[رونق العبارة ولطيف الإشارة في وصف ياقوت الرومي لبلاد خراسان]
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[05 - 07 - 08, 07:20 ص]ـ
أرسل ياقوت الرومي (ت 626هـ) - مؤلِّف "معجم البلدان" - إلى علي القفطي (ت 646هـ) - مؤلِّف "انباه الرواة على أنباهِ النحاة" - رسالة يذكر فيها أحداث جرت معه في رحلته، ووصف خلالها رؤيته لبلاد خراسان قبل أن يحدث فيها الخراب والدمار، فقال:
كانت لَعَمرُ الله بلاداً
موَنَّقة الأرجاء
رائقة الأنحاء
ذات رياضٍ أريضة
وأهوية صحيحة مريضة
قد تَغَنَّت أطيارُها
فتمايلت طرباً أشجارُها
وبَكَت أنهارُها
فتضاحكت أزهارُها
وطاب روحُ نَسيمِها
فَصَحَّ مزاجُ إقليمها
فَلَعَهدِي بتلك الرياض الأنيقة
والأشجار المتهدّلة الورِيقة
وقد ساقت إليها أرواحُ الجنائب
زِقاق خَمرِ السَّحائب
فسقت مُروجَها مدامَ الطَّلِّ
فنشأ عن أزهارها حُبابٌ كاللؤلؤ المنحلّ
فلمّا روِيت من تلك الصهباء أشجارُه
رَنَّحها النسيم وخُمارُه
فتدانت ولا تدانى المحبِّين
وتعانقت ولا عناق العاشقين
يلوحُ من خلالها شقائق قد شابها اشتقاق الهواء العليل
فشابه شفتي غادتين دَنتا للتقبيل
وربما اشتبه على النِّحرير بائتلاق الجَمر
وقد انتابه رَشاشٌ من القَطر
ويُريكَ من بهارٍ يبهر ناضره
فيرتاح إليه ناظره
كأنه صُنوج العسجد تُصَفَّق
أو دنانير من الإبريز تَبرُق
ويتخلّل ذلك أُقحوان
تخاله ثغراً لمعشوق إذا عَضَّ خَدَّ عاشقٍ
فلِلَّهِ دَرُّها من نُزهةِ وامقٍ
ولونٍ رائقٍ
..............
(انباه الرواة على أنباء النحاة/ علي بن يوسف القفطي/ ت: محمد أبو الفضل إبراهيم/ مصوّرة المكتبة العصرية-بيروت)
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[30 - 05 - 10, 09:45 ص]ـ
يُرفَع للتذوق الأدبي.
ـ[أبو الطيب أحمد بن طراد]ــــــــ[30 - 05 - 10, 09:51 م]ـ
ما شاء الله ولا قوة إلا بالله إنها سلاسل عسجد، ودر منضد، كتبت من لدن حاذق مجدد، وانتقاها حذفور ممجد، من أهل السؤدد، جزاكم الله خيراً على حسن الاختيار