[28 - 05 - 08, 01:13 ص]ـ

مقال في الصميم بارك الله فيك.

ما أرخص الشهادات إذا كانت مجرد أوراق مختومة ذات برواز خصوصاً إذا كان صاحبها دخيلاً على العلم وأهله.

ومازلنا نرى العجب من أصحاب الدالات المزوَّرة.

والله المستعان

ـ[سليمان خاطر]ــــــــ[28 - 05 - 08, 07:38 م]ـ

تجدون هنا موضوعا قريبا من هذا:

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=113759

والله المستعان.

ـ[أبو إبراهيم الحربي]ــــــــ[29 - 05 - 08, 12:40 ص]ـ

مقال جميل والدكتور فواز اللعبون رأيت اسمه في المسجلين في هذا الملتقى الطيب

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير