[صيد الدر المصون من تعليقات ابن عثيمين على جزء عم يتساءلون]
ـ[الدر المصون]ــــــــ[06 - 10 - 08, 12:20 ص]ـ
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فهذه مجموعة فوائد أنقلها تباعا بإذن الله كلما سنحت الفرصة لذلك لنفيدكم ونستفيد منكم بإذن الله وهي كما هو معلوم لتفسير الجزء الثلاثون الذي فسره فضيلة الشيخ الوالد محمد بن صالح العثيمين عليه شأبيب الرحمة والغفران.
وبعد الإنتهاء منها بإذن الله نشرع في سورة البقرة إلى ما أنتهى إليه شيخنا بحول من الله وقوة واسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسنات من ربتني صغيرا وتعبت علي كبيرا وأن نوفي بحق الشيخ علينا والله أسأل أن يتقبل منا وأن يرزقنا الإخلاص في السر والعلن والله المستعان وعليه التكلان.
قال الشيخ رحمه الله عندما تحدث عن قوله تعالى (غير المغضوب عليهم) قال وفيها قراءتان سبعيتان: إحداهما ضم الهاء , والثانية كسرها. ثم ذكر
الفائدة الأولى:
واعلم أن القراءة التي ليست في المصحف الذي بين أيدي الناس لا تنبغي القراءة بها عند العامة لوجوه ثلاثة:
الوجه الأول: أن العامة إذا رأوا هذا القرآن العظيم الذي قد ملأ قلوبهم تعظيمه , واحترامه إذا رأوه مرة كذا , ومرة كذا تنزل منزلته عندهم لأنهم عوام لا يفترون.
الوجه الثاني: أن القارئ يتهم بأنه لا يعرف , لأنه قرأ عند العامة بما لا يعرفونه , فيبقى هذا القارئ حديث العوام في مجالسهم.
الوجه الثالث: أنه إذا أحسن العامي الظن بهذا القارئ , وأن عنده علما بما قرأ , فذهب يقلده فربما يخطئ , ثم يقرأ القرآن لا على قراءة المصحف , ولا على قراءة التالي الذي قرأها وهذه مفسدة
ولهذا قال علي: ((حدثوا الناس بما يعرفون , أتحبون أن يكذب الله ورسوله)) أخرجه البخاري.
وقال ابن مسعود رضي الله عنه ((إنك لا تحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة)) أخرجه مسلم
ـ[أبو محمد الأنصاري]ــــــــ[06 - 10 - 08, 03:35 ص]ـ
رحمة الله على الشيخ الوالد وعلى جميع آبائنا ومشايخنا، وجعله في ميزان الوالدة، ونفع بكم ورفع قدركم، وننتظر المزيد
ـ[الدر المصون]ــــــــ[06 - 10 - 08, 04:43 م]ـ
بوركتم
على أني أنبه أن ما أنقله هنا ليس خاص فقط في الفوائد العلمية فهناك فوائد إيمانية جمة وتوجيهات من الشيخ رحمه الله تتجلى في مدى حرص الشيخ على توجيه طلابه خلال المسيرة العلمية مما ينبغي أن لا يغفل عنها طالب العلم اليوم وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.
ـ[الدر المصون]ــــــــ[06 - 10 - 08, 04:45 م]ـ
في قوله تعالى (إن في ذلك عبرة لمن يخشى) النازعات 26 علق الشيخ رحمه الله تعالى قائلا:
((ولو أن أحدا انتدب لجمع القصة من الآيات في كل سورة ثم يستنتج ما حصل في هذه القصة من العبر لكان جيدا
وذلك بأن يأتي بالقصة كلها في كل الآيات , لأن السور في بعضها شئ ليس في البعض الآخر , فإذا جمعها وقال مثلا يؤخذ من هذه القصة العظيمة العبر التالية ثم يسردها , كيف أرسله الله عز وجل إلى فرعون؟ كيف قال لهما (فقولا له قولا لينا) مع أنه مستكبر خبيث؟ وكيف كانت النتيجة؟ وكيف كان موسى عليه الصلاة والسلام خرج من مصر خائفا على نفسه يترقب كما خرج الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة يترقب؟ وصارت العاقبة للرسول عليه الصلاة والسلام ولموسى عليه الصلاة والسلام لكن العاقبة للرسول صلى الله عليه وسلم بفعله وأصحابه , عذب الله أعداءهم بأيديهم , وعاقبة موسى بفعل الله عزوجل
فهي عبر يعتبر بها الإنسان يصلح بها نفسه وقلبه حتى يتبين الأمر))
انتهى كلامه رحمه الله تعالى.
ـ[الدر المصون]ــــــــ[06 - 10 - 08, 09:49 م]ـ
في قوله تعالى ((لمن شاء منكم أن يستقيم) التكوير 28 علق الشيخ رحمه الله تعالى قائلا:
((وكثيرا ما يعزم الإنسان على شئ ويتجه بعد العزيمة إلى هذا الشئ وفي لحظة يجد نفسه منصرفا عنه , أو يجد نفسه مصروفا عنه لأن الله لم يشأه , وكثيرا ما نريد أن نذهب مثلا إلى المسجد لنستمع إلى محاضرة , وإذا بنا ننصرف بسبب أو بغير سبب , أحيانا بسبب بحيث نتذكر أن لنا شغلا فنرجع , وأحيانا نرجع بدون سبب لا ندري إلا وقد صرف الله تعالى همتنا عن ذلك فرجعنا. ولهذا قيل لأعرابي بم عرفت ربك؟ قال: بنقض العزائم وصرف الهمم.
(بنقض العزائم) يعني الإنسان يعزم على الشئ عزما مؤكدا وإذا به ينتقض!! من نقض عزيمته؟ لايشعر أن هناك مرجحا أوجب أن يعدل عن العزيمة الأولى بل بمحض إرادة الله.
(صرف الهمم) يهم الإنسان بالشئ ويتجه إليه تماما وإذا به يجد نفسه منصرفا عنه سواء كان الصارف حسيا أو كان الصارف مجرد اختيار .. اختيار الإنسان أن ينصرف , كل هذا من الله عزوجل (1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر فتاوى القضاء والقدر من كتاب مجموع فتاوى ورسائل فضيلة شيخنا رحمه الله تعالى ج 2\ 77 _ 120
¥