[فضل الأعداء]
ـ[أبو طعيمة]ــــــــ[22 - 06 - 08, 01:35 ص]ـ
لَمَّا قَرِنْتُ بِفَضْلِكُمْ إِخْوَاني = جَاوَزْتُمُ بِالفَضْلِ كُلَّ مَكَانِ
حَيَّتْكُمُ مِنِّي الجَوَارِحُ كُلُّهَا = قَدْ نَابَ عَنْهَا بِالثَّناءِ بَنَاني
أهْدَيْتُمُ قَلْبِي مَكَامِنَ سِرِّهِ = فَبِهَا يُحَدِّثُ عَنْهُ مِنْهُ لِسَاني
حَرَّكْتُمُ بِمَكَائِدٍ مِنْكُمْ دَمي = فَغَدَا يَثُورُ كَثَوْرَةِ البُرْكَانِ
وَفَجَرْتُمُ بِالغَدْرِ مِنْكُمْ أَضْلُعِي = للشِّعْرِ نَبْعَاً نَاضِحَاً بِبَيَانِ
وَمَطَرْتُمُ أَرْضِي بِكُلِّ بَلِيَّةٍ = فحَسِبْتُمُ أَنَّ البَلَاءَ غَشَاني
فَأَتَتْ ثِمَاراً يا لحُسْنِ أَرِيجِها = بالوَرْدِ وَ الأَزْهَارِ وَ الرُّمَّانِ
قَدْ بُؤْتُ مِنْكُمْ بالمَكَارِمِ و التُّقَى = قَدْ بُؤْتُمُ مِنِّي بكُلِّ هَوَانِ
مَنْ ظَنَّ أنَّ المَكْرَ يَعْمَلُ في الوَرَى = فَقَدِ اسْتَخَفَّ بِقُدْرَةِ الرَّحْمنِ
فَالمكْرُ ثَوْبٌ حِيكَ مِنْكُمْ بالأذَى = فَلْتَلْبَسُوا بِالمَكْرِ ثَوْبَ مَهَانِ
فَاسْتَنْصِرُوا مَنْ شِئْتُمُ مِنْ جُنْدِكُمْ = مِنْ جُنْدِ إِبْلِيسَ الحَقِيرِ الشَّانِ
وَاسْتَعْمِلُوهُ أَمِيرَكُمْ وَ دَلِيلَكُمْ = بِئْسَ الدَّلِيلُ لِوُجْهَةِ النِّيرانِ
وَاسْتَرْشِدُوهُ بِغَيِّهِ أَنْ تَهْتَدُوا = هَدْيَ السَّرَابِ بِحِسْبَةِ الظَّمْئَانِ
وَاسْتَكْثِرُوا مِنْ صُحْبَةٍ أَوْ قُرْبَةٍ = فَكَثِيرُكُمْ وَ قَلِيلُكُمْ سِيَّانِ
فَبِأَيِّ شَيْءٍ يَا ابْنَ أُمِّكَ تَتَّقِي = رَمْيَ السِّهَامِ إذا نَفَضْتُ كَنَاني
وَلِأَيِّ ذُلٍّ يا ابْنَ أُمِّكَ تَرْتَقِي = والذُّلُّ فَوْقَ مَقَامِكَ المُتَدَاني
وَلَأَيُّ ذِكْرٍ يَا ابْنَ أُمِّكَ تَبْتَغِي = وَلِجَامُ فَكِّكَ في يَدِ النِّسْوَانِ