تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وعلى هذا نبغي، كما قلنا، الخيرة .. وهذا ما كان. والخيرة كاينة ثَمَّ عند (23) جيرانك هناك، في الزنقة ثَمَّ في (24) أول النهج .. بعد الأروقة .. استقصينا عند زوج الحوانيت .. ثَمَّ .. وسألنا العسَّاسين وهم يعسّون لأن موالي زوج الحوانيت تركوا فيهما العساسين وغابوا .. وواحد من الحوانيت ثَمَّ يبيع الزرابي والحوايج الغالية غاية الغلاء، والعساس يقول للكبير فينا: أراك الخابر بالزرابي .. حتى إنك تخزر في هذي الزربيّة الباهية، وفي هذي المشكاة وهي باهية وغاية .. بالصّح .. يا مرحباً بك يا وليدي، وبكم كلكم .. بالحق ... ما ننجم (25) نغلِّق (26) الباب بوجه حتى واحد منكم .. الصغير والكبير .. والحانوت الآخر يا شيخ كاينة فيه الخضراوات والفاكهة والحليب واللبن الرائب، وكاين فيه الخير الياسر، خلاف ما عندك، أنت عندك الخير مخصوص (27) وشويَّة (28) ..

-يا وليدي .. الحاجات ثَمّ خامجة وأنتم تبغون تخيّرون من بين ذاك الخماج (29) .. وحين تصلون الدار في الظهر أو في العشية تدرون أنكم بما تحملون من حوائج خامجة .. أراكم فيها غالطين، وأنكم يا ولداه من الخاسرين ... وتخمنون أن الرابح والخاسر، والخاطي، والغالط، كله سواء .. سواء .. لأنكم يا ولداه (30) .. ما زلتم من الذراري، ربي يصونكم ويعيِّشكم ويعطيكم الصحة، وأنا يا البايع الخابر نصحتكم. ومن بعد .. أنا في حِلّ (31). فلو أنكم تستقصون وتخمنون الفارق ما بين سلعة وسلعة، قبلما تطيب (10) الحوائج في البرمة (32) على النار، وتصب في المواعين، وتتذوقونها، وبالصحة عليكم وشاهية (33) طيبة إن شاء الله، وصحة فطوركم، استقصوا الطعم الباهي للسلع التي هي من عندي فهي غاية .. لكن أنتم يا طفيلات .. يا صغار، كيف أن أهليكم ومواليكم، يا ناس ويا ملاح ويا خيار الناس، يبعثونكم تقضون، والناس يتغمشرونكم.

-بَغيتَ تزويد تقول حاجة خلاف هذا يا عمي الشيخ؟ أم هذا ما كان وبركة (34)؟ .. والله حين خرجنا إلى مخزن بائع القهوة ذاك الرجل المبرنس (35) بالبرنس ثَمّ ما زاد هَدر (36) معنا وكلمنا حتى كلمة زيادة خلاف ما سألنا –تبغون قهوة حرشاء (37) أم رطبة؟ وإيش حال (12) ما تبغون من الحِمَّص مَعَها؟ ومررنا على مخزن (فواكه البحر) وخزرنا على كل ما كان عنده من أنواع الحوت (38) ومِن بَعدُ .. ولَّينا عنه .. وما نجم يكلمنا حتى كلمة. ورحنا على الجزار قلنا له: ورأسك .. ويرحم والديك .. مدّنا بطرف الكتف ونحّ العظم عن اللحم فقال (39) صحة. والله ما زاد علينا في السومة ولا تغشمرنا ولا هَدَرَ معنا هَدْرَة وَعرة ما نفهمها .. كانت هَدْرَتُهُ مُسَرَّحَة (40) كما كانت هدرة مولى مخزن (عيادة الساعة) الذي أصلح لنا ساعة الوالدة ومخزن (طبيب الملابس) الذي نظف ملابس بابانا. يرحم باباك، وبائع الزلابية والبقلاوة والحلويات حينما شافَ واحدنا وقع، قال له: لا باس (41) عليك أمحمداه (42) .. قم، ربي يصونك، الحمد لله، هكذا (43) ولا أكثر، ها .. استأن. اقعد هنا وريِّح على هذا الكرسي، أو .. لا هناك تحت شجرة لسان (44) العصافير أو تحت شجرة الخرّوب (45) ثَمّ .. وقبل ما تنجم تزيد تمشي وبالتالي تعاود تقع .. وحينذاك أنا في حل .. وعلام تبغي تولّي؟ وعلى إيش (12) أراك تتعجل وإيش بك مزنوق؟ ما زال يا وليدي، عندك الوقت تريّح قبل ما تولِّي، وكأين ثَم من بعد شوية الطريق يقطعه الخط الحديدي، وكاينة لوحة مكتوبة فيها: (ردّوا بالكم (46) [فالكروسة"> غير مَعسوسة) وأنت في هذا التعب ما ترد بالك، وخلاف هذا يلزم أن تنحّي الخماج عن ملابسك ... ها ... استَأنِ .. خذ هذا الكاغد النظيف، خلاف الكاغد الذي تقطّع في ديك وسقط منه اللحم .. وهذي شكائر (47) لهذا الدّقل النور الذي معك، وللرز والحبوب بدل ما تمزّق وهُرتَ (52)، والحمد لله على أن كراريس المدرسة وكتب القراءة والعلم ما تمزقوا، فأجبناه: بارك الله فيك، والله لو كانوا تمزقوا وهُرتوا كان مقتصد (48) المدرسة يعوضهم لنا، والخير عنده ياسر .. فالمقتصد في مدرستنا من ناس ملاح، ومن خيار الناس، وممن يستحقون أن يأكلوا الناعمة (48). أم في بالك أني أطيِّش روحي من فوق القنطرة لو تمزقوا وما يكون لي غيرهم؟! لا والله ... كان مقتصدنا في العام الفارط (50) –ربي يعيشه ويعيِّشكم –يمدنا بكتب وكراريس غيرهم، ومن بعد .. يكتب في الكاغد عنده أننا من الطفيلات والذراري، وأننا ما زدنا (51) إلا من

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير