لعلي أكون أولى من أدلى بدلوه في هذا الموضوع، إذ ما زلتُ أعاني - أحيانا - ممن يتكلم معي باللغة المكسرة ظنّا منه أني لا أفهم اللغة الفصيحة، ولا اللهجة العامية، وما درى المسكين أني - بفضل الله - أتقن اللغة أكثر منه ومن أمثاله الذين تعلّموها قبل ما أولد!
ولله الحمد أولا وأخيرا.
وها أنا أذكر لكم بعض أسباب فشو هذه اللغة التي تستقبحه الأسماع:
1. عدم وجود مراكز ومعاهد لتعليم العربية للوافدين. أعرف كثيرا من الوافدين - من أهلي وأصدقائي - من يرغب في تعلّم لغة القرآن لكنه لا يعرف السبيل إلى ذلك. ففي حين تجد مراكز ودورات كثيرة تقام لتعليم الكمبيوتر واللغة الانجليزية، لا تكاد تجد شيئا لتعليم اللغة العربية. أين مراكز خدمة المجتمع والتعليم المستمر الموجودة في أكثر الجامعات؟؟؟ أين مراكز الدعوة وتوعية الجاليات؟؟؟
أين الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن؟ أين الإذاعات والقنوات؟ هناك إذاعة لـ "بي بي سي" لتعليم اللغة الانجليزية لغير الناطقين! فأين إذاعات "المجلس التعاوني لدول الخليج العربي"؟
يأتي الوافد المسلم ويقضي عقدين أو ثلاثة من حياته في إحدى دول الخليج، ولم يتعلم لغة القرآن! إنها لخسارة عظمى!
2. ومن الأسباب: تعامل أهل البلاد مع الوافدين بهذا الأسلوب، كما أشار إليه الإخوة الفضلاء. وأزيد فأقول: وحتى طلبة العلم للأسف. أعرف بعض طلبة العلم كان له خادم هندي فكان يتكلم معه بـ "أنا يروح" و"أنت يروح" و"هو يروح" فكنت - أثنا إقامتى عنده في البيت - أحاول أن أعلمه الفرق بين "أروح" و"تروح" و"يروح" لكن الجهود لم تثمر لأن الأخ - صاحب البيت - لم يساندني بل لم يزل يتكلم معه بـ " أنا يروح".
وأسوأ من ذلك: بعض الطلبة المبتدئين من الوافدين الذين يدرسون في بعض المعاهد الشرعية عندنا في المملكة، تجد إخواننا الطلبة من العرب يخاطبونهم بنفس اللغة المكسرة. فكيف يا تُرى سيتعلم هذا المبتدئ، إذا لم يجد من يُعينه من العرب؟
أنا أستغرب من هؤلاء "العرب" - وخاصة طلبة العلم - كيف سمحت لهم أنفسهم أن يكسروا لغة نبيهم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟ أنا والله لأستحيي أن أتكلم بهذه الطريقة، وحتى إذا لم يفهم المخاطب كلامي، وأردت التكسير، أجد اللسان لا تطاوعني إلى ذلك!
3. كثير من الوافدين يرغب في تسجيل أبناءه في المدارس الحكومية والأهلية ليتعلموا اللغة والدين، لكن يمنعه من ذلك أنه إذا تخرج ابنه من الثانوية، يكون الطريق أمامه مسدودا. لا يستطيع أن يدخل الجامعات في المملكة لأنها محصورة على المواطنين، ولا يستطيع أن يواصل الدراسة في بلاده لضعفه في اللغة الانجليزية والعلوم التطبيقية مقارنة مع من تخرج من المدارس الأجنبية. فلا خيار أمامه إلا أن يسجل ابنه في المدارس الأجنبية التابعة للسفارات أو "العالمية"!
... والله المستعان.
دمتم بخير: سالمين مسلِّمين، لا مكسورين ولا مكسّرين!
ـ[المسيطير]ــــــــ[27 - 09 - 09, 09:11 م]ـ
الأخ الفاضل / أبا إسحاق السندي
جزاك الله خير الجزاء، وأجزله، وأتمه، وأوفاه ..
أسعدتنا ... وأحزنتنا ... أسأل الله أن يلطف بنا، ويصلح حالنا.
ـ[المسيطير]ــــــــ[29 - 09 - 09, 09:52 م]ـ
من الطرائف:
أن أحد الإخوة كان يحادث عاملا بمثل هذه اللغة المكسرة ... إنت يروح، إنت يجي، إنت يشيل، إنت يودي ...
فنظر إليه صاحبه، وقال له - متعجبا -: ما شاء الله عليك يابو فلان ... عندك لغة!!.
ـ[أبو أحمد المالي]ــــــــ[01 - 10 - 09, 11:38 ص]ـ
الأخ أبا إسحاق السندي: جزاك الله خيرا.
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 12:58 م]ـ
يقال أن أحد الطلاب "النابهين":) وصل لسؤال في اختبار النحو , وأدخل فيه "الـ" على الفعل الماضي , لكنه أضاع بيت الاستشهاد فقال "رحمه الله":):
وجوّزوا دخول "الـ" على المُضِي:: كـ (أل) سعى , و (أل) قضى , و (أل) رَضِي!
فأقول رحمني الله في دخول (في) على الفعل:
وجوّزوا دخول (في) على الفعل:: كـ (في) يجي , وفي (بقي) وفي (أُكُل):)
ولعلي أنظم بعض الأخطاء في أبيات طريفة إن يسّر الله لي ذلك .. :)
بوركت شيخنا المسيطير ..
ـ[المسيطير]ــــــــ[17 - 05 - 10, 10:25 م]ـ
بارك الله فيكم وزادكم من واسع فضله.
من العجيب أني رأيت طفلا في السنة الثالثة من عمره يحادث عاملا من غير البلاد العربية .. بمثل هذه اللغة المكسرة.
ولعلي أنظم بعض الأخطاء في أبيات طريفة إن يسّر الله لي ذلك .. :)
بانتظار أبياتكم الطريفة أستاذنا الفاضل .. أسعدكم الله في الدارين.
ـ[أم عمار الشامي]ــــــــ[09 - 06 - 10, 01:38 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندنا في فلسطين لا تستخدم هذه اللكنة البتة البتة
وأستغرب هل تستخدم هذه اللكنة في دول عربية ومن عرب!!!!!!!!!!!!!!!
منذ ولدت إلى الآن لم أسمع أحداً يقولها عندنا والحمد لله
ولا في سوريا
وأظن السبب لكثرة تلك الجنسيات في السعودية ودول الخليج
وقلتها في بلاد الشام ..
وأعرف عائلة سورية في مكة عندهم خادمة من أندنوسيا
تجيد اللهجة السورية تماما ,, لأنها جائت لا تعرف العربية
فعلموها على اللهجة السورية فوراً ..
¥