ويخرج من ذلك ثلاثة أقسام:
الاسم المبني (غير المتمكن) , الفعل الجامد , والحرف.
س: [ذا , تا من أسماء الإشارة , الذي والتي من الأسماء الموصولة , وأسماء الإشارة والأسماء الموصولة من المبنيات , وقد لوحظ أن العرب قد ثنتها (ذان , تان , اللذان , اللتان) , وصغرتهما (ذيّا , وتيّا) وعرف أن التثنية والتصغير ضربان من تصريف الأسماء , فكيف يصح قول: إن الأسماء المبنية لا يجري البحث عنها في علم الصرف؟؟
ج: الجواب على ذلك من وجهين:
1.لا نسلم أن التثنية والتصغير على الحقيقة , لأن أمر هذه الألفاظ مخالف للسنن التي يجري عليه كلام العرب في التثنية والتصغير فهي صيغ وضعت من أول الأمر للدلالة على الاثنين أو على المصغر , فلو كانت (ذان): (ذين) لكان مثنى على الحقيقة لصح قول: (توان) و (توين) , ولو كان (ذيّا): (تيّا) تصغيرًا حقيقة لانضم أولها كما انضم أول كل اسم يراد تصغيره.
2.لو سلمنا بذلك فإنها ألفاظ شاذة من حيث صورتها , ونحن نبحث في علم الصرف بحثًا قياسيًا جاريًا على الطريق المعروف والنن المطردة في عامة كلام العرب.
رابعًا: الثمرة (الفائدة):
1. استقامة اللسان العربي:
تهيئ أداة البيان سليمة من الخطأ , بريئة من اللحن.
يقول نقرة كار: فإن من أراد أن يكون له منيحة من الكتاب الإلهي , وفيه عبقة من الكلام النبوي , فليصرف عنان همّته إلى نحو علم الصرف , ولكن لا يعرّج عليه فيجعله نُصْب الطرف – مشمرًا عن ساق الجد ليغوص في تيار بحار الكتاب الإلهي وفرائده , ويتفحص عن لطائف الكلام النبوي وفوائده فإن من اتقى الله في تنزيله , وأجال النظر في تعاطي تأويله , وطلب أن تكمل له ديانته , ويصح له صلاته وقراءته وهو غير عالم بهذا العلم فقد ركب عمياء وخبط خبط عشواء , إذ به تنحّل العويصات الأبيّة , وتعرف سعة اللغات العربية , إذ القياسية منها أكثر من السمعية , ومنه أخذت الأولى وبه يتصرف في الأخرى.
يقول الزركشي:
أما اعتبار اللغة العربية لأن شرعنا عربي ولا يتم فهمه إلا بلغة العرب , وما لا يتم الواجب فهو واجب
2.تحقق القدرة على صياغة مفردات اللغة.
يقول ابن عصفور:
(التصريف أشرف شطري العربية وأغمضهما , فالذي يبين شرفه احتياج جميع المشتغلين باللغة من نحوي ولغوي إليه أيما حاجة , لأنه ميزان العربية , ألا ترى أنه قد يؤخذ جزء كبير من اللغة بالقياس؟ ولا يوصل إلى ذلك إلا من طريق التصريف , نحو قولهم: (كل اسم في أوله ميم زائدة مما يعمل به وينقل فهو مكسور الأول , نحو: مطرقة , مروحة إلا ما استثني من ذلك , فهذا لا يعرفه إلا من يعلم أن الميم زائدة , ولا يعلم ذلك إلا من جهة التصريف:
ومما يبين شرفه أيضًا أنه لا يوصل إلى معرفة الاشتقاق إلا به , ألا ترى أن جماعة من المتكلمين امتنعوا من وصف الله بـ (حنّان) لأنه من الحنين , و (الحنّة) من صفات البشر الخاصة بهم تعالى الله عن ذلك , وكذلك امتنعوا من وصفه بـ (سخي) لأن أصله من الأرض (السخاوية) وهي الرخوة , بل وصفوه بـ (جواد) لأنه أوسع في معنى العطاء , وأدخل في صفة العلاء.
= كيف يستطيع عالم أو أديب أن يفهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الولد مجبنة مبخلة "
إذا لم يدر أن (مَفْعَلة) صيغة تدل على سبب الفعل المشتق منه والحامل عليه والداعي إليه فـ (الولد مجبنة مبخلة) أي سبب يجعله والدًا جبانًا لم يشهد الحروب ليربيه , ويجعله بخيلًا يجمع المال ويتركه لولده من بعده.
كذلك قول عنترة:
(والكفر مخبثة لنفس المنعم) أي من أنعمت عليه نعمة فلم ينشرها ولم يشكرها فإن ذلك سبب لتغير نفس المنعم من الإنعام على كل أحد.
خامسًا: النسبة:
علم لغوي وهو قسيم النحو لا قسم منه كما كان عند المتقدمين.
سادسًا: الواضع:
أبو معاذ بن مسلم العمراء تـ 187هـ , هو أول من أفرد مسائل الصرف بالبحث أو التأليف وتكلم فيه مستقلًا عن فروع اللغة العربية , والعلماء بعده اقتفوا أثره , وإن كانت درست مسائل قبله بوجه عام ومسائل في النحو بوجه خاص , فقد تناول ذلك سيبويه المتوفى عام 180هـ.
= ومما يجدر الإشارة إليه: أن هناك ظروف خاصة جعلت من النحاة يقبلون على الصرف ويتفرّعون له , فقد روي أن أبا علي الفارسي اجتاز بالموصل فمر بالجامع وأبو الفتح أبو جني في حلقة يقرئ النحو , وهو شاب , فسأله أبو علي عن مسألة في التصريف فقصّر فيها , فقال له أبو علي: تزبّبت وأنت حصرِم " أول العنب " , فأقبل على التصريف فلم يكن شيء من علومه أكمل منه في التصريف.
ثامنًا: الاستمداد:
الكلام العربي.
تا سعًا: حكم الشارع:
فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين.
يقول ابن حزم: " فمن لم يعلم اللغة والنحو لم يعلم اللسان الذي يبين الله به ديننا الذي خاطبنا به ... "
وقال: " لو سقط علم النحو لسقط علم القرآن وفهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم , فمن طلب علم النحو واللغة على نية إقامة الشريعة في الفهم وليفهم كلام الله وكلام نبيه ليفهمه غيره , فهذا له أجر عظيم ومرتبة عالية لا يجب التقصير عنها لأحد , وأما من وسم اسمه باسم العلم والفقه وهو جاهل للنحو واللغة فحرام عليه أن يفتي في دين الله بكلمة , وحرام على المسلمين أن يستفتوه , لأنه ما إن له باللسان الذي خاطبنا الله به إذا لم يصلحه فحرام عليه أن يفتي بما لا يعلم.
" ولا تقف ما ليس لك به علم ... " , " وتقولوا بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينًا وهو عند الله عظيم ".
س = وكيف يفتي في الطهارة من لا يعلم معنى (الصعيد) في لغة العرب؟!
س = وكيف يفتي في الذبائح من لا يعرف معنى (الذكاة) في لغة العرب؟!
س= وكيف يفتي في (الدين) من لا يعرف خفض واللام من رفعها في لغة العرب , في قوله " إن الله بريء من المشركين ورسوله "؟!
عاشرًا: المسائل:
المسائل التي يناقشها علم الصرف:
قضاياه الجزئية:الصحة , الإعلال , الإبدال , القلب , الحذف , الزيادة والنقصان , الاشتقاق , التثنية , الجمع , النسب , التصغير , الإمالة , الإدغام , التقاء الساكنين.
* * *
منقوووول
¥